"رسائل الدم".. كتاب يروى حكاية فتاة رفضت نظام "ماو" الفاشى فى الصين فتعرضت لأبشع أنواع التعذيب قبل قتلها.. "لين تشاو" منعوها من استخدام الحبر فكتبت شهادتها بدمائها.. ووالدها لم يتقبل سجنها فانتحر بسم الفئران

الأحد، 27 مايو 2018 09:30 ص
"رسائل الدم".. كتاب يروى حكاية فتاة رفضت نظام "ماو" الفاشى فى الصين فتعرضت لأبشع أنواع التعذيب قبل قتلها.. "لين تشاو" منعوها من استخدام الحبر فكتبت شهادتها بدمائها.. ووالدها لم يتقبل سجنها فانتحر بسم الفئران المؤلف وغلاف الكتاب
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ضواحى مدينة سوتشو، بالقرب من شانجهاى، توجد مقبرة محاطة بكاميرات مراقبة من الخارج، هذه المقبرة تعود لامرأة تسمى "لين تشاو"، حكم عليها بالإعدام رميا بالرصاص وهى فى سن الـ35 عام 1968 فى ذروة نظام ماو تسى تونغ زعيم الحزب الشيوعى الصينى.

 

ونظرا لمكانة لين تشاو فى المجتمع الصينى، حرص الكاتب ليان شى على تقديم سيرتها الذاتية المهمة فى كتاب بعنوان "رسائل الدم"، قائلا: "لين تشاو أصبحت عدوًا للدولة الشيوعية".

 

bookmonger-podcast-186-xian-li

مسيرة لين تشاوى ضد النظام طويلة، حتى أنها أرسلت رسالة احتجاج كتبتها من زنزانتها فى السجن إلى رئيس تحرير صحيفة الشعب اليومية، هذه الرسالة لم تنشر، لكنها ظهرت للمرة الأولى على الإنترنت عام 2004.

 

وقال المؤلف، إن قصة لين تشاو من ضمن القصص المثيرة والمؤلمة، بعضها لا يزال مخفيا حتى الآن، فلا تزال جميع سجلات الاستجواب لدى لين التى استغرقت ساعات كثيرة وكانت تجرى تحت وطأة التعذيب، مبعثرة هنا وهناك.

 

 وأوضح الكاتب، أن جميع رسائل لين لم تكتب بالحبر بل بالدم، وذلك كعقوبة على رفضها الامتثال لقواعد سجن بلدية شنجهاى الوحشى، حيث تم حبسها لكونها "ثورية مضادة للنظام"، وحرمت من الحبر لكن هذا الحرمان لم يمنعها من الكتابة.

 

وأدركت "لين" شرور نظام "ماو" وفساده ورفضت التزام الصمت فى زنزانتها المتجمدة، واستعانت بـ إبهامها المتساقط منه الدماء كحبر واستخدمت ملعقة بلاستيكية صغيرة ومقبض فرشاة أسنان بلاستيكى للكتابة، وكتبت إلى أمها رسائل ومقاطع من الشعر، وأحيانًا كانت تكتب رسائلها بالدم على غطاء الفراش بدلا من الورق.

 

وذكر المؤلف، أن "ماو" قام بخدعة، حيث إنه شجع الطلاب على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم ضد الجوانب المتعلقة بنظامه، وبالفعل خرج الكثيرون للتعبير عن أفكارهم بما فيهم "لين".

4C99187200000578-5768033-image-m-2_1527194841478

 وجميع الذين تجرأوا على التعبير عن احتجاجات كانوا يطلق عليهم اسم "اليمينيين"، أرسلهم إلى المنفى لسنوات للخلاص منهم فى الشمال المتجمد.

 

وتمكنت لين من الفرار من هذا المنفى، لكن قبض عليها فى عام 1960، لأنها كتبت قصيدة تصف فيها نظام "ماو" بأنه الحكم الفاشى لدولة مركزية.

 

وعندما سمع والد لين أنه تم القبض على ابنته، انتحر بأخذ سم الفئران، وذلك لأنه لم يتقبل فكرة وجودها فى هذا السجن الوحشى.

 

ويستعرض الكاتب، وسائل التعذيب التى تعرضت لها "لين" ومنها القيود، ولم يكن قيدا واحدا بل اثنان من القيود العلوية والسفلية، كانت لين مقيدة ويداها خلف ظهرها طوال الوقت، وبدون محاكمة عامة أو وجود محامى للدفاع عنها، حُكم عليها بالسجن لمدة 20 سنة.

 

كان معظم السجناء الآخرين يتوسلون للحصول على فرصة للاعتراف، من أجل الحصول على حياة أسهل، لكن لين لم تفعل على الرغم من أنها مريضة السل.

 

ويسلط المؤلف أن "لين" استغرقت خمسة أشهر لتكتب رسالة طويلة إلى صحيفة الشعب اليومية، وكتب فيها: "يجب أن يكون ماو أول من يتحمل المسئولية عن مأساة أرضنا التى تعج باللاجئين الجوعى".

 

وعلى الرغم من المأساة الحقيقة التى عاشتها، إلا أن ألم التعذيب لم يطفئ روحها المبهجة، وهو ما يتجلى حينما رسمت شخصيات ديزنى المفضلة لها (دونالد داك وميكى ماوس) على أنبوب معجون أسنان باستخدام مسمار صغير.

4C9997FB00000578-5768033-image-a-10_1527195442389

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة