"النودز" أو الصور العارية التى تشاركها الفتيات مع شريكهم أو أصدقائهم، أصبحت تمثل خطرا كبيرا عليهم على الإنترنت، خاصة بعد انتشار مفهوم "الانتقام الجنسى" وقيام هؤلاء الشركاء والأحباب بنشر الصور للعلن دون إذن من الفتاة نفسها كنوع من الانتقام بعد انتهاء العلاقة، وكشفت التقارير العام الماضى أن فيس بوك يطور ميزة جديدة لحماية المستخدمين من الانتقام الجنسى على الإنترنت، وهذا من خلال حثهم على إرسال صورهم الحساسة والعارية التى يخافون أن يتم مشاركتها من أطراف أخرى إلى الشركة، ويعدهم بأنه سيتولى مسئولية حمايتها، وهذا الأسبوع بدأ الموقع الاجتماعى العملاقة بالفعل فى المطالبة وتفعيل الميزة المثيرة للجدل.
إذ يطلب فيس بوك من المستخدمين البريطانيين والأستراليين الآن إرسال صورهم عارية إلى الشبكة الاجتماعية، وتقول الشركة إنه إذا كنت قلقًا بشأن مشاركة صورة حميمة لك من قِبل شخص آخر، فسنساعدك فى حمايتها، من خلال استخدام تقنية مشابهة للتى تمنع انتشار صور إساءة معاملة الأطفال.
الانتقام الجسنى
وكان فيس بوك يختبر النظام فى أستراليا ووسع نطاق التجربة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
هل سترسل صورا جنسية صريحة لنفسك على Facebook
؟وفقا لموقع bbc البريطانى، تعد ميزة فيس بوك الجديدة مثيرة للاهتمام لأنها تعد بمنع وقوع كارثة تخشى الكثير من الفتيات حول العالم حدوثها، ولكن السؤال يكمن فى أن هل يمكن أن تكون على يقين من أن الصورة سيتم التعامل معها بحساسية وبشكل حاسم، ولا يمكن مشاركتها؟، وهل فيس بوك محل ثقة بشكل كافى لإعطائه أكثر الصور التى تخشى أن يراها أى شخص؟.
كيف تعمل الميزة الجديدة؟
إذا كانت هناك صورة تثير قلقك، يقول فيس بوك إن عليك الاتصال بـ Revenge Porn Helpline فى المملكة المتحدة، وسيتواصل الموظفون هناك مع فيس بوك وسيصلك رابط لتحميل الصورة.
فيس بوك
وتعمل الشركة فى شراكة مع العديد من مجموعات الجهات الخارجية، مثل مبادرة الحقوق المدنية السيبرانية والشبكة الوطنية لإنهاء العنف المنزلى.
من سيرى صورك العارية؟
قال ديفيس، رئيس قسم الأمان العالمى فى فيس بوك، لموقع Newsbeat إن الصور لن تظهر إلا لمجموعة صغيرة للغاية مكونة من حوالى خمسة مراجعين مدربين بشكل خاص، وهؤلاء المراجعين سيقومون بإعطاء الصورة بصمة رقمية فريدة، وسيتم تخزين هذا الرمز فى قاعدة البيانات، إذا حاول أى شخص آخر تحميل الصورة نفسها، فسيتم التعرف على الشفرة وسيتم حظرها قبل ظهورها على Facebook وInstagram و Messenger، وتعد الشركة بإنه لن يتم تخزين الصور الأصلية.
هل ستنجح الفكرة فى حماية الصور؟
تقر أنتيجون ديفيس بأنه لا يوجد ضمان بنسبة 100٪ عندما يتعلق الأمر بتقنيات مطابقة الصور، ذلك لأنه من الممكن التلاعب بالصور حتى تكون مختلفة عن الأصل، لكنها تقول إنها تتحسن مع الوقت.
وأضافت أن هذا النظام لا يعمل بشكل مفيد إلا إذا كان لديك بالفعل صورة تشعر بالقلق حيالها، على سبيل المثال، إذا كان لديك حبيب سابق التقط صوراً لك على هواتفه ولم يكن لديك هذه الصور، فإن النظام لن يساعد.
الانتقام الجنسى
ويذكر أن خط Revenge Porn Helpline شهد زيادات هائلة على أساس سنوى فى الحوادث المبلغ عنها منذ إطلاقها فى عام 2015، إذ تلقى الخط الساخن أكثر من 500 بلاغ فى عام 2015 وأكثر من 1000 تقرير فى عام 2017.
ووفقا لمستندات تم تسريبها فى وقت سابق من هذا العام، يتم الإبلاغ عن حوالى 54000 حالة من حالات الانتقام الإباحى - وهى مشاركة الصور ومقاطع الفيديو الجنسية الصريحة دون موافقة الشخص - على Facebook كل شهر.
هل فيس بوك محل ثقة؟
قبل إرسال صورك العارية إلى فيس بوك، تذكر أن هذه هى الشركة نفسها التى واجهت هجوما واسعا خلال العامين الماضيين بسبب فشلها فى حماية البيانات الشخصية على موقعها، إذ تم تسريب بيانات ما يصل إلى 80 مليون شخص لشركة استشارات سياسية، واتخذت الشركة العديد من الخطوات لمنع تكرار هذا الأمر.
وربما، إذا شارك شخص ما صورا شخصية عارية مع Facebook، فإن العملاق التكنولوجى سيؤدى دورًا أفضل فى حماية هذه المادة، ولكن يظل هناك الكثير من الشكوك.
وفى بيان مشترك مع مجلة نيوزويك، قالت إحدى شركات المحاماة إن المبادرة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على معالجة القضية، طالما أن فيس بوك قادر على تأمين الصور ومقاطع الفيديو التى يتم إرسالها بشكل صحيح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة