شعارات الموت لا تقتل الأعداء وحرق الأعلام لا يدمر الخصوم، إنما التفوق ودقة الإعداد والتقدير، هو من يحسم المواجهات فالقوة لا الكراهية هى من تصنع النصر .
رسم الخطاب الأول لوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مايك بومبيو استراتيجية التعامل الجديدة مع إيران وفرض عليها لتجنب عقوبات توعدها بأن تكون الأشد فى التاريخ أثني عشر شرطا لتحجيم نفوذها فى المنطقة وضبط السلوك السياسى بالتوقف التام عن إنتاج وتخصيب اليورانيوم ووضع حد لصواريخها البلاستية خاصة القادرة على حمل رؤس نووية ووقف الدعم للجماعات الإرهابية مثل القاعدة وطالبان وحماس والجهاد وكذلك توقفها عن تمويل ميلشياتها العسكرية كحزب الله فى لبنان والحوثيين باليمن والحشد الشعبى بالعراق وسحب قواتها من سوريا وعدم تهديد دول الجوار .
وبالرغم من وضوح رسالة وزير الخارجية الامريكى والمتوافق عليها دوليا والتى سبقها قرار الربئس الأمريكي ترامب بالانسحاب المنفرد من الاتفاق النووي والآثار المترتبة علية من محاصرة النظام الإيراني الاقتصادية والتى بدت واضحة بين كبرى شركات النفط العالمية (انجى وتوتال ) التى قد تتوقف عن العمل فى إيران خوفا من العقوبات الأميركية إلا أن المسؤولين الايرانيين غارقين فى عبارات الرفض والممانعة والثورة والتحدى ، غير مهتمين بالشعب الذى يشعر بمعاناة اقتصادية لا ذنب له فيها عزلة إقليمية ودولية لا يستحقها.
وأخيرا فإنه من السذاجة السياسية عدم اكتراث السياسيين الإيرانيين بالتهديد الأمريكى الأخير أو بإعتقاد هم إمكانية بقاء الاتفاق النووى مع الدول الأوربية التى عارضت قرار ترامب بالخروج فمعارضتها كانت ولا تزال لأسباب خاصة بشركاتها العاملة فى إيران وستنتهى فور الوصول مع الولايات المتحدة الأمريكية لطريقة تجنبها تلك الخسائر بإيجاد بديل لها وليس الأمر حرصا على علاقات اروبية مع نظام الحكم فى إيران والذين لا زالوا يصدرون التصريحات النارية ويتصنعون قوة لا يملكونها قد تجرهم إلى السقوط فالوهم وقت المعارك هو أخطر الأعداء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة