آية و5 تفسيرات.. "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه"

الخميس، 24 مايو 2018 12:06 م
آية و5 تفسيرات.. "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه" قرآن كريم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل، اليوم، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف اليوم عند آية من الجزء الثامن، هى الآية رقم 121 فى سورة الأنعام، والتى يقول فيها الله سبحانه "وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ".
 

تفسير الطبرى

قال أبو جعفر: يعنى بقوله جل ثناؤه: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه)، لا تأكلوا، أيها المؤمنون، مما مات فلم تذبحوه أنتم، أو يذبحه موحِّدٌ يدين لله بشرائع شَرَعها له فى كتاب منـزل، فإنه حرام عليكم  ولا ما أهلَّ به لغير الله مما ذبَحه المشركون لأوثانهم, فإن أكل ذلك " فسق ", يعني: معصية كفر. (14)

فكنى بقوله: " وإنه "، عن " الأكل " وإنما ذكر الفعل   كما قال: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا، [سورة آل عمران: 173] يراد به، فزاد قولُهم ذلك إيمانًا, فكنى عن " القول ", وإنما جرى ذكره بفعلٍ (16).
  

ابن كثير 

استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب إلى أنه لا تحل الذبيحة التى لم يذكر اسم الله عليها، ولو كان الذابح مسلما، وقد اختلف الأئمة، رحمهم الله، فى هذه المسألة على أقوال:

فمنهم من قال: لا تحل هذه الذبيحة بهذه الصفة، وسواء متروك التسمية عمدا أو سهوا. وهو مروى عن ابن عمر، ونافع مولاه، وعامر الشعبى، ومحمد بن سيرين. 
والمذهب الثانى فى المسألة: أنه لا يشترط التسمية، بل هى مستحبة، فإن تركت عمدا أو نسيانا لم تضر وهذا مذهب الإمام الشافعى، رحمه الله، وجميع أصحابه، ورواية عن الإمام أحمد.  
 

تفسير البغوى

قوله عز وجل: ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) قال ابن عباس رضى الله عنهما: الآية فى تحريم الميتات وما فى معناها من المنخنقة وغيرها.

وقال عطاء: الآية فى تحريم الذبائح التى كانوا يذبحونها على اسم الأصنام.
واختلف أهل العلم فى ذبيحة المسلم إذا لم يذكر اسم الله عليها: فذهب قوم إلى تحريمها سواء ترك التسمية عامدا أو ناسيا، وهو قول ابن سيرين والشعبى، واحتجوا بظاهر هذه الآية.
وذهب قوم إلى تحليلها، يروى ذلك عن ابن عباس وهو قول مالك والشافعى وأحمد رضوان الله عليهم أجمعين.
وذهب قوم إلى أنه إن ترك التسمية عامدا لا يحل، وإن تركها ناسيا يحل، حكى الخرقى من أصحاب أحمد: أن هذا مذهبه، وهو قول الثورى وأصحاب الرأى .
من أباحها قال: المراد من الآية الميتات أو ما ذبح على غير اسم الله بدليل أنه قال: ( وإنه لفسق ) والفسق فى ذكر اسم غير الله كما قال فى آخر السورة ( قل لا أجد فى ما أوحى إلى محرما على طاعم ) إلى قوله ( أو فسقا أهل لغير الله به)
واحتج من أباحها بما أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحى أنا أحمد بن عبد الله النعيمى أخبرنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا يوسف بن موسى ثنا أبو خالد الأحمر قال سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها، قالت: قالوا: يا رسول الله إن هنا أقواما حديث عهدهم بشرك يأتونا بلحمان لا ندرى يذكرون اسم الله عليها أم لا؟ قال: اذكروا أنتم اسم الله وكلوا".
ولو كانت التسمية شرطا للإباحة لكان الشك فى وجودها مانعا من أكلها كالشك فى أصل [الذبح].
قوله تعالى: (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم) أراد أن الشياطين ليوسوسون إلى أوليائهم من المشركين ليجادلوكم، وذلك أن المشركين قالوا: يا محمد أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها؟ فقال: الله قتلها، قالوا: أفتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال، وما قتله الكلب والصقر حلال، وما قتله الله حرام؟ فأنزل الله هذه الآية، ( وإن أطعتموهم ) فى أكل الميتة، ( إنكم لمشركون ) قال الزجاج: وفيه دليل على أن من أحل شيئا مما حرم الله أو حرم ما أحل الله فهو مشرك.
 

تفسير الجلالين

"ولا تأكلوا مما لم يُذكر اسم الله عليه" بأن مات أو ذبح على اسم غيره وإلا فما ذبحه المسلم ولم يسم فيه عمدا أو نسيانا فهو حلال قاله ابن عباس وعليه الشافعى { وإنه } أى الأكل منه { لفسق } خروج عما يحل { وإن الشياطين ليوحون } يوسوسون { إلى أوليائهم } الكفار { ليجادلوكم } فى تحليل الميتة { وإن أطعتموهم } فيه { إنكم لمشركون }.

 

تفسير طنطاوى

وبعد أن أمر الله المؤمنين بالأكل مما ذكر اسم الله عليه، نهاهم صراحة عن الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه لشدة العناية بهذا الأمر فقال- تعالى-:

وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ أى: لا تأكلوا أيها المسلمون من أى حيوان لم يذكر عليه اسم الله عند ذبحه، بأن ذكر عليه اسم غيره، أو ذكر اسم مع اسمه- تعالى-، أو غير ذلك مما سبق بيانه من المحرمات.
وقوله وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ جملة حالية والضمير يعود على الأكل من الذى لم يذكر اسم الله عليه، أى: وإن الأكل من ذلك الحيوان المذبوح الذى لم يذكر اسم الله عليه لخروج عن طاعة الله- تعالى- وابتعاد عن الفعل الحسن إلى الفعل القبيح، وفى ذلك ما فيه من تنفيرهم من أكل ما لم يذكر اسم الله عليه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة