يوسف القاضي يكتب : عندما تكون الزيارة المفاجئة هى الحل

الأربعاء، 23 مايو 2018 11:00 ص
يوسف القاضي يكتب : عندما تكون الزيارة المفاجئة هى الحل ياسر الدسوقى محافظ أسيوط

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصبحت الكثير من مباني المصالح والدوائر الحكومية في جل مدن محافظة أسيوط في حالة يرثي لها ، وهنا لا أقصد التعليق على الحالة الفنية للمبني ، وسوء التنفيذ ، فهذا يحتاج إلي أهل الإختصاص لتقدير ذلك ، لكن أعتقد أن ما يبدو للعيان كاف للحكم إلى حد ما ، علي ما أود الحديث عنه ، ألا وهو موضوع النظافة ، ففي معظم الدوائر والمصالح الحكوميه التي يقصدها المواطن تجد القاذورات والأوراق والغبار يملأ المكان ، والخربشات والأحبار وآثار مسح الأيدي تغطي الجدران ، ناهيك عن السلالم والممرات تغص بمختلف القاذورات ، أما دورات المياه - فحدث ولا حرج - فمنها ما هو مغلق ولا تدري ما هو سبب غلقها ، ومنها ما هو مقفل وتفتح فقط لمدير المصلحه أو للموظفين فقط ، أما المواطن فمحظر عليه الدخول ، وإن صادف ووجد دورة مياه مفتوحه يجدها ممتلئه بالقاذورات والمياه النجسه بإرتفاع عدة سنتيمترات ما يشبه المستنقع ، ولكم أن تتخيلوا بعض المترددين علي المصلحه من المرضي وكبار السن الذين لم يقدروا على التحمل فتغوطوا وتبولوا بثيابهم ، لأنهم لم يجدوا مكان ليقضوا فيه حاجتهم !

طبعاً هذا الوضع الذي آلت إليه بعض مصالحنا الحكوميه ناتج عن إهمال وضعف إداراتها ، وإذا حاول أحد الشكوي لأحد موظفيها كأنه يريد أن يرد : أنا لم آت إلى هنا كي أنظف دورات مياه ، فيضطر المواطن للصمت آسفاً كي لا يتعرض للبهدلة من ألسنة الموظفين !

تخيلوا كيف للمواطنين المراجعين لتلك الدوائر الحكومية ممن يظلون وقتا" طويلا" يمتد بالساعات لإنهاء معاملاتهم ، إذا لم تستطع أن تؤمن لهم أبسط الأشياء وهو نظافة المكان من حولهم فأي تعليمات سيتقبلها من موظفي تلك الدوائر ؟!

لكن هذا المشهد سرعان ما يتغير في حالة زيارة مسئول كبير ، فحين تدق الساعة لقدوم أحدهم ترى نشاطاً منقطع النظير يدب في عروق الجميع ، وترى المسح والشطف والتلميع والتنظيف على قدم وساق ، وكل موظف يقوم بدوره ببراعه في مسرحية التحضير والتأنق لقدوم الزائر الكبير ، الذي يرى كل شيء على ما يرام ويتفاجأ أن كل ما يشاع من شكاوى لا أساس له من الصحة ، لكن إذا أراد هذا الضيف المسئول رؤية الواقع ، فما عليه إلا القيام بزيارة مفاجئة أو الدخول متنكرا" ، طبعاً هذا إذا أراد معرفة الحقيقة !

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة