تتباهى (أم محمد) بطيورها البلدية، وتشعر بنشوة عندما تراقب فى حوش منزلها ( الكتاكيت) وهى تسير فى نسق وراء أمهاتها !
فالدجاج البلدى هو عالم ( أم محمد ) الفلاحة الأصيلة، التى تعودت أن أشترى منها كل يوم اثنين وهو (يوم سوق المدينة) المنعقد كل أسبوع كمية من البيض البلدى، لكن (أم محمد) قررت مؤخراً أن ترفع الأسعار ليصبح سعر البيضة البلدية الواحدة بـــ(جنيه ونصف) !
قلت : لماذا يا (أم محمد)؟!
قالت : لأن المزارع رفعت سعر بيضها!
قلت: وما شأنك أنت بالمزارع ؟! فالمزارع تعانى من ارتفاع أسعار العلف والغاز والكهرباء وأجور عمال وأجور نقل وتوزيع على التجار وخلافه، أما أنتى يا خاله (أم محمد)، ففراخك ترعى من خيرات منزلك وتتغذى على فضلات الأكل وقطع الخبز البائت، ولا تحتاج لتدفئة أو تبريد أو غاز أو كهرباء أو أجور نقل أو رواتب أيدى عامله أو خلافه !
قالت: هذا صحيح، لكن لا يليق بالبيض البلدى الأصيل أن يكون أرخص من البيض الزارعى - تقصد - بيض المزارع!
وبعد أن شرحت لــ (أم محمد) المشكلات العويصة التى تعانى منها مزارع البيض التى يبلغ عددها بالآلاف، ويعمل فيها جيوش من العمال، وأسطول من السيارات، وتستهلك وسائل التدفئة والتبريد كميات كبيره من الغاز والكهرباء !
قالت: ولماذا لا تحل الدولة هذه المشكلات بتوفير مكونات العلف وحساب الغاز والكهرباء لهذه المزارع بأسعار مدعومة مما ينعكس ذلك على أسعارها؟!
وأبدت (أم محمد) استعدادها لتقديم خبرتها مجاناً فى هذا المجال، لو طلبت منها الحكومة ذلك، أعجبنى فى (أم محمد) بجانب ذكاءها، امتلاكها ناصية اللغة رغم قرويتها !!
وعلى رأى (أم محمد) الفلاحة الفصيحة، فإن مكونات العلف موضوع هام للغاية، لأن طعم البيض يتعلق بما يتناوله الفراخ من علف على حد قولها!
قبل أن أغادر (أم محمد) حاملاً منها 10 بيضات بلديه، وبعد أن ناولتها (15 جنيها")، نادتنى محذرة من كثرة تناول البيض الزراعى لأن الفراخ (البياضة) تتغذى على علف مكوناته غير صحية، غير أنها كل حين يتم حقنها بحقن مهرمنه، وأخيرا" حذرتنى تحذير شديد اللهجة من تناول البيضة (أم صفارين)، لأن الله خلق البيضة بصفار واحد يا أستاذ !!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة