اشتهر بعبارات شعره المؤثر والثورى، " أمل دنقل" الشاعر الذى عاصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم فى تشكيل نفسيته و صدم مثل جموع المصريين بالنكسة عام 1967 وعبر عن صدمته فى رائعته "البكاء بين يدى زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث "، كما كان شاهدًا على النصر فى حرب 73 وبعد معاهدة السلام أطلق رائعته "لا تصالح، والتى تسببت فى اصطدامه فى الكثير من المرات بالسلطات المصرية وخاصة أن أشعاره كانت يرددها الطلاب والثوار فى المظاهرات.
أمل دنقل
تحل اليوم ذكرى رحيله، وهو ما يجعل الكثيرين يتذكرون أبرز كلماته وشعره، ولكن بالرغم من ارتباط اسمه بالثورية والشعر السياسى، إلا أنه كان متمكنًا وله أسلوبه الفريد على جانب الشعر العاطفى، وهو ما برز من خلال ما كان يكتبه من رسائل لزوجته الكاتبة "عبلة الروينى"، فأهدانا مزيجًا من اللوم والعتاب والإخلاص فى الحب من خلال تفاصيل شعره، وكانت تلك هى أبرز عباراته عن الحب:
امل دنقل واسرته
الاشتياق
على جناح طائر مسافر تأتيك خمس أغنيات حب تأتيك كالمشاعر الضريرة من غربة المصب إليك: يا حبيبتى الأميرة مازلت أنت، أنت تأتلقين يا وسام الليل فى ابتهال صمت لكن أنا، أنا هنـــــــا: بلا (( أنا )) سألت أمس طفلة عن اسم شارع فأجفلت، ولم ترد بلا هدى أسير فى شوارع تمتد وينتهى الطريق إذا بآخـر يطل تقاطعُ، تقاطع مدينتى طريقها بلا مصير فأين أنت يا حبيبتى لكى نسير معا، فلا نعود لا نصل.
تحمل عيوب الحبيب
حسنا لا يهم، فلقد عوَّدت نفسى على أن أعاملك طبقاً لإحساسى وليس طبقاً لانفعالاتك، أحبك ولا أريد أن أفقدك أيتها الفتاة البرية التى تكسو وجهها بمسحة الهدوء المنزلى الأليف، هل تصدقين أننى أصدّق كل مواعظك الأخلاقية الصارمة؟؟ لو صدقت أنت أنى أصدق لألقيتنى فى أول سلة مهملات معلقة فى أعمدة الشارع، ولو صدقت أنا خطبك البليغة لقدمت لك طلباً لعضوية جمعية مكارم الأخلاق، وتركتك تتزوجين رئيسها المبجّل.
أمل دنقل وعبلة الروينى
الإخلاص فى الحب
كنت أستغرق فى الحب لكننى فى صميمى كنت هاربا من التمسك به، وأحيانا كانت تصرفاتى واختباراتى لمن أحب توحى للناظر من الخارج بالجنون، ونقلت لك منذ البداية أننى أطلب ولاء مطلقا، لكننى قلت لك أيضا إنك لو عرفتنى جيدا فلن تتركيني، إننى أحس بالرقّة النبيلة التى تملأ أعماقك كسطح صافٍ من البللور، لكننى أخشى دائماً أن يكون هذا مؤقتاً لقد علمتنى الأيام أن القلب كالبحر لا يستقر على حال.
حنان المحب
صباح الخير فى المثلث الشمسى الممتد من الشباك إلى زاوية سريرى أراك متمددة فى الذرات الذهبية والزرقاء والبنفسجية التى لا تستقر على حال تماماً كنفسيتك، ومع ذلك أبتسم لك وأقول صباح الخير، أيتها المجنونة الصغيرة التى تريد أن تلفّ الدنيا على أصبعها، والتى تمشى فوق الماء وتريد ألا تبتل قدماها الفضيتان.
امل دنقل
عند الاحتياج للحبيب
لو لم أكن أحبك كثيرا لما تحملت حساسيتك لحظة واحدة، تقولين دائما عنى ما أدهش كثيرا عند سماعه، أحيانا أنا ماكر، وأحيانا ذكى، رغم أننى لا أحتاج إلى المكر أو الذكاء فى التعامل معك، لأن الحب وسادة فى غرفة مقفلة أستريح فيها على سجيتى، ربما كنت محتاجًا إلى استخدام المهارات الصغيرة معك فى بداية العلاقة، لأننى كنت أريد أن أفهمك بحيث لا أفقدك، أما الآن فإننى أحب الاطمئنان الذى يملأ روحى عندما أحس بأن الحوار بيننا ينبسط ويمتد ويتشعب كاللبلاب الأخضر على سقيفة من الهدوء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة