منى عبد الحميد تكتب: النمر.. الحوت

الأربعاء، 02 مايو 2018 02:00 م
منى عبد الحميد تكتب: النمر.. الحوت شخص يفكر – صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا تحدث الأشياء؟ 
الأمراض.. الحروب.. الكوارث الطبيعية.. جنوح الحيتان نحو الشاطئ!
على مر السنين والإنسان يبحث يحلل ويتابع كل ما يحدث حوله ليصل إلى الإجابة على هذا السؤال.. لماذا تحدث الأشياء؟ يجمع الحقائق والشواهد التى تثبت وتبرهن على ما يقدم من تفسير.. ولعل المتعة الحقيقية من وراء تفسير الأحداث، تكمن فى محاولة السيطرة عليها والتحكم فيها.
 
إلا أن بعض الأحداث تستحيل أسراراً، تستعصى علينا، تتحدى عقولنا ومداركنا، ولا يسعنا إلا أن نقبل هذا التحدى، ونتعامل معه فى ظل ما توصلنا إليه من علوم ومعارف.
 
ولكن أن يُقصد التحدى فى ذاته، مجرداً.. للمتعة، دون تبصر بالهدف الذى يحققه، ففيه من الرعونة والطيش ما لا يحمد عقباه، وعادة ما تكون هذه التحديات محبطة و مخيبة للتوقع، ومن بين هذه التحديات غير المعلومة الهدف والقيمة، تم إطلاق لعبة تحدى الحوت (لعبة الموت).. فى الفضاء الواسع.
 
 الفضاء الذى ينشر العلم والخرافة على حد سواء، يجذب إليه كل ما حوله، ويعيد بثه ! فهل من مدكر؟!
 حتى السينما.. هذا العملاق النابض بالحياة، أذعنت له، ودخلت البيوت من خلاله.
 
 شركة المرعبين المحدودة - الفيلم الممتع بأداء صوتى لمحمد هنيدى – عرض تحدى - شلبى سولوفان ومارد وشوشنى - لأنفسهم وخبراتهم، وكيف نجحوا فى تحقيق أهدافهم بالضحك، بخلاف ما كانوا يعتقدونه طوال الوقت.
 
فهل ما نراه ونعتقده.. هو كل الحقيقة؟ 
فى الفيلم الشهير حياة باى، أعتقد باى أن النمر الذى يرافقه فى الرحلة، وأَطلق عليه اسم ريتشارد باركر – متأثرًا بأحد أبطال رواية إدجار الان بو (أرثر غوردون بيم ) - صديقا له، ثم ما لبث أن أدرك الحقيقة، و كان التحدى القائم بينهما، سببا فى بقاء كليهما على قيد الحياة. 
 
ولعل القاسم المشترك الذى يجمع بين النمر والحوت هنا.. وبخلاف أنهما حيوانات تلد صغارها.. هو التحدى.
 
فهناك وعلى مقربة صغيرة من تحدى الحوت المميت، يقف النمر ريتشارد باركر، يعلن تحديه لكل الصعاب والعقبات التى تتشكل منها الحياة، وينتظر.. من يستطيع.. عليها صبرا؟!.
 
وأخيرًا.. التحدى هو المواجهة بشجاعة، لإثبات فكرة وإعلاء قيمة، مثل تحدى الهدر، والذى ينضم له مئات الشباب من العالم - تقليص فاقد الغذاء - لمحاربة الجوع.
 
 ولا يمكن الخروج من هذه السطور، دون الوقوف على ما قدم المبدع محمد صبحى فى كارمن، و بشكل ساخر، أراه قدم الوصفه السحرية، للابتعاد عن كل تحدى ليس له قيمة، ويشذ عن المنطق، ويرفضه الضمير "اننى اتحداااك".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة