أكرم القصاص - علا الشافعي

حكايات الأمن والقضاء..

"عسكرى الدرك".. حكاية شرطى قضى الليل فى تأمين الشوارع ومطاردة اللصوص

السبت، 19 مايو 2018 10:39 ص
"عسكرى الدرك".. حكاية شرطى قضى الليل فى تأمين الشوارع ومطاردة اللصوص عسكرى الدرك - أرشيفية
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لسنوات عديدة ظل "عسكرى الدرك" ذلك الرجل المعروف بملابسه البيضاء والسوداء التى تتبدل بين الفصول، وصفارته التى لا تفارق شفتيه حينما يستشعر الخطر، وجملته الرنانة "ها مين هناك" التى سجلتها غالبية الأعمال السينمائية، التى صنعت فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، يجوب الشوارع والطرقات مساءً، ليحفظ الأمن، ويحمى ممتلكات المواطنين، فقد كان مثالًا حيًا للتفانى والإخلاص فى العمل.

 

عسكرى الدرك قديماً
عسكرى الدرك قديماً

فى النصف الثانى من القرن التاسع العشر ظهر "عسكرى الدرك"، فى ذلك الوقت كانت مصر خاضعة لحكم الدولة العثمانية، وعمل ضمن هيئة عسكرية عرفت حينها بقوات "الدرك"، والتى مثلت جزء من القوى الشرطية المختلفة التى كانت منتشرة بمصر فى ذلك الوقت، وحددت لها مهمة حفظ النظام والأمن فى الشوارع والطرقات، وتأمين ممتلكات المواطنين، خاصة فى دورياتها الليلية.

قوة "الدرك" سميت بهذا الاسم نظراً لكون المهمة الرئيسية لأفرادها هى ملاحقة المجرمين واللصوص، والعمل على استتباب الأمن والاستقرار، فكلمة "الدرك" تعنى لغوياً استدراك الشئ أو ملاحقته، ولم تعطى القوانين المنظمة لعمل "عسكرى الدرك" الحق له فى الترقية، واقتصر دوره فقط على ما أسند إليه من مهام، وكان يؤدى وظيفته المحددة طوال حياته، وحتى انتهاء خدمته، على عكس الهيئات العسكرية الأخرى العاملة فى ذلك الوقت.

لم تقتصر مهام "عسكرى الدرك" _وفق ما نظمه قانون البوليس آنذاك_ على حفظ الأمن، ولكن كانت له أدوار إنسانية أخرى، فأوكل إليه مساعدة المستغيثين من المواطنين فى كل منزل وبيت، ومساعدة العجائز وغير القادرين على الحركة لأى سبب ما سواء جرح أو إصابة أو مرض، والتأكد من إغلاق أبواب وشبابيك المنازل وتوجيه انتباه المواطنين لتلك الغير مقفلة جيداً، والتحقق من أبواب الدكاكين الكائنة بدائرة "دركه"، وتأمين البيوت الغائب سكانها.

 

عسكرى الدرك
عسكرى الدرك

 

شكل "عسكرى الدرك" حلقة فى سلسلة أمنية مُحكمة، فكان إذا ظهر أى خلل خلال تأديته مهام عمله، كاستغاثة أو أى أمر يستدعى اتخاذ إجراءات سريعة، فيستخدم صفارته التى لم تكن تفارقه طوال مدة خدمته، ليطلب حضور العهدة وعسكرى البوليس الأقرب إليه، لإبلاغه بما يحدث فى مكان "دركه"، ما يمس الأمن العام، لكى يتخذ ما يلزم من الإجراءات.

بين غروب الشمس وشروقها كانت خدمة "عسكرى الدرك"، ومع شروق شمس ثورة يوليو 1952، كانت نهاية خدمته الأبدية التى امتدت عبر القرن التاسع عشر ميلادياً، وانتهت بقرار مجلس قيادة الثورة حينها بإلغائه، لتطوى تلك الصفحة، وتبقى ذكرى "عسكرى الدرك" خالدة على صفحات السينما التى سطرته فى عدة مشاهد متفرقة، بقت خالدة فى أذهان المشاهدين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة