س و ج.. كيف تستفيد إيران من الصين والهند للهروب من العقوبات الأمريكية؟

الجمعة، 18 مايو 2018 04:00 ص
س و ج.. كيف تستفيد إيران من الصين والهند للهروب من العقوبات الأمريكية؟ النفط - أرشيفية
كتب أحمد أبو حجر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسعى إيران إلى للهرب بعيدا عن مقصلة العقوبات الأمريكية المحتملة فى نوفمبر المقبل بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تخلى بلاده عن الاتفاق النووى، حيث تتجه أكثر قرب جيرانها فى الصين والهند أكبر مستوردان للنفط الإيرانى، لكنها تصطدم بقرارات الشركات النفطية العالمية التى تخشى من آثار العقوبات الامريكية عليها التى قررت وقف أعمالها فى طهران.

وتعتبر إيران ثالث أكبر مصدر للخام داخل "أوبك" بعد المملكة العربية السعودية والعراق، حيث يصل إنتاجها حاليا نحو 3.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام، وتقوم بتصدير نحو 2 مليون برميا إلى نحو 10 دول أوروبية وأسيوية.

تحركات إيرانية نحو الصين

بعيدا عن الدعم القادم من العديد من دول الاتحاد الاوروبى المعترض على قرار الرئيس الامريكى ، فإن إيران بدأت بالفعل فى التحرك نحو حث عدد من الدول للتعامل معاها والحفاظ على مستوى الواردات النفطية الصينية من إيران  بعد سريان العقوبات الأمريكية.

وتعتبر الصين أكبر دولة مستوردة للنفط الإيرانى حيث تبلغ الواردات النفطية نحو 655 ألف برميل يوميا من النفط فى المتوسط من إيران خلال الربع الأول من العام الجارى، وفقا لبيانات الجمارك الصينية الرسمية، بما يعادل أكثر من ربع إجمالى صادرات إيران.

وطالب مسئولى شركة النفط الإيرانية نظرائهم فى كلا من شركة النفط الصينية العملاقة سينوبك وشركة تجارة النفط الحكومية تشوهاى تشنرونغ كورب المحافظة على مستوى الواردات  

وتبذل طهران مسعى أخيرا لإنقاذ الاتفاق النووى المبرم فى عام 2015 الذى انسحبت منه واشنطن مع التخطيط لفرض عقوبات من جانب واحد تشمل قيودا صارمة على صادرات إيران من النفط.

على الرغم من أن المسئولين التنفيذيين الصينيين لم يقدموا تعهدات قوية لنظرائهم فى طهران، لكنهم قالوا إن شركاتهم ستتصرف وفقا لرغبات بكين باعتبارها شركات نفط حكومية، وهو ما يشير إلى ان هذه الزيارة قد تؤتى ثمارها خاصة فى رغبة بكين فى جذب الأنظار نحو بورصتها النفطية الجديدة التى افتتحها فى مارس الماضى والمعروفة ببورصة الصين النفطية فى شنغهاى،  بالإضافة إلى شركات صينية ”تتشاطر الآمال فى المحافظة على المشتريات“ مضيفا أن الشركات ما زالت تقيم الأثر المحتمل للعقوبات الجديدة.

كيف يمكن أن تفيد الصين إيران للهرب بعيدا عن العقوبات الأمريكية؟

خلال العقوبات السابقة التى تم فرضها على إيران استخدمت الصين بنكا محليا وهو "بنك كونلون"، لتسوية صفقات نفط مع إيران بعشرات المليارات من الدولارات. وجرت تسوية معظم الصفقات باليورو واليوان الصينى بعيدا عن الدولار الأمريكى، وهو ما يمكن القول معاه بأن الصين لديها مشكلة مصرفية أقل فى التجارة مع إيران بالمقارنة مع بعض الأطراف الدولية الأخرى.

وتسهم سينوبك، أكبر شركة تكرير فى آسيا، وشركة تجارة النفط الحكومية تشوهاى تشنرونغ معا بما يقرب من 90 % من إجمالى مشتريات الصين من النفط الإيرانى. وتشترى مجموعة النفط الحكومية سي.ان.بي.سى النسبة الباقية.

وفضلا عن إمدادات العقود السنوية، تحصل سي.إن.بي.سى وسينوبك على النفط الإيرانى فى إطار استثمارات لهما بمليارات الدولارات فى حقول نفط إيرانية.

كيف يمكن لإيران أن تستغل ارتفاع أسعار النفط حاليا ؟

مع وصول سعر خام برنت إلى مستوى 80 دولار للبرميل، فإن هذا السعر هو أعلى من طموحات طهران بنحو 15 -20 دولار فى كل برميل ، فبحسب تصريحات  وزير النفط الإيرانى بيجن زنغنه فإن سعرا للنفط عند 60-65 دولارا للبرميل سيكون ”منطقيا“، وهو ما يحفز إيران على إيجاد خصومات سعرية فورية وكبيرة للإبقاء على زبائنها وعملائها من مشترى النفط خاصة فى الصين أكبر مستورد للنفط فى العالم، والهند ثان اكبر مستور للنفط الإيرانى.

وستأتى هذه التخفيضات السعرية الهائلة من قبل طهران بالتزامن مع ارتفاع أسعار نفط الشرق الأوسط لدول آسيا.

كيف يمكن أن تمثل الهند رأس حربة بالنسبة لإيران؟

يمكن لإيران أن تحقق استفادة كبيرة من جارتها الهند  من خلال زيادة  شركات التكرير مشترياتها النفطية من إيران، حيث ارتفعت واردات الهند النفطية من إيران إلى 640 ألف برميل يوميا فى أبريل الماضى، وهو أعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2016،  بما يمثل زيادة بنسبة 49% من مستواها فى مارس و20 % بالمقارنة مع مستواها قبل عام وفقا لما أظهرته البيانات.

وصدرت إيران إجمالا 2.6 مليون برميل يوميا من الخام فى أبريل ، وهو مستوى قياسى منذ رفع العقوبات فى يناير 2016 وفقا للخدمة الإخبارية لوزارة النفط الإيرانية، كان وزير النفط الهندى دارميندرا برادان قال فى 12 مايو إن من السابق لأوانه الحديث عن الكيفية التى ستؤثر بها العقوبات على الهند.

شركات عالمية توقف اعمالها فى إيران

وكانت عدد من الشركات، أعلنت عن وقف أعمالها فى إيران حيث قالت إم.إس.سى ثانى أكبر شركة فى العالم لشحن الحاويات يوم الأربعاء إنها ستوقف تلقى حجوزات جديدة لإيران بسبب قرار الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على طهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووى العالمى

فيما قالت ميرسك تانكرز الدنمركية المتخصصة فى تشغيل ناقلات المنتجات النفطية يوم الأربعاء، إنها ستوقف تدريجيا اتفاقاتها مع العملاء فى إيران بحلول نوفمبر بعد إعادة فرض عقوبات أمريكية جديدة على طهران.

وقالت تورم الدنمركية لتشغيل ناقلات المنتجات النفطية يوم الثلاثاء، إنها ستتوقف عن تلقى طلبيات جديدة فى إيران، فيما قالت شركة توتال إنها قد تنسحب من مشروع حقل بارس الجنوبى فى إيران







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة