سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 مايو 1967.. الإعلان رسميا عن تحرك الجيش المصرى.. ورئيس وزراء إسرائيل يدعو حكومته لاجتماع عاجل

الخميس، 17 مايو 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 مايو 1967.. الإعلان رسميا عن تحرك الجيش المصرى.. ورئيس وزراء إسرائيل يدعو حكومته لاجتماع عاجل ليفى أشكول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أذيع نبأ تحرك الجيوش المصرية رسميا على العالم يوم 17 مايو «مثل هذا اليوم عام 1967»، فدعا رئيس وزراء إسرائيل ليفى أشكول مجلس وزرائه لاجتماع عاجل، حسبما يؤكد محمد حسنين هيكل فى كتاب «الانفجار 1967».
 
كانت إسرائيل قد بدأت فى حشد قواتها أمام الجبهة السورية، وفى يوم 15 مايو 1967 أصدر المشير عبدالحكيم عامر، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قراره السرى برفع درجة الاستعداد للقوات المسلحة إلى درجة الاستعداد الكامل للقتال، وطبقا لذلك ووفقا لهيكل، فإنه فى ليلة 15 و16 مايو 1967 كانت هناك قوات ضخمة تتدفق من كل مراكز إيواء القوات المسلحة إلى مواقع تحشدها فى سيناء، وكان بعض هذه القوات يمر بالقاهرة وغيرها من المدن الكبرى فى طريقه إلى الجبهة، وما هى إلا ساعات حتى أصبحت هذه التحركات حديث مصر والمنطقة والعالم كله، وارتفعت درجة حرارة الموقف العام فى الشرق الأوسط، وعلمت إسرائيل به قبل إذاعته رسميا بوسائلها فى الرصد والمخابرات»، ويضيف: «انعقد المجلس فعلا مساء هذا اليوم، واتخذ قرارا بإعلان تعبئة جزئية تحسبا للتطورات، وكانت الحقيقة أكبر من هذه المقولة، فإن إعلان التعبئة الجزئية كان يعنى على الفور سحب 100 ألف مجند من المزارع والمصانع واستدعاءهم إلى صفوف الجيش، وهذا العبء لا تستطيع أن تحتمله إسرائيل إلا إذا كان لديها تصميم على الفعل السريع».
 
كانت العجلة تدور بأقصى سرعتها مندفعة نحو الحرب، وحسب هيكل: «كانت إسرائيل بالفعل مستعدة متأهبة، وأكثر من ذلك فقد كانت تتعجل الفرص لأسباب متعددة.. كانت إسرائيل فى هذه الفترة تركز نظرها على واشنطن، ويطمئنها ما تراه هناك، والغريب أنها فى نفس الوقت لم تدر بصرها عن الاتحاد السوفيتى أيضا، فلم تكن تريد بابا واحدا مقفلا أمامها بينما هى مقبلة على فرصة عمرها».
 
فى يوم 17 مايو 1967، ووفقا لهيكل: «كانت واشنطن تتابع تطورات الموقف فى الشرق الأوسط والآراء فيها متضاربة والنصائح متعارضة، والرئيس جونسون يسائل نفسه- أغلب الظن- ما إذا كانت الظروف الآن مناسبة لإطلاق العنان لإسرائيل، أم أن الظروف الموضوعية لم تتوافر بالكامل بعد؟.. يضيف هيكل: «فى الوقت الذى كانت حدة التوتر فيه بادئة فى التصاعد فى المنطقة، كتب «دين راسك» وزير الخارجية الأمريكية مذكرة إلى الرئيس جونسون».
 
وأوصى وزير الخارجية رئيسه جونسون بأن يبعث برسالته إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى أشكول، ونصت على: «لقد راودنا الأمل أمس فى أن يتناقص التوتر الذى نشأ فى مثلث «إسرائيل- سوريا- الجمهورية العربية المتحدة» فى أعقاب الاستعراض المصرى الذى يتسم بالزهو والمباهاة، والذى تمثل فى تحريك قوات حول القاهرة فى حالة الاستعداد، بيد أننا مساء أمس علمنا نحن وإسرائيل أن المصريين قد حركوا قواتهم إلى سيناء، والآن حركوا قواتهم أمام قوة طوارئ الأمم المتحدة على الحدود بين إسرائيل والجمهورية العربية المتحدة، ولم يبق إلا أن يطلبوا منها الانسحاب، وتنبثق سياسة حافة الهاوية التى تتبعها الجمهورية العربية المتحدة من سببين:
 
1 - يعمد السوريون إلى تغذية تقارير القاهرة الخاطئة عن التعبئة الإسرائيلية لضرب سوريا، ومن المؤسف أن بعض التهديدات العامة الحربية نوعا ما من إسرائيل وعلى لسان أشكول وآخرين قد أضفت الثقة على تقارير سوريا..
 
2 - ربما يشعر ناصر أن هيبته سوف تتأثر بصورة لا يمكن إصلاحها لو أنه فشل للمرة الثالثة فى مساعدة دولة عربية هاجمتها إسرائيل، وكان المعتدلون من أمثال حسين «ملك الأردن» قد انتقدوه بقسوة لأنه لم يهرع إلى مساعدة الأردن فى شهر نوفمبر الفائت، أو إلى مساعدة سوريا عندما أسقطت إسرائيل ستا من الطائرات السورية الميج فى الشهر الماضى».
 
تضيف الرسالة: «فى هذا الجو المشحون بشدة، قد يكون من المستحيل بالنسبة لإسرائيل أن توجه ضربة انتقامية محدودة ردا على الهجوم الإرهابى المنطلق من سوريا دون أن تتعرض لعواقب وخيمة، إذ إن السوريين قد يحاولون القيام بإجراءات أشد من ذى قبل بإطلاق الإرهابيين، وذلك لتحقيق أحد هدفين: إما لإرغام إسرائيل على عدم التبجح وتلقى المزيد من الهجمات التخريبية الأخرى دون أن ترد عليها، وإما أن تجر إسرائيل إلى قتال مع الجمهورية العربية المتحدة، وقد يقرر أشكول أن تحرك قوات مصر إلى الحدود يشكل ضغطا عليه، ويوصى وزير الخارجية شخصيا ببعث هذه الرسالة وحثه على عدم إشعال هذا الفتيل بالذات».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة