مسلحوا المعارضة السورية ينسحبون من آخر مناطقهم المحاصرة وسط البلاد

الأربعاء، 16 مايو 2018 12:49 م
مسلحوا المعارضة السورية ينسحبون من آخر مناطقهم المحاصرة وسط البلاد الجيش السورى - أرشيفية
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال التلفزيون الرسمى السورى إن مقاتلى المعارضة المتبقين فى آخر جيب يسيطرون عليه بوسط البلاد بدأوا الانسحاب، اليوم الأربعاء، الأمر الذى يحكم قبضة الحكومة على المنطقة ويفتح جزءا رئيسيا من أهم طريق سريع فى سوريا.

وتعزز الخطوة موقف الرئيس بشار الأسد الذى يهيمن على المناطق الأكثر ازدحاما بالسكان فى البلاد بعد سنوات من القتال لكنها تعنى أن أى حملة عسكرية جديدة قد تجازف بإشعال صراع مباشر مع قوى خارجية.

وقد يكون الانسحاب الأخير ضمن سلسلة من اتفاقات الإجلاء التى استخدمتها الحكومة لهزيمة المقاتلين المحاصرين بإجبارهم على تسليم الأراضى مقابل العبور الآمن إلى مناطق خاضعة للمعارضة فى الشمال.

وأصبحت مثل هذه الاتفاقات التى غالبا ما تكون بوساطة الروس حلفاء الأسد سمة مميزة للحرب السورية التى دخلت عامها الثامن. وتسببت الاتفاقات فى نزوح أكثر من مئة ألف شخص وهم مقاتلون من المعارضة ومدنيون.

وتصف المعارضة الاتفاقات بأنها سياسة تهجير قسرى تهدف إلى إحداث تغيير سكانى لطرد معارضى الأسد. وتقول الحكومة السورية إنها لا تجبر أحدا على المغادرة وإن من يبقون يجب أن يقبلوا بسلطة الدولة.

والمنطقة التى يتم إخلاؤها بالكامل اليوم الأربعاء آخر منطقة معارضة محاصرة وهى الجيب الكبير الذى يقع بين مدينتى حماة وحمص حول مدن الرستن وتلبيسة والحولة.

ومازال مقاتلو المعارضة يسيطرون على مساحات كبيرة من شمال غرب وجنوب غرب سوريا ليست محاصرة لأنها تقع على الحدود مع تركيا والأردن اللذين دعما المقاتلين أحيانا ويلعبان دور الضامن فى اتفاقات وقف إطلاق النار فى هذه المناطق.

والمنطقة الأخرى الوحيدة التى مازال الجيش السورى يحاصرها، وهى فى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبى دمشق، تقع تحت سيطرة مقاتلى تنظيم داعش الذين من المستبعد على ما يبدو أن يوافقوا على الانسحاب إلى الرقعة الصحراوية التى مازالت تحت سيطرتهم فى شرق سوريا.

ويسيطر تحالف من الفصائل العربية والكردية على أكثر من ربع سوريا وتلقى مساعدة من الولايات المتحدة لقتال التنظيم المتشدد.

وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنه يريد سحب القوات الأمريكية من سوريا لكن وزارة الدفاع (البنتاجون) قالت إنها ستبقى فى البلاد فى الوقت الحالي.

ركز الأسد على الجيوب المحاصرة المتبقية لمقاتلى المعارضة الشهر الماضى بعدما استعاد الغوطة الشرقية التى كانت أكبر جيب للمعارضة قرب دمشق فى حملة دامية استمرت أسابيع.

وبعد أن سيطر مقاتلو المعارضة على المنطقة التى يتم إخلاؤها اليوم الأربعاء لسنوات وافقوا هذا الشهر على الانسحاب مع أسرهم ومدنيين آخرين لا يريدون العودة إلى حكم الأسد.

وبما أن الجيب يمتد عبر الطريق السريع بين شمال سوريا وجنوبها فى المنطقة بين حماة وحمص فإن السيطرة عليه ستسهل كثيرا خطوط الاتصال فى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وقال مسؤول حكومى محلى إن نحو 27 ألف شخص غادروا الجيب بالفعل منذ بدء عمليات الإجلاء هذا الشهر. وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن آخر قافلة حافلات بدأت المغادرة اليوم الأربعاء.

وقالت الأمم المتحدة إن 66 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية الشهر الماضى بموجب اتفاقات مماثلة. ومن بين عمليات الإجلاء الكبيرة الأخرى ما حدث فى شرق حلب أواخر عام 2016 عندما خرج منها ما يربو على 30 ألف شخص.

وخرج عشرات الآلاف من الأشخاص من جيوب أصغر فى السنوات القليلة الماضية. وفاقم الأمر أزمة إنسانية فى محافظة إدلب التى تقع فى شمال غرب سوريا حيث زاد تعداد السكان من فترة ما قبل الحرب، وهو نحو مليون نسمة، إلى المثلين بسبب نزوح الفارين من أجزاء أخرى فى سوريا.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة