محيى الدين جاويش يكتب: الحرفيون.. قبلة الحياة للدجاجة التى تبيض ذهباً

الأربعاء، 16 مايو 2018 02:00 م
محيى الدين جاويش يكتب: الحرفيون.. قبلة الحياة للدجاجة التى تبيض ذهباً الحرف اليدوية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مصر توجد عشرات الحرف اليدوية التى توارثت عبر الأجيال من جيل إلى جيل حاملة معها البصمة الوراثية للإبداع والجمال للدقة والإتقان، ورغم أنها فى طريقها للانقراض فى ظل غزو الميكنة إلا أنها ما زالت علامة من علامات إبداع الإنسان بيديه.

وتنعكس أهمية الحرف والصناعات اليدوية فى أنها تدل على جوانب الهوية الوطنية للدولة المنتجة للحرف والصناعات اليدوية، ويمكن أن تحقق مصر مكاسب مادية رائعة من اهتمامها وتدعيمها للحرف اليدوية، حيث إن حجم التجارة العالمية للحرف اليدوية والتقليدية يفوق ‏100‏ مليار دولار.

لم تسر الحرف اليدوية نفس ركب النسبة الأكبر من القطاعات الصناعية خلال العام الماضى 2017 وتراجعت صادرات منتجات الحرف اليدوية 12% خلال 2017 لتسجل 202 مليون دولار فى مقابل 230 مليون خلال 2016، حيث تقف أمام الحرف اليدوية المصرية عدة تحديات أمام غزوها للسوق العالمى.

وأعطى التعويم ميزة تنافسية للمنتجات المصرية فى شتى القطاعات لكن لم تستفد منها الحرف اليدوية والتى وقف ضعف جودة المنتج حائلا أمام الانتشار فى الأسواق العالمية وقلة المعارض الخارجية والتواصل مع موردين أجانب.

إن أهم ما تقدمه وتساعد عليه الصناعات والحرف اليدوية هو إمكانية إيجاد فرص عمل أكبر عن طريق تخصيص موارد أقل مقارنة بمتطلبات الصناعات الأخرى وقابليتها لاستيعاب وتشغيل أعداد كبيرة من القوى العاملة بمؤهلات تعليمية منخفضة والاستفادة من الخامات المحلية وخاصة المتوفرة بكميات اقتصادية وتستطيع المرأة كأم وربة بيت ممارسة الحرفة فى الأوقات التى تناسبها وفى الأماكن التى تختارها أو حتى فى منزلها، بالإضافة إلى انخفاض التكاليف اللازمة للتدريب لاعتمادها أساساً على أسلوب التدريب أثناء العمل فضلاً عن استخدامها فى الغالب للتقنيات البسيطة غير المعقدة والمرونة فى الانتشار فى مختلف محافظات ومناطق الجمهورية التى يتوفر بها خامات أولية بما يؤدى إلى تحقيق التنمية المتوازنة بين الريف والحضر، ويؤدى إلى الحد من ظاهرة الهجرة الداخلية ونمو مجتمعات إنتاجية جديدة فى المناطق النائية مع المرونة فى الإنتاج والقدرة على تقديم منتجات وفق احتياجات وطلب المستهلك أو السائح.

وتباينت وجهات النظر حول التعامل مع الصناعات اليدوية فهناك فئة تنظر إليها من منظور التراث وضرورة الإبقاء عليه دون تجديد أو تعديل وهناك فئة ثانية ترى أن الأكثر صواباً هو إدماج هذه الحرف فى عجلة الصناعة الحديثة وإهمال ما لا يقبل الإدماج إلى أن يندثر تلقائياً أما الفئة الثالثة فترى أن الصناعات اليدوية يجب التعامل معها كتراث وطنى تلزم المحافظة عليه وكصناعة توفر فرصاً للعمل سواء فى الإنتاج أو التسويق الذى يجب أن يتلاءم مع رغبات المستهلكين بصفة عامة، ومع رغبات بعض الفئات الأخرى ذات الاهتمام باقتناء المنتجات اليدوية بصفة خاصة كالسائحين وغيرهم.

إن الحفاظ على الحرف اليدوية يحتاج الى اتخاذ مجموعة من الإجراءات منها ضرورة تكثيف الحملات الإعلامية التى توضح أهمية هذه الحرف ويمكن استغلالها بشكل أمثل محليا‏ أما بالنسبة للمجتمع الخارجى فتنشيط هذه الحرفة يكون عن طريق الوسائل الحديثة، وهى الإنترنت وإنشاء مواقع إلكترونية تدعم الحرفة عالميا‏، كما يجب إنشاء مؤسسة وطنية كبرى ترعى هذا النشاط وتستقطب إليه المستثمرين ليقيموا عشرات المراكز الحرفية للتدريب والإنتاج والتسويق داخل مصر وخارجهاـ ويجب على رجال الأعمال رعاية مراكز وجمعيات ومشروعات لتنمية الحرف التقليدية والتى يمكن أن تعود عليهم بعائد اقتصادى كبير مثلما حدث لكثير من دول العالم ومنها تلك التى تغزونا بمنتجاتها اليوم.

كذلك من التنسيق مع البنوك والمؤسسات المالية المتخصصة والداعمة فى مجال الإقراض لتمويل الصناعات الحرفية بشروط ميسرة وأن يتضمن التمويل حوافز مشجعة تجعل الحرفى يقبل على استخدامه والاستفادة منه، ويمكن تقديمه بصيغ مختلفة حسب ظروف كل حاله والاهتمام بأنشطة تسويق منتجات الصناعات الحرفية داخلياً وخارجياً على أن تشمل هذه الأنشطة داخل البلاد كل من مراكز الحرفيين، الأسواق السياحية، الفنادق، المتاحف، المطارات والموانئ، الحدائق العامة، المعارض والمهرجانات.. أما التسويق الخارجى فيتمثل فى المشاركات الخارجية فى المعارض والمؤتمرات والأسواق الدولية وغيرها والاهتمام بتفعيل التعاون المشترك مع الجهات ذات العلاقة بالصناعات الحرفية فى الدول على المستوى الإقليمى والدولى والاستفادة من تجارب هذه الدول وذلك بالتنسيق مع الجهات المهتمة بالصناعات الحرفية فى تلك الدول.


 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة