ضاقت الدُنيا ومَاتَ الحبيب, ورحل القَريبُ ولم يأت البعيد, وضاق الصدر وتفجر الوريد وأضحى الجميع فى الدُنيا غريب والقائمة تَطول ولم يبق إلا رجاء لله أنتَ أنتَ أيُها المُجيب فصبراً جميلاً أيها الحبيب سَنصبر حتى يعجز الصبر من صَبرنا .. سَنصبر حتى يَقضى الله فى أمرنا.. سَنصبُر حتى يقول الصَبرُ مَا وجدتُ صبراً جميلاً كصبرنا .. سَنصبر حتى يَندهش الحليم من حلمنا .. سَنصبر لأننا عَلمنا أن الصبر فى بدايتهُ إحتراق وفى نهايتهُ إشراق لأيامنا وإزدهار لشمس بزوغنا .
فلا إستعجال لطلب المَنال لطالما لم يبق شىء واحداً على أى حال وكُل مصائب الدُنيا فى زوال ليحل محلها وروداً وأزهار , وربيعاً وأنوار وأنفاس مُطمئنة هادئة البال ، فهذا الدّهر الأليم أدبنا والصبر الجميل ربانا والحمدُ لله أقنعنا والشكر لله أغنانا عدلاً من عطاياه وإحسانا فصبراً جميلاً بعد عيشاً مُميتاً وأحزانا سَنعيشُ بصبرنا المُر رجباً لنحيا بعدهُ رمضانا, وسَنصبر على بذور زرعنها دموعاً فى حقُول من التَجلد فأنبتت فرحاً وعرفانا رويداً رويداً حتى تحول الصوف إلى سجادة بيضاء نَسجتها خيوطاً من الصبر سلوانا .
صَبرنا صَبراً جميلاً إلى أن تجوهر الإيمان فى القلب وإنقلب إلى منجم من الحُب وزاد وفاض لمعانا فأنى لمعدن الكراهية أن يُنجم فيه خريفاً بعد أن لمستهُ رياح الشك فصار يقياناً بعد إيمانا فكما الشيطان لا يصبر وفى الكراهية مغمور شراً ونيرانا فأنتَ يا صديقى بالمحبة والصبر معجون بنورا جميلاً ورضوانا, وتأكد أن كل هذا سيمُر وسَيرسل الله من ينتشلك يوماً من ظلمة هذا العالم الكئيب ويضئ لك بنور محبته درباً مبهجاً لم تره من قبل عيانا, وسَيُسخر لكَ الطيبين من خلقه ليسعدوكَ ويشعروكَ بأن جمالكَ يوحّد الآراء، ويوحد الصفوف، وكأنكَ نداء القيامة والناس فيه مصلين قياما
ويقطف لك النجمة ويذوّب لك القمر، ويلبسكَ ثوب النسيم، ويعطر أيامك بزهر البيلسان .. ويهمس في آذنك .. ارمِ وجعك هذا علي كتفي وارحل, ونم قرير العين ودع أرقك وتعبك لي سَأرويكَ حناناً بعد أن كنت عطشانا, ويحتوي مزاجك السيئ ويتخطاه فوق العتبة، ولا يتأفف من أسئلتك ولا من دموعكَ السريعة التي كُنت تزرفها في زوايا الأيام محن قطعتك شظايا فجمعك على نفسك سخياً وفياً نقياً وزادك فيضاً ولمعانا .. شخص يجد في تعاستك سبباً كافياً للحب وفيه ينسج لك على وتر قلبك الموجوع كثير من الفيض الرباني وألحانا
فإن صادفت يوماً إنساناً هكذا يا رفيق فلا تدعه يغيب عن أفق الروح ابداً ابداً فأنه سيكون لك في الدنيا جنهً وفى الأخيرة فردوساً ريانا فلم يبقي في عالمنا المثخن بالمحن والجروح والصراعات سوي المشاركة لكثير من مزايانا بعد ثملت لحناً حزيناً وأشجانا
ولا تحبس بالله عليك حديثاً جميلاً في صدرك ، ولا تقفل علي كلمة صالحة مهما كانت بسيطة لعلها تكون لنا سًكنا وفيها تخرج خطايانا فنتوب على يديك توبة تتفتح لها أبواب السماء غُفرانا فـأنت لا تتخيل كيف تضئ كلمتك في أحدهم وتثمر فيهم عطايا جود عسل وشكرانا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة