لو مش هتتكلم ارسم.. طلاب من فاقدي السمع يشرحون التاريخ فى لوحات

الإثنين، 14 مايو 2018 08:00 م
لو مش هتتكلم ارسم.. طلاب من فاقدي السمع يشرحون التاريخ فى لوحات طلاب من الصم يصممون لوحات فرعونية
كتب: سارة سامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إيد تتلف فى حرير وموهبة تستحق أن تدرس ، ففى إطار ما يثبته أصحاب الاحتياجات الخاصة من قدرات فائقة على التميز والمنافسة وضرب نماذج  يحتذى بها،  نقدم نموذجا من أصحاب  القدرات الفنية الذين نشأوا على الموهبة الغريزية للفن، التى تحتاج فقط إلى دافع يحركها لتعلن عن تميزها، وهو ما حدث مع مجموعة من الطلاب من أصحاب الصم  فى قسم الأشغال الفنية بجامعة الزقازيق، ولدوا بموهبة فنية وإصرار ودافع على النجاح فيها، لم يستسلموا لإعاقتهم أو يجعلوها حاجزا فى طريقهم بل خرجوا بأعمال فنية نافسوا بها الأسوياء من جمالها.  

وفى إطار فكرة للدمج بين الطلاب من ذوى القدرات الخاصة من الصم والأسوياء منذ عام ، أتاحت  جامعة الزقازيق فرصة لدعم مهارات طلاب الصم والبكم مع الأسوياء واختارتهم بالموهبة وليس بالمجموع لإيمانها بدور الفن فى التنمية المستدامة وتنمية المجتمع، ولتخطى العقبات التى تواجه الطلاب من صعوبة فهم المقررات الدراسية وفر لهم عميد الكلية  مترجمين للغة الإشارة لما يحتاج إليه قسم التربية الفنية من تيسير لفهم الدراسة التطبيقية .

برواز فرعونى
برواز فرعونى

 " الطلبة عندهم موهبة فنية فوق الخيال وعملوا لوحات أفضل من الأسوياء " بهذه الكلمات عبرت دكتورة ألاء عبد السلام، أستاذ بجامعة الزقازيق، قسم الأشغال الفنية وهى المشرف على أعمال الطلبة من الفرقة الثانية ، مؤكدة أنها عندما قامت بعمل تجربة استكشافية على الطلاب جميعهم للوقوف على المستوى العام، تفاجأت بقدرات طلاب الصم الفائقة التى تخطت قدرات الأسوياء وتفاعلهم مع المحاضرات بالرغم من عدم سماعهم وحتى من قبل أن يتم توفير مترجمى الإشارة، مشيرة أن هؤلاء الطلاب عددهم ثمانية 7 بنات وولد وهم " ياسمين طارق، هدير حمودة، اسراء عبد الخالق، رنا مصباح، أمنية مجدى، ألاء محمد، يمنى فكرى، محمود إبراهيم " .

تصاميم فرعونية
تصاميم فرعونية

وقالت دكتورة ألاء، إن مادة الأشغال الفنية تعتمد بشكل أساسى على كيفية التوليف بين الخامات المختلفة بشكل متناسق، وهو ما يحتاج إلى قدر كبير من الحساسية فى الإحساس باللون والملمس، وهو ما دفع إلى إخراج الطاقات الإبداعية الفنية داخل الطلاب .

تصميم طلاب الصم للفن الفرعونى
تصميم طلاب الصم للفن الفرعونى

 وعن النظام التى تتبعه مع الطلبة، قالت إن الطلبة يأخذون محاضرة نظرية لفهمهم، ومحاضرة عملية يعملون فيها بأيديهم ، مؤكدة أنهم خرجوا بنتائج لم تكن تتوقعها بأعمال مميزة فى التصاميم الفرعونية للفن المصرى القديم لتعزيز التراث لديهم .

وكان لهذا النموذج دور كبير فى إخراج الطاقات الإبداعية لديهم فى إخراج المصرى الأصيل بداخلهم الذى يعود لحضارة السبع ألاف سنة لأجدادنا العظماء، وهو ما أعطاهم قدر كبير من الحساسية التى جعلتهم لا يحتاجون لدرجة كبيرة من الفن بل فقط شعور مصرى أصيل ممزوج بخيال فنى عظيم، وخاصة أن التنوع فى عناصر ومفردات الفن المصرى القديم يفسح لهم المجال لإعطائهم القدرة على إبداع وتصميمات مبتكرة إضافية من الألوان والملمس والتقنيات.

عين حورس
عين حورس

" جلد صناعى وطبيعى ، وقماش وخيوط تطريز ونحاس وخرز" هذه هى الخامات المستخدمة فى عمل اللوحات بعد تحديد التصميم الأساسى الذى يقوم عليه الطلاب كما أوضحتها دكتورة ألاء، مؤكدة أن هذه التجربة كانت جديدة ومزهلة لها على المستوى الشخصى قبل الجميع، مشيرة " اتعلمت من التجربة دى كتير وعرفت فضل ربنا على الإنسان بالرغم إن الطلبة مش بيسمعوا إلا إنهم كانوا متفاعلين معايا جدا فى السكاشن و قدوة لزمايلهم وكنت بشوف فرحة كبيرة فى عينهم لما أطلب منهم يعلموا أصحابهم الأسوياء أى تقنية " .

فن للعصر الفرعونى
فن للعصر الفرعونى

وعن طريقة عمل هذه اللوحات والبراويز، قالت دكتورة ألاء، إنه يتم بتصميم كل طالب للعمل المختار من الفن المصرى القديم على الورقمع تحديد مجموعة الألوان وكتابة الأساليب التقنية على كل قطعة فى التصميم، وبعد رؤيتها لقدراتهم على اختيار الألوان من هذه الخامات المختلفة يتم شفه على الأرضية من الجلد أو قماش الجوخ، وتقطع كل قطعة من التصميم منفردة وتثبت على هذه الأرضية منفردة للبدأ فى التقنيالت من إضافة وتفريغ وحتى تطريز حتى الانتهاء من التصميم وشده على شاسيه أو خشب .

لوحات الطلاب الفرعونية
لوحات الطلاب الفرعونية

مهارة طلاب الصم الفنية  أجبرت زملائهم الأسوياء على تعلم لغة الإشارة عن طريق فيديوهات للتعامل معهم والاستفادة من مهاراتهم، وتعليم أساتذتهم للتفاعل معهم، هذا ما أكدته دكتورة ألاة، مضيفة أنها أصبحت لا تحتاج إلى مترجمى إشارة بل صارت تفهم الطلاب بنفسها، وبهذه الروح التعاونية الكبيرة مع الإبداع الفنى تحولت فكرة الدمج إلى تجربة ناجحة جدا فى قسم التربية الفنية مكنت دكتورة ألاء من تحولها إلى بحث علمى عن مدى استجابة طلاب الصم وتفاعلهم مع الخامات .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة