أراقبها حينما كانت تمر بجانبى أظن كنت أختلس الكثير من النظرات منذ تجلّيها أمام عينى من بعيد إلى أن ترحل عن نظرى ...كأن الله قد أعطاها قلبا لا يبالى وقد ظلت على هذا الحال فترة كبيرة لا أعتقد أنها كانت هينة على قلبى أدعو الله يوماً تلو الأخر أن أراها ولو صدفة .
كان الوقت يمر، ومرت شهور كثيرة وأنا ما زالت على هذا الحال أنتظر أيضاً أن تمر بجوارى ولو مرة واحدة، ليدق ذلك القلب الذابل بيأس ...لقد اختفت أمام ناظرى لكنها لم تختف يوماً واحداً من ضلوع وزوايا قلبى .
لم أمتلك يوماً قدرة كافية لأقف أمامها وأخبرها مرة واحدة " أحبك " وظللت هكذا أسير لا يمتلك القدرة على النسيان ولا يستطيع البوح .
مرت الآن 5 سنوات كاملة وكان هذا الوقت كفيلاً بأن أنسى ما حدث لكن كنت أتلذذ يومياً بعذابى لنفسى، وكنت أرى هذا القلب وهو يهلك ويهلكنى معه أنا الآخر .
كان هناك مكتبة كبيرة فى المدينة التى أقطن بها، كانت هى الملتقى الذى يجمعنى بها من كل أسبوع أو بتعبيرٍ أدق، مكان تلاقى عينى بعينها، حينما كانت تمر بين ممر الكتب القصير متخذة بذلك طريقها نحو الدرج العلوى وتتأرجح على أطراف أصابع قدمها لتجلب كتاباً يعلوها بمسافة بسيطة .
ثلاثة شهور كانت مدة كافية أن أنتظرها ولم تأت، وكان الجنون فى ذلك الوقت قد تّملكنى لم أكن أدرك وقتها أننى قد أدمنت حضورها وأدمنت نظرتى إليها بشكلٍ كبير كما أننى أدمنت خيالى وخيالاتى معها فى كل شىء .
ذهبت حينها إلى آخر كتاب كانت تمسكه بيدها ..وأخرجت ورقة صغيرة من جيبى وتركتها داخل الكتاب وكانت توجد كلمتين اثنين فقط داخل الورقة " أفتقدك ....أحبك "
وطوال فترة الثلاث أشهر ...كنت أتفقدها من وقت لأخر وذلك لأن خوفى لم يترك لى شىء ...قلبى معها وقلمى إليها أكتب به .
فى آخر الأسبوع الذى قمت بوضع الورقة فيه ...ذهبت راكضاً إلى المكتبة وأمسكت الكتاب الذى وضعت الورقة به وفتحت الكتاب لأطمئن على ورقتى، وجدت الورقة كما هى لم يحدث أى تغيير ولكن فقط ثمة إشارة على الورقة تخبرنى بالنظر إلى الخلف ...
وبالفعل مسرعاً نظرت إلى الخلف فى ذهول يتملكنى وشغف عارض ربما يشير إلى أنها اللحظة الحاسمة ....
كتبت إلىّ ...خمس سنوات كنت أنتظرك يومياً ولم تأت وكان هذا الموعد الذى أقوم بالأتيان به ليس صدفة لقد كنت أحس أن هذا الوقت هو المناسب معك ولكن لم تنتبه لذلك أيضاً ..كنت أقرأ كل الكتب التى كنت تقرأها ولم تهتم أيضاً وقمت بالمرور من جميع الممرات التى تبدو لك مألوفة حتى يسعنى قول شئ لك ولكنك لم تنتبه أيضاً لذلك ...كنت كالغبى لم تنتبه أبداً إلا لغيابى .!
لن أضيع خمس سنوات أخرى من أجل رجل مثلك ...لقد تزوجت منذ خمس سنوات لأنك رجلٌ أحمق .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة