يوسف القاضى يكتب: هل يعود زمن القراءة ؟!

السبت، 12 مايو 2018 06:00 م
يوسف القاضى يكتب: هل يعود زمن القراءة ؟! مكتبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الجريدة تقليداً يومياً فى منزلنا ، وكان والدى ( رحمه الله ) يداوم على شرائها ، ويحثنى على قراءتها أنا وأخوتى ، حتى أصبحت لدينا عادة يومية لا نستطيع الاستغناء عنها ، لم أعرف حينذاك أننى سأتعلق بهذه العادة إلى حد توريثها لأبنائى وأحفادى ، وتتطور عادة قراءة الصحيفة إلى قراءة الكتب المنوعة ، وأكثر الكتب التى شجعنى والدى على قراءتها هو ذلك الكتاب الفلسفى الذى يعذبنى فى قراءته ، لدرجة أن أول كتاب أشتراه لى والدى فى ستينيات القرن الماضى كانت رواية) مرتفعات ويزرنج ) للكاتبه إميلى برونتى التى تحكى قصة الحب والشغف الذى يصل حد الامتلاك بين بطلة القصة (كاثرين) ( هيثكليف) وكيف يصل بهما هذا الحب المحموم إلى تدميرهما ، وتدمير آخرين من حولهما ، وكان أسلوب الكاتبه يجبرنى على إعادة قراءة صفحاته مرة ثانية بذهن صاف وعقل متفرد للقراءة فقط ، وكما ذكرت مسبقا" بأن عادة حب القراءة التى غرسها فى والدى انتقلت إلى أولادى وأحفادى حتى اصبحوا يتنافسون على القراءة ومن الرواد الدائمين لمعرض الكتاب السنوى يختارون منه ما يقرأون من كتب محلية أو عالمية. 
 
ولا يكتفون بذلك ، بل ويجلسون معاً ويناقشون الكتاب الذى قرأوه تباعاً ، حقا" إن من أجمل أوقات الحياة هى ما نقضيها فى القراءة ، ألم يقل المتنبى : ( خير جليس فى الأنام كتاب ) فالقراءة تعويد وتشويق منذ الصغر ، وتبعد الأبناء عن رفاق السوء ، وتجعل الكتاب صديقاً لهم فى أنسهم وفى وحدتهم ، واختيار الكتاب فى حد ذاته فن، وقراءة كتاب جديد هو معرفتنا لصديق جديد ، وقراءته تعلمنا عشق المعانى ،  فهل سيعود زمن القراءة ؟! وهل يمكننا العودة إلى ثقافة الكلمة ؟! وهل القراءة أصبحت مجرد حلم يحاول الكتاب والشعراء ارتياده فى مواجهة ثقافة الصورة المهيمنة حالياً؟! وهل يمكن للكلمة المكتوبة أن تعود لتمتلك مكانتها السابقة من الاهتمام؟! أتقدم بهذه الأسئلة لما آلت إليه بعض أحوال شباب هذا الجيل باعتقادهم أن الترفيه والمتعة هما فى وصلات الرقص والغناء والردح فقط والتى تأتى عبر القنوات الفضائية وشاشات الهواتف وأجهزة الكمبيوتر !    









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة