أطلق الترام تحذيره الأخير قبل أن يوصد أبوابه، قفزت الجميلة بخفة فى اللحظة الأخيرة وذابت فى الزحام ، تشابك شعرها الحريرى مع ضفيرة قاسية لأمرأة أربعينية والتى أطلقت على الجميلة نظرات تحمل شظايا روح محطمة ، ثم ادارت وجهها تجاه النافذة لتلقى بصرها اليائس وبعض الأحلام العاجزة ، فى الركن البعيد جلست امرأة مرت فوق خريف العمر بأقدام عارية نظرت للجميلة بقسوة من خلف غيمة سكنت حدقة عينها التى جفت من طول المطر ، تمتمت تلعن الترام وسائقه وزمنها الشقي، استندت على الباب فتاة غضة تحتضن كراريس مدرسية بحنان ، تنهدت وأغمضت عينيها ترفع أمانيها للسماء ، فى المقعد الأمامى اشرقت ابتسامة الصغيرة من خلف كتف الأم وبأنامل لم تلوثها الأيام لوحت للجميلة وهى تغادر الترام .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة