سيف الإسلام فؤاد يكتب: وكُل الملاجىء دُون اللهّ كاذبة

الخميس، 10 مايو 2018 09:00 م
سيف الإسلام فؤاد يكتب: وكُل الملاجىء دُون اللهّ كاذبة  صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ضُمي يا حبيبتى أبناؤكِ على صَدركِ ولا تبكينْ , ولتتفنني بِكُحل عينيكِ قدر ما تَستطِعينْ

ولا تَستهيني بِهما ولا تَنسين , واجعليه سميكاً جداً أسود ومتينْ, وليكون لكِ مُضاداً للبُكاء وللأنينْ

وعلمى أن كُل مُر سَيَمُر وكأن شىء لم يكُون.

فـ رجل فرط بيكِ وبحبك الغالى الثمين رجل مسكين لا يستحق منكِ, أن تذرفي الدمع عليه وتشوهي كُحل عينيكِ خائبة على ما مَر من عُمركِ من سنينْ, ولا تَمنحى الفرصة لرجل لا يَخافُ الله فيكِ أن يكُون بِجواركِ باقى العمر أو ما تبقى من السنين , واطمأنى فهناك يوماً يجازى الله فيه الظالمين .

أتذكرين أنتِ التى تَوقفتِ عن الدُعاء عن الظالمين مُنذُ أن فقدتي على التميز بين أحبائك المُقربين وأعدائك البعيدين , أنتِ التى لم يهن عليكِ حبيبُكِ ولو لحظةً من اللحظات ..وحَملتِ كُل هذا على كاهلكِ وهنا على وهن ولتشهد عليكِ الطُرق و الممرات ورقَ عظمُكِ وإنكمش جلدُكِ وبيضت عيناكِ من الدمع وهو ليس بحزين, ولآنكِ " إمرأة الياسمين" ستظلُ مُعضلتكِ فى الحياة هى الحب الشديد , وهذا ليس فى قاموس رجل الشرق هو يقرأُهُ ضعف وبكُل تأكيد .. الحب أصبح ضعف !

نعم يا سيدي الحُب الذى كان يُوقظنى بالليل قبل إنذار المُنبه أن إنتبهى! ويزداد قلقى وتتساقط خُصلاتُ شعري جراء القلق والعقل الشريد , نعم يا سيدي الحُب الذى إذا إشتكى منكَ عضواً تداعت لهُ كل أعضائى بالسهرِ والحمى وتوفير الراحه لك , ولا أعلم أنكَ القنبلة التى ستنفجرُ قريباً فى وجهي دون تردد و دون أدنى شك .

نعم يا سيدي الحُب الذى كان لا يُلهيني فيه تجارة ولا بيع عن تلبيه الحنين الى حُضنك لإسعادك ومُغازلتك والنوم هنيئاً على صدري مُعفى من كُل سقمٍ أو مرضٍ شديد, أظنُ أنى كُنتُ مراهقة وردية لا أعلمُ شر البلية ما يُضحك كُنتُ أضحك ولا أدري أننى سأبكى حتى جفاف مُقلتي .

 

كُنتُ أقول أنكَ (رجل) ليس له مثيل من الرجال ولا أعلم أن النقطة تحت حرف الجيم ستسقط وتبقى (رحل) وليس هناك مُحال.

كنتُ أُكذٌب عيني وقلبي يُذكرني بالكثير من الأفعال, وصدق من قال والقلب أبصر من العين وهذا دون جدال

سأخبرك بالذى أشد آلماً علي ..؟ !

أنك كنتُ لا تعرف أى شىء عني

هل كُنتُ تعرف اللون المفضل لدي ؟ ... بُكل فخر لا !

هل كُنتُ تعرف مقاس ألبستي المُفضلة ؟ ... بكل فخر لا !

هل كُنتُ تعرف طعامي المُفضل ؟ ... بكل أسف لا !

هل كُنتُ تعرف ما هى أجمل رائحة أفضلها ؟ ... بكُل أسف لا !

فقط كُنتُ تعرف ميعاد شهوتك في

كُنتُ تستمتع بي وأنا لم أستمتع بك

كُنتُ تدنوا مني ولم أعرف أن أدنوا منك

كُنتُ الأول فى كُل شىء ولم تنتظر منى أى رد فعل فى أى شىء

لأنك رجل وعلى أن أكون الأخيرة فى كُل شىء ! ! !

كم مرة لم أبيت الليل وأنت لم تضربنى .. تهجُرني .. تنهرني .. وأمام أبنائي تكسرني وتقهرنى ؟ !

وهم يروكَ وينفطرُ قلبهم لأنى أمهُم ولم يروا فيك أباً رشيد أو عماً لهُم .. كانوا يُسموُنكَ الرجل الغريب أتعلم ذلك !! ؟؟

والله لن يحترموك ... , وسيمُر العُمر بهم ولن تُمحى تلك الأثار من قلوبِهم لأنهم شاهدوك.

أنتَ أيُها المُعتزُ برجولتك الكاذبة لا تقلق ستجدني مدونة فى صحائفك السيئة يوم الميعاد.

ذنبُّ كبير إقترفتهُ فى حق من لم تخذُلك ولم تخلف لك ميعاد بالله عليك ما ذنبُ صغاري وأنت تُجهز للعروس الجديد وأنا تتصاعد من داخل صدري الزفرات والآنات وأنت فى عنادك سعيد.

وتقرع مسامِعُكَ الطِبول والمزامير وأنا وصغاري لا نَسمعُ إلا دق الحُزن فى طبول أذاننا بأن الخطر قادم بكُل تأكيد كأنها جنازة بالنسبة لي تمرُ من أمامي وأقول لنفسي رُب جنازةً عند بعض البشر هى عُرس بين الملائكة اليوم وأتحمل وأدعو الله .

فأنا أخيراً تعلمت الدرس مؤخراً يا سيدي أنا التى كنتُ أسرفتُ فى حُبك والله لا يُحب المُسرفين

وشربتُ مرارة سذاجتي حتى تقيأتُ وفهمتُ أبعاد علاقتى بمن أُحب من العالمين.

والأن لم أعد أهتمُ حقاً بـ فكرة الصواب والخطأ , فكُل ما يُنافي سَعادتى فهو خطأ , وكُل ما يُمحى البوس من قلبي والدمع من عيني فهو صواب بُكل تأكيد.

فـ يـــا الله أينما أولى وجهى أزرع الطيبين فى طريقي , وسخر لى الارض ومن عليها واجعل حصاد أيامى خيراً وسعادة وبركة اللهُم أمين .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة