أكرم القصاص - علا الشافعي

فى ذكرى ميلاد شاعر الشر الجميل "بودلير".. أرادوه دبلوماسيًا فاختار "البوهيمية"

الإثنين، 09 أبريل 2018 04:00 م
فى ذكرى ميلاد شاعر الشر الجميل "بودلير".. أرادوه دبلوماسيًا فاختار "البوهيمية" شارل بودلير
كتب رامى سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حياة بائسة.. مرتبكة.. قلقة.. متخبطة عصبية عاشها شاعر الشر الجميل "شارل بودلير" فى قلب القرن التاسع عشر، فبعد مرور 6 سنوات على مولده فى  التاسع من أبريل  1821 كان بودلير قد فقد والده  وتزوجت أمه بأحد العسكريين اللامعين الصارمين ضيقى الأفق.

إذ لم تكن طبيعة الرجل الصارمة تتناسب مع سلوك الصغير الذى بدأت  شخصيته تتكشف مبكرًا مضادة لهذا النمط من التفكير والسلوك، والنفور العميق من المؤسسات على اطلاقها: المدرسة، المنزل البرجوازى، الزواج فيما بعد، الوظيفة وبقية المؤسسات باحثًا عن مؤسسة بديلة، بل يمكن القول باحثًا عن التحرر من كل مؤسسة.


 

"اختياره للفن وتجاهل دراسة الحقوق"

ويقول رفعت سلام فى تقديمه كتاب " الأعمال الشعرية الكاملة شارل بودلير الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب" بدأ الصراع بين الشاعر والجنرال بحصوله على شهادة البكالوريا.. بعد أن خطط لابن زوجته مستقبله " كدبلوماسى" اعتمادًا على نفوذه لدى السلطات العليا، لكن بودلير يصمم على تكريس نفسه للأدب. ويعيش حياة بوهمية، لا يحضر أى محاضرات بكلية الحقوق المسجل بها.


 

"لحظة تحول ولاده بودلير الشعرية"

ويضيف رفعت: "يقرر الجنرال وضع الخطة الإصلاحية لهذا الناشز، ويتم دفعه للقيام برحلة " تربوية " بحرية طويلة، يقيم خلالها فى جزيرة مورتيشيوس وبعد تعرض الباخرة لعاصفة واضطرارها إلى الرسو بالجزيرة يقرر بودلير عدم استكمال رحلته والعود إلى الوطن : " لا أظن أننى أعود والتعقل فى جيبى ".

ويشير "رفعت"  إلى أن الرحلة الإجبارية الفريدة أصبحت مصدرًا للعيد من القصائد الهامة اللاحقة، حيث منحت بودلير مذاقا " استوائيًا " لاذعًا. هكذا بدأ شاعر الشر الجميل رحلته الفنية.

 

"أشعاره"

ومن قصائده : ما أشبهني بملك لبلاد أمطارها كثيرة /غني ولكن عاجز, شاب ولكن عجوز مهدم/يكره انحناءات مؤدبيه/ويشعر بالملل من كلابه كما من بقية الحيوانات/فلا الطريدة تستطيع أن تدخل إلى نفسه/المرح ولا العُقاب/ولا شعبه الذي يسقط ميتاً أمام شرفته/وحتى قصائد مهرّجه المفضل المضحكة/لم تعد قادرة على تسلية هذا المريض القاسي/فقد تحوّل سريره الموشّى إلى قبر/وسيدات الحاشية اللواتي يجدن كل لأمير جميلاً/لم يعدن قادرات على ابتداع زينة فاجرة"

ومنها ( الغريب ): "قل لي , أيّها الرجل المُحيّر , من تحب أكثر /أباك , أمّك , أختك أم أخاك ؟/ليس لي أب أو أم أو أخت أو أخ /أصدقاءك ؟/ها أنت ترطن بشيء مازلت أجهله / وطنك ؟/لا أدري أين هو /الجمال ؟/ أحبّه عن طيب خاطر لو كان معبودة خالدة/  الذهب ؟/أمقته بشدّة/حسن ! ماذا تحب أيّها الوحيد الفريد ؟/أحب الغيوم .. قطع السحاب .. هناك ../ي الأعالي .. الغيوم الرائعة ".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة