استقبل المصريون شم النسيم الذى حل موعده مع بزوغ شمس اليوم الاثنين، بالخروج إلى المتنزهات والحدائق العامة والتى اكتظت بهم منذ الصباح الباكر.. وفى المساء تذهب الأغلبية لدور السينما لمشاهدة أحدث الأفلام أو للحفلات الغنائية التى تنتشر بقوة خلال أعياد الربيع.
ويحرص المصريون حاليًا على الاحتفال بـ"شم النسيم" بنفس الطريقة التى كان يحتفل بها أجدادنا الفراعنة، وذلك بالخروج إلى الحدائق وأكل البيض بعد تلوينه والفسيخ والسردين والبصل والخس.. فيما لم يكن اختيار القدماء لهذه المأكولات محض صدفة أو بشكل عشوائى، حيث كانت تحمل مدلولًا دينيًا وفكريًا ارتبط بعقيدته خلال احتفاله.
وترمز البيضة إلى التجدد وبداية خلق جديد فى العقيدة الدينية المصرية، فهى منشأ الحياة، وقناة خروج أجيال من الكائنات، وأصل كل خلق، ورمز كل بعث.. فيما يعود حرص المصرى القديم على تناول السمك المملح "الفسيخ" فى هذه المناسبة إلى بداية تقديسه لنهر النيل، فضلًا عن ارتباط تناوله بأسباب عقائدية تنطوى على أن الحياة خلقت من محيط مائى أزلى لا حدود له خرجت منه جميع الكائنات، أعقبه بعث للحياة ووضع قوانين الكون.
وشم النسيم أو عيد الربيع هو فى الأصل عيد فرعونى، احتفل به القدماء قبل 2700 عام من ميلاد السيد المسيح، حيث تؤكد ذلك بعض المخطوطات والرسوم على معابد قدماء المصريين.
وكلمة "شم" هى كلمة هيروغليفية ترمز إلى عودة الحياة من جديد وتعنى "الحصاد"، واستخدمها المصريون القدماء للإشارة للربيع بمعنى بداية حياة جديدة.. وعندما دخلت المسيحية مصر جاء عيد القيامة متزامنًا مع احتفال المصريين بشم النسيم، فكان احتفال المسيحيين بعيد القيامة، الذى يتم تحديده وفقًا لحساب (الأبقطى) ويأتى فى شهر برمودا بالتقويم القبطى، فى يوم الأحد ويليه الاثنين مباشرة احتفال المصريين بعيد الربيع "شم النسيم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة