ضيف كريم وزائر عظيم يحل بعد أيام قليلة على الأمة الإسلامية التى تستقبله بالفرح والغبطة، وتستعد له روحاً وجسداً لأنها تعلم علم اليقين ما فيه من الخيرات والبركات، وما فيه من الأجر والحسنات، إنه شهر رمضان، شهر القرآن والإيمان، شهر الإسلام والإحسان، شهر البر والعطاء، فيه ليلة خير من ألف شهر، ففى هذا الشهر يشتاق العبد لمناجاة خالقه، فهو شهر تمحيص المذنبين، وضبط الشهوات، ومحو الذنوب والآثام، وهو شهر التوبة والندم على ما فات من ذنوب ومعاصى، والإقلاع عن المعصية والمخالفات، والعزم على عدم العودة إليها، فهو منحة ربانية ومناسبة لنيل القبول عند الله تعالى، والسعيد من رتب أوراقه وهيأ نفسه لإستقبال هذا الضيف الكريم قبل قدومه، والاستفادة من أيامه فلا يدعها تمر حتى يتزود منها بكل ما يحتاجه فى رحلته إلى الله، فشهر رمضان هو عودة الروح، وهو فوق العادات والعداوات وفوق الشحناء والبغضاء، وفيه تحج القلوب إلى ربها وتتصافح فيه القلوب وتتسامح الأنفس وتشتد الروابط، وتحل الرحمة والسكينة، وفيه راحة البال وصلاح الحال وهدوء النفس وصفاء القلوب وقوة الإرادة والعزيمة الصادقة والهمة العالية، ولعبادة صوم رمضان أهمية كبرى عند الله وعند المسلمين فالصوم حالة من حالات غسل القلوب والأرواح والأبدان من سموم الغضب والكراهية والأحقاد والاستهتار بالحياة والإسراف فى إضاعة العمر، وكما هو رمضان دعوة إلى التنقية والتحلية فهو دعوة إلى مزيد من التآخى والحب، وحب الوطن من الإيمان، وليس أغلى من مصرنا الغالية، اللهم بارك فى مصرنا يارب العالمين، وكل عام ومصر وشعب مصر وكل الشعوب الإسلاميه بألف خير وخير !
شهر رمضان – صورة أرشيفية
