أكرم القصاص - علا الشافعي

سيف الاسلام فؤاد يكتب: أبى لم يَمُت

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 03:00 م
سيف الاسلام فؤاد يكتب:  أبى لم يَمُت رجل يبكي امام مقبره

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادَ لهَا الحَنين ذَاتَ مَساء فجلست تَرسمُ عِشقهَا وتقول " أبى لم يَمُت..صدقونى أنه حى وموجود " والله قد بُتِر أعظم جناح كُنتُ أملُكهُ فى هذا الملكوت.. أنا يا أبى ما عدتُ بعدكَ أستطيع التحليق فى هذا الوجود وإن قفزتُ كى إلتحق بك لم أستطع الثبوت .

أبى أتعلمُ شىء واللهِ مَا عاد بيتُنا حُلواً كَسائرِ البيوت.. أبى إن هَربتُ من الواقع للنوم كى أراكَ فى مَنامى أصحو أنا وأنتَ كُل مرة تموت !!؟ أبى أتعلمُ شىء لم أستطيع تذوق مياه الآرض بعد أن شربتُ معكَ ماء الخلود .

أبى لمَا تَركتنى فى هذه الدُنيا التى يَقولونَ فيهَا ماتَ أبيها ولم يَعُد لهَا بعد موتِه وجود.. أبى أخرج قُل لهُم شيئاً يقولون يتيمة تَستحقُ العطفَ وهُم لا يعلمونَ أنك مازلتُ مَوجود.. أبى أخرُج قُل للمدرس الذى قال أنكِ فتاةً لم ترى تربيةُ أنكَ ربيتنى أعظم تربيةً لأنى دائماً التزم السكُوت.. أبى أتعلمُ شىء فى وجُودِكَ لم أنظر الى باب بيتنا يَوماً أنه مُغلق وأنت موجود.

أبى أتعلمُ شىء إنى أدعو الله على إسِتحياءً أن يَرُدكَ لى كمَا ردَ يُوسُفَ إلى أبيهِ, وأقولُ يَا يُوسُفَ طالت غيبتُكَ فى أرض الله, وأبُوكَ من الحُزنِ أبيضت عيناه, وما زال يقول لأخوتِكَ " إنى أتنفسُ من يُوسُفَ ريحاً تُنبئُنى أنى يَوماً سَأراه " وأنا من يَومهَا يا أبى لم أُصدقُ أنكَ فارقتنى يَومَا واحداً وأنى يَوماً مَا سَأراكَ .. أبى أتعلمُ شىء ان كُل فتاةً بأبيهَا عاشقة فكيفَ أعشقُ بعدكَ رجلاً وكُل رجال الأرضِ فضة وأنتَ وحدكَ يا أبى الياقوت والماس والؤلؤ والعاج ثُمَ كيفَ يأتى رجلاً فى وصفِكَ هذا !؟ فأنا العزباء بِكَ يا أبى حتىَ أن ألقاك ..

هل تعلمُ يا أبى أن أصدقائى يقولونَ لى دوماً ما هو سِرُ قوتِكِ هذه أقول لهُم سرُ قوتىَ هو أنى لم أنتظرُ يَوماً أن يُحبنى أحداً ؟ إلا أنتَ وحبُكَ الذى لم أشعُر يوماً أنه مَفقود .. أبى والله مَا زلتُ أنتظرُكَ ... أبى إن قررتُ عدم المجىء لى فأرجوكَ دعنى أذهبُ أنا إليك فهُناكَ معكَ أجمل خلود أبنتك المُخلصه(....)

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة