تضم مؤسسة رعاية الأيتام التابعة للشئون الاجتماعية ببنى سويف نماذج مشرفة من الشباب الذين تخطوا العقبات وتحدوا الظروف الصعبة وتفوقوا فى مراحل التعليم منهم من التحق بالجامعة وآخرين حصلوا على مؤهلات متوسطة وفوق المتوسطة وتزوجوا ولكن ما يؤرقهم هو الإقامة بشقق مستأجرة، ولا يكفى ما يحصلون عليه من عائد عملهم سواء بمغسلة المؤسسة أو المحال التجارية لسد احتياجاتهم ودفع قيمة إيجار الشقة.
"اليوم السابع" التقى شعبان وليلى اللذين تزوجا حديثا لعرض مشكلة المسكن التى تواجههما وأقرانهم من أبناء المؤسسة بعد الزواج.
يقول شعبان: تربيت طفلا فى المؤسسة واستضافتنى إحدى العائلات ثم عدت فى المرحلة الابتدائية إلى المؤسسة بعد انفصال الزوجين البديلين، ووصلت إلى المرحلة الإعدادية وسط عناية من مجلس إدارة جمعية رعاية المؤسسات ومشرفى الدار.
وأضاف شعبان قائلاً: التحقت بمدرسة الصناعات الزخرفية وحرصت على العمل خلال الإجازات فى المغسلة التابعة للمؤسسة لأضع ما أحصل عليه من مال فى دفتر التوفير الذى خصصته عائلتى المضيفة لى منذ الصغر، كما مارست رياضة كرة القدم والطائرة وانتقلت للأندية من خلال المدربين الذين يتولون تدريبنا بملعب المؤسسة، ولم تؤثر ممارستى للرياضة على دراستى، إذ حصلت على دبلوم صناعى بمجموع 72%، ومنحت فرصة إجراء معادلة للالتحاق بالجامعة عبارة عن دراسة بعض المواد لمدة عام بالقاهرة بمصروفات تصل إلى 3 آلاف جنيه بالإضافة إلى نفقات السفر، ما دفعنى إلى إلغاء الفكرة وتفضيل قضاء الخدمة العسكرية التى استفدت منها كثيرا.
وتابع شعبان قائلا: قبل انتهاء فترة تجنيدى رشحت لى أسرتى البديلة إحدى الفتيات للزواج منها قائلين "عندها كل حاجة ومش هتكلفك حاجة" ولكننى رفضت هذا العرض قائلا "أنا عايز أتحمل المسئولية فى تجهيز نفقات الزواج" ووقع اختيارى على زميلة معى فى فريق المسرح بالمؤسسة رغم اختلافنا معا فى كثير من الأحيان، وبدأت التعرف عليها عن قرب بعدما شهدت بكلمة حق فى صالحها خلال موقف معين وبدأنا فى التعارف، وتحدثت مع مدير المؤسسة عن رغبتى فى طلب الزواج من "ليلى" فعلمت منها بأن أحد الأشخاص سبقنى فى ذلك وطلبت منى مهلة للتفكير والاختيار.
وعقب انتهاء فترة التجنيد تسلمت العمل مرة ثانية فى مغسلة المؤسسة واستخدمت الخبرة التى اكتسبتها أثناء تجنيدى فى إصلاح أعطال المكواة التى أعمل عليها وتشغيلها حتى لا تتوقف عن العمل لحين حضور مهندس الصيانة، ووافقت "ليلى" على الخطوبة واشترينا الذهب وتمت الخطبة، فى 14 مايو العام الماضى بشكل عائلى داخل ملعب المؤسسة بعد تجهيزه بعدة ترابيزات وكوشة ودى جى، كقاعة مفتوحة بحضور مسؤولى مديرية الشئون الاجتماعية ومشرفى المؤسسة ومجلس إدارة الجمعية، وبعد مرور شهور عقدنا القران بمسجد المؤسسة، بحضور أحمد حمدى مدير عام الشؤون الاجتماعية "وكيلا للعريس" وخالد شكرى مدير إدارة الأسرة والطفولة "وكيلا للعروس"، وفى 26 مارس 2018 أقيم حفل زفافنا بإحدى القاعات التى تعهد مستأجرها محمد حسن عزوز بإقامة عرس أبناء المؤسسة مجانًا، وحضر حفل الزفاف المئات من المواطنين بينهم مسئولو الشئون ومجلس إدارة جمعية رعاية المؤسسات ومدير الدار والمشرفين والأصدقاء وأبناء المحافظة فى ليلة عرس لا تنسى.
واستطرد شعبان قائلاً: نقيم حاليًا بشقة نستأجرها بمبلغ 600 جنيه وأطالب المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف بتوفير شقق لنا كأبناء المؤسسة، حتى نستكمل طريق كفاحنا ونكون أسر جديدة بالمجتمع، من خلال تقديم تسهيلات واستثناءات للمتقدمين منا فى مسابقات الحصول على شقق فى الاسكان الاجتماعى، كما كان يحدث قبل عام 2012 وتوقفت من وقتها الاستثناءات وتمسكت مديرية الإسكان والبنوك بشروط التقدم.
وتلتقط العروس "ليلى.ع" أطراف الحديث قائلة تتولى المؤسسة رعايتى منذ الصغر وحظيت مع اخوتى بعناية وتلبية لطلباتنا داخل المؤسسة، ما جعلنى أواصل دراستى والتحق بالمدرسة الثانوية التجارية نظام الخمس سنوات، وتمت خطبتى فى السنة النهائية ووافقت على "شعبان" لأنه رجل فى تصرفاته، فضلاً عن طيبة قلبه وكفاحه واعتماده على نفسه وحرصه على العمل.
وتابعت ليلى قائلة: تزوجنا بشقة استأجرناها بمدينة بنى سويف، ورغم عملى مع زوجى بمغسلة المؤسسة لتدبير نفقات معيشتنا من إيجار للشقة ومتطلبات الحياة إلا أن ذلك لا يكفى خاصة مع مرور الأيام وإنجاب الأطفال، لذلك نطالب المحافظ بتوفير شقة لنا وكذلك أبناء المؤسسة المتزوجين، بالإضافة إلى الموافقة على تخصيص قطعة أرض شرق النيل للمؤسسة ليقام عليها وحدات سكنية يقيم بها أبناء المؤسسة بعد تخرجهم وإنهاء دراستهما وزواجهما وخوضهما الحياة العملية.






