متى ينتهى التطاول الغربى على الإسلام.. نرصد آيات يطالب 300 فرنسى بتجميدها فى القرآن.. الغرب يتخذها ذريعة لتشويه الدين الحنيف.. ودار الإفتاء: أكثرها يدعو للرحمة والبر.. والقتال فى الإسلام دفاعى لتحرير الوطن

الجمعة، 27 أبريل 2018 01:55 م
متى ينتهى التطاول الغربى على الإسلام.. نرصد آيات يطالب 300 فرنسى بتجميدها فى القرآن.. الغرب يتخذها ذريعة لتشويه الدين الحنيف.. ودار الإفتاء: أكثرها يدعو للرحمة والبر.. والقتال فى الإسلام دفاعى لتحرير الوطن دار الإفتاء المصرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقع نحو 300 فرنسى على بيان طلبوا فيه أن "تعلن السلطات الدينية أن آيات القرآن التى تدعو إلى قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين وغير المؤمنين باطلة، كما حدث فى عدم التجانس فى الكتاب المقدس ومعاداة السامية الكاثوليكية التى ألغاها (مجلس) الفاتيكان الثانى، حتى لا يتمكن أى مؤمن من الاعتماد على نص مقدس لارتكاب جريمة".
 
أ.د_شوقي_علام_مفتي_الجمهورية
 
وأكدت دار الإفتاء أن تلك الإدعاءات واهية، وأن المطالبات جاءت نتيجة لتفسير الجماعات الإرهابية والفهم الخاطئ لآيات الجهاد، حيث تدعو كثير من الجماعات التكفيرية والإرهابية المتطرفة إلى جهاد المشركين وقتالهم على إطلاق الأمر.
 
وفندت دار الإفتاء تلك الإدعاءات ورصدت الآيات التى يطالب بها البعض بتجميدها نتيجة للفهم الخاطئ للجماعات الإرهابية. وقالت دار الإفتاء عندما تعرض المسلمون للأذى في عقيدتهم والفتنة في دينهم وتصاعد اضطهاد المشركين لهم حتى أخرجوهم من وطنهم – مكة – وجعلوهم يهاجرون إلى يثرب (المدينة) – بعد هجرة العديد منهم إلى الحبشة – أذن الله – مجرد إذن – للمؤمنين فى القتال.. ولقد كان الإخراج من الديار، والفتنة في الدين هي الأسباب التي ذكرها القرآن الكريم في كل الآيات التي شَّرعت لهذا القتال، ففي الإذن بالقتال، يقول الله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} 
 
وعندما تطور الأمر من (الإذن) في القتال إلى (الأمر) به، جاء القرآن الكريم ليضع الإخراج من الديار سببا لهذا الأمر بالقتال: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ، فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
 
فهو قتال دفاعي ضد الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم، وفتنوهم في دينهم، لتحرير الوطن الذي سلبه المشركون من المسلمين {وأخرجوهم من حيث أخرجوكم}.
 
دار الافتاء
 
ورغم أن هناك الكثير من آيات الذكر الحكيم تدعو إلى الرحمة والبر والقسط والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ، وقوله عز من قائل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) وقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} .  إلا أن تنظيمات الظلام التي تعشق سفك الدماء وتستبيح الأعراض تأخذ آيات القتال، وتؤلها بحسب فهمها السقيم وتفسيرها العقيم لتلبس على المسلمين دينهم ويثيرون ضغائن غير المسلمين على الإسلام والمسلمين بل ويؤججون حروبًا ضد العالم الإسلامي من كل حدب وصوب، حتى إن الإسلام ليؤتى من قِبَلهم، قبل أن يؤتى من قبل أعدائه.
 
وأوضحت دار الإفتاء أن التنظيمات العنيفة والجماعات الإرهابية التي تدعي انتماءها للإسلام ، والإسلام منها براء، دائمًا ما تجتزئ آيات القتال وتبترها من سياقها ولا تربطها بالآيات قبلها و بعدها حتى يختلط الأمر على العامة ولا يفهم البعض ما تحث عليه الآيات وما أحكامها فتظهر على أنها دعوة للقتال فقط ودون أسباب.
 
ومن هنا دأبت الجماعات الجهادية والتكفيرية على أن تستدل بهذه النصوص لتبيان أن الجهاد فرض عين مطلقًا وهو نوع من الاستدلال بالمتشابه من الآيات وعدم فهم النص أو تحريف معانيه ليحقق به المغرضون من تلك الجماعات أهدافهم ويصلون به إلى مآربهم.
 

ونستعرض هنا أبرز  الآيات التي يتخذها الغرب ضد الإسلام بناء على ما استدلت عليه الجماعات الإرهابية فى نهجها السقيم الذى يدعو إلى العنف والتدمير.

{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44] 
 

الفهم الخاطئ: 

تعتقد الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتشددة أن هذه الآية الكريمة تدل على مطلق تكفير كل من لم ترك حكمًا من أحكام الله وانطلقوا يكفرون المسلمين في ربوع الأرض وصارت قضية الحاكمية هي أساس منهجهم المعوج ومنطلق جميع مفاهيمهم في الجهاد والقتال حتى انتهى أمرهم بقتال المسلمين وقتل آبائهم وأقاربهم. 
 

الفهم الصحيح:  

إن من ترك الحكم بما أنزل الله كلية بحيث اعتقد أن حكمه أفضل وأقوم معاندًا ومنكرًا وجاحدًا لأحكام الله فقد كفر أما من آمن وصدق وأقر بأن أحكام الله هي الحكمة والعدل والنور لكنه تعثر في تطبيقها لضعف في نفسه أو تكاسل أو بسبب معوقات وعقبات عرقلته عن تطبيقها مع كامل الإيمان والتصديق بها فهو مسلم ومؤمن لكنه عاص بمقدار ما أخل به من الأحكام, وهذا ما أجمع عليه الأئمة الكبار فتراهم قد فهموا الاية فهمًا صحيحًا لا يشوبه عنت ولا تشدد بل استقام لهم فهمها ، فقد قال ابن عباس: ليس بكفر ينقل عن الملة؛ بل إذا فعله فهو به كفر، وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر . وكذلك قال طاووس . وقال عطاء : هو كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق . 
 

آيات سورة التوبة: 

 {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }. (التوبة: 5). {إِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ}. (التوبة: 12). {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} (التوبة: 14). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ}.( التوبة: 28). {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}. (التوبة: 29). {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المتقين}.(التوبة: 123).
 

الفهم الخاطئ: 

يرجف كثير من المرجفين حول هذه الآيات زاعمين أنها تحض على القتال والتربص بالمشركين في كل مكان، وعلى القتل والإرهاب دون تمييز ودون وازع أخلاقي أو اتباع لمنهج النبوة في الجهاد والقتال.
 

الفهم الصحيح:

هذه الآيات تمّيز في المشركين بين توجهات ثلاثة: 
أولاً: مشركون معاهدون للمسلمين، يحترمون العهود والآيات تدعو المسلمين إلى الوفاء بالعهود لهؤلاء المشركين {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (التوبة: 4).
 
وثانيا: مشركون محايدون لم يحددوا موقفا – ضد أو مع – ويريدون أن يعلموا الحقيقة ليتخذوا لهم موقفا، وهذه الآيات تطلب من المشركين، وتأمينهم ووضع الحقائق أمام بصائرهم وأبصارهم، ثم تركهم أحرارا، بل وحراستهم حتى يبلغوا مأمنهم، ليقرروا ما يقررون، {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ}(التوبة:6).
 
وثالثا: فريق من المشركين يقاتلون المسلمين، والذين احترفوا نقض العهود مع المسلمين: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}(التوبة:10).
فليس هناك تعميم في قتال كل المشركين في هذه الآيات، التي تعلق بها ويتعلق بها التكفيريون، الذي يصورون الإسلام على دين قتل وإرهاب، لأن التربص والقتال في هذه الآيات ليس لمطلق المشركين، ولا لكل المخالفين، وإنما هو رد لعدوان المعتدين الذين نقضوا العهود ونكثوا الأيمان وأخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من ديارهم، {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(التوبة:13)، فمعيار الإسلام ودولته في السلم والسلام أو الحرب والقتال، ليس الإيمان والكفر ولا الاتفاق والاختلاف وإنما هو التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، أو عدوان الآخرين على المؤمنين بالفتنة في الدين أو الإخراج من الديار، وعن هذا المعيار للعلاقة بين الإسلام وبين الكافرين به والمنكرين له، يقول القرآن الكريم: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(الممتحنة: 7-9).

( آية السيف) 

يقول الله سبحانه وتعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. (سورة التوبة: 5) 
 

الفهم الخاطئ:

تستدل جماعات التكفير والإرهاب بهذه الآية على وجوب قتال الكفار حيث وجدوهم، فيقتلون المستأمنين والمعاهدين والسفراء والرسل في أي مكان ودون جريرة إلا أنهم على غير دين الإسلام، ويقولون بوجوب قتل الكفار حال رؤيتهم بعد انسلاخ الأشهر الحرم.
 

 الفهم الصحيح: 

إنهم يخالفون قواعد الإسلام وأحكامه التي جاءت لتحفظ الدماء والأرواح، حيث أكد الله تعالى في كتابه الكريم على حفظ العهود والمواثيق، فقال عز وجل: { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}  (النحل: 91)، وقال سبحانه وتعالى: { إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (التوبة: 5). 
 
أما الاستدلال بمطلق هذه الآيات القاضية بقتال الكفار دون تقييدها بما دلت عليه الكثير من الآيات الأخرى فهو من نوع من أنواع التحريف ومن أبواب اتباع المتشابه وتضليل جماهير المسلمين. 
 
وقد أوَّلت تلك الفرق والتنظيمات – التي تتخذ من العنف عقيدة ومن الإرهاب دينًا – آية السيف تأويلاً فاسدًا وادعوا أنها وحدها نسخت أكثر من 100 آية من القرآن، وهو ما يؤصل لدى تلك التنظيمات أن العلاقة مع غير المسلمين هي: السيف والحرب والضرب، وأن كل ما ورد في القرآن من أخلاق العفو والغفران والصفح والصبر والبر والقسط والتسامح في التعامل مع الآخر، ذلك كله منسوخ بآية السيف. 
 

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ، فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة:190-193]

 

الفهم الخاطئ: 

يتم الاستدل  بهذه الآيات استدلالاً مغلوطًا وتفهمها فهمًا معوجًا فيجعلونها دليلاً لهم في جرائمهم الشنيعة التي يرتكبونها باسم الإسلام من حرق وذبح وسفك للدماء باسم الإسلام والجهاد في سبيل الله.
 

الفهم الصحيح: 

روى ابن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ أنه قال في هذه الآية: "لا تقتلوا النّساء والصّبيان ولا الشّيخ الكبير ولا من ألقى إليكم السّلم وكفّ يده فمن فعل ذلك فقد اعتدى"
قال أبو جعفرٍ: وهذا أصحّ القولين من السّنّة والنّظر.
 
فأمّا السّنّة: فحدّثنا أبو جعفرٍ قال: حدّثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، قال: أخبرنا مالكٌ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، "أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم رأى في بعض مغازيه امرأةً مقتولةً فكره ذلك ونهى عن قتل النّساء والصّبيان" وهكذا، يروى أنّ عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه كتب: لا تقتلوا النّساء والصّبيان والرّهبان في دار الحرب فتعتدوا {إنّ اللّه لا يحبّ المعتدين} [البقرة: 190]
 
والدّليل على هذا من اللّغة أنّ فاعل يكون من اثنين فإنّما هو من أنّك تقاتله ويقاتلك فهذا لا يكون في النّساء ولا في الصّبيان ولهذا قال من قال من الفقهاء: لا يؤخذ من الرّهبان جزيةٌ لقول اللّه جلّ وعزّ {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر} [التوبة: 29] إلى {حتّى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون} [التوبة: 29] وليس الرّهبان ممّن يقاتل
فصار المعنى: وقاتلوا في طريق اللّه وأمره الّذين يقاتلونكم ولا تعتدوا فتقتلوا النّساء والصّبيان والرّهبان.
 
وفد اشتملت الآيات الكريمات على عدد من الضوابط والقيود الضامنة التي تجعل القتال مرتبطًا بالقيم الإسلامية النبيلة التي حافظ على الأرواح ولا تزهق النفس التي حرم الله إلا بالحق، كما أنها تؤكد أن الجهاد يجب أن يكون خاليًا من العدوان محققًا لمقاصد الشرع الشريف في القتال والجهاد الذي ينبغي أن يكون رافعًا للظلم حاميًا للبلاد والعباد لا أن يتحول إلى مجموعة أعمال إجرامية تسفك الدماء وتروع المسالمين.
 
وتدل الآية على أن الأمر بالقتال هو رد فعل على العدوان فلا نبدأ بالعدوان فقال (الذين يقاتلونكم ) أي من بدأوكم بالقتال فلا يحل للمسلين أن ينطلقوا من أنفسهم إلى أعمال القتل والذبح والتخريب كما أن القتال الذي شرعه الله عز وجل ر يكون مستندًا إلى أفكار مغلوطة ولا قائمًا على ثأر أو اختلاف سياسي وليس مبنيًا على أن يحتكر الشخص الإسلام لنفسه ويكفر الآخر ويخرجهم من الملة ثم يعتدي عليهم ويفتلهم باسم الجهاد في سبيل الله ، بل قيد الله سبحانه وتعالي الجهاد والقتال الذي شرعه بأنه منزه عن تلك الأغراض والأهواء وأنه فقط في سبيل الله ويتم به رفعة الإسلام والمسلمين.
 
كذلك نهى الإسلام عن الاعتداء وتجاوز الحد  فحذر من الاندفاع في القتل والتشفي فيه أو التمثيل بالجثث أو قطع الرقاب أو ذبح البشر ؛ ذلك أن المسلم إذا اضطر للقتال فإنه يقوم به بمقدار دفع العدوان ولا يتجاوز اندفاعًا وحمية،  وأن على المسلم أن يتمسك في قتاله بالقيم والأخلاق النبوية التي حث عليها أثناء قتال العدو.

(فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) [محمد: 4]  

 

الفهم الخاطئ: 

تستدل الجماعات التكفيرية بهذه الآية على أن ضرب الرقاب هو الذبح ، ويقومون بقطع رؤوس العزل والأسرى وهم يؤكدون أن ما يقومون به تنفيذًا لهذه الآية.  
 

الفهم الصحيح: 

إن هذا الفهم هو في غاية البشاعة وهو افتراء على القرآن الكريم وتحريف لمعانيه وإلصاق جرائم ثلة من الإرهابيين بالوحي الشريف؛ لأن الآية تتحدث عما يقع من قتل العدو في المعركة ويحصل اشتباك مع العدو ويقع القتل والأسر  وغيره مما يحدث أثناء التحاف الصفوف. 
 
والآية صريحة في بيان ان الاسلام لا يمكن ان يقوم إلا بحفظ المسلمين من شرور الكافرين فلدفع غائلة الكفر وحفظ بيضة الاسلام لابد من ان يدافع الفرد المسلم عن نفسه ومعتقداته والآية لا تبيح الاعتداء على الاخرين وان كانوا مخالفين في العقيدة فهذه حروب وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم تجدها بمجملها حروب دفاعية يحافظ بها على أرواح وممتلكات المسلمين وحتى الغزوات التي حصلت في حياته فإنها كانت لدفع بعض المؤامرات وكعمليات استباقية أجراها النبي صلى الله عليه وسلم قبل وصول الخطر إلى ديار الاسلام. وعموما فالآية الكريمة تبين أن على المسلم في حالة إعلان الحرب ووقوعها أن يقتل الكافر،  كما أن (فَضَرْبَ الرِّقَابِ) لا تدل على الذبح بل على شدة القتل.  ومثل ذلك آية {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12] حيث تستدل الجماعات والتنظيمات الإرهابية بهذه الآية على قطع الرؤوس والأيدي لكل من يخالفهم الرأي فيكفرونه.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المتقين}.[التوبة: 123]

 

الفهم الخاطئ: 

تستدل الجماعات والتنظيمات بهذه الآية على استعمال القسوة والوحشية وإيقاع الألم والأذى بمن يختلفون معهم فيقطعون الرقاب ويذبحون البشر  ويريقون الدماء بكل وحشية وببالغ القسوة.
 

الفهم الصحيح : 

وردت هذه الآية الكريمة في الإعداد المعنوي والتعبئة النفسية للجيوش الإسلامية التي تخوض قتالا عادلا حماية للمسلمين وصدًا لأعداء الدين ودفعًا للظلم والعدوان، فتحتاج هذه الجيوش إلى تشجيع وتحفيز   درءًا للتخاذل ومنعًا للوهن واليأس من أن يدب في النفوس والقلوب.
 
فيأمرهم بتنظيم خططهم اثناء القتال بحيث يبدأون بقتال عدوهم الأقرب فالأبعد. وهذا معنى (قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) فمعنى يلونكم أي الأقرب إليكم ، واحذروا أن يستفزكم العدو فتندفعوا إلى قتال العدو البعيد مما يتيح للعدو القريب أن يغدر بكم، كما يدعو إلى عدم الوهن النفسي والحماية من الإحباط فيشد أزرهم ويقوي عزيمتهم بقوله (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ) أي كونوا  عند المواجهة أصحاب قوة وهيبة لا تخافون ولا تتخاذلون.

{لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ} [النساء : 148] 

الفهم الخاطئ: 

فهم منها بعض المعاصرين أن القرآن رخَّص وأباح للمظلوم أن يجهر بالسوء كما يشاء، وأن الشرع حينئذ قد جعله فى حِلٍّ من أى التزام أخلاقى، وأتاح له أن يجهر بالفحش والبذاءة وسلاطة اللسان كيف شاء.
 

الفهم الصحيح: 

هذا فهم خطير جداً، وهو افتراء على الشرع الشريف، ونقضٌ لمنظومة أخلاقه؛ لأن الشرع فى سائر أحوال العزيمة والرخصة يدور فى إطار أخلاقى مُحكمٍ ومنضبط، لا يأذن لصاحبه أبداً بأن يطرح شعائر الدين كلية بدعوى الرخصة والاستثناء، خصوصاً فى شئون الأخلاق، التى هى أساس هذا الشرع الشريف، وهى جوهره، وأصله، ومداره، وأساسه، وحقيقته، ومنبعه، وشعاره، وإليك نبذة من كلام المفسرين من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، ترى من خلالها كيف كان الأطهار الأبرار يفهمون كلام الله، قال حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس فى تفسير الآية: "أى: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوماً، فإنه رخَّص له أن يدعو على من ظلمه، وإن يصبر فهو خير له"، فجعل الجهر بالسوء من القول لا يتجاوز أن يدعو المظلوم على من ظلمه، ولو رجع بنا الزمان إلى أيام ابن عباس، رضى الله عنهما، وقلنا له: خرج من الناس فى زماننا من يفهم الآية على أنها تبيح للمظلوم أن يستعمل أقبح الألفاظ الخادشة السليطة البذيئة، ويظن أن الله أباح له ذلك، لربما خرََّ ابن عباس مغشياً عليه من هول هذا الفهم والافتراء على الله. وقال قتادة: "عذر الله المظلوم كما سمعتم أن يدعو"، وقال مجاهد: نزلت فى رجل أضاف رجلاً فى أرض فلاة، فلم يضيِّفه، فنزلت: "إِلَّا مَن ظُلِمَ"، يذكر أنه لم يضيِّفه، لا يزيد على ذلك. ثم إن المفسرين الكبار، رضى الله عنهم، قد نهوا نهياً شديداً عن أن يتجرأ أحد على حرمة وقداسة كلام الله، فيظن أن هذا الاستثناء يتيح للإنسان التفلت والبذاءة والقذف والفحش، حتى قال الإمام الطاهر بن عاشور فى تفسيره الجليل "التحرير والتنوير" 4/6: "وقد دلت الآية على الإذن للمظلوم فى جميع أنواع الجهر بالسوء من القول، وهو مخصوص بما لا يتجاوز حد التظلم فيما بينه وبين ظالمه، أو شكاية ظلمه، أن يقول له: ظلمتنى، أو أنت ظالم، وأن يقول للناس: إنه ظالم، ومن ذلك: الدعاء على الظالم جهراً؛ لأن الدعاء عليه إعلان بظلمه، وإحالته على عدل الله تعالى، ونظير هذا المعنى كثير فى القرآن، وذلك مخصوص بما لا يؤدى إلى القذف؛ فإن دلائل النهى عن القذف وصيانة النفس من أن تتعرض لحد القذف أو تعزير الغيبة قائمة فى الشريعة".
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة