ولكنى أحطتُ بِكَ وبما لم تَحط بِهِ علما.. وجئتُكَ بقلبٍ سليم ولأنكَ لن تجدُ مثلى فى هذا الكون وأنا مُتأكدة وعلى يقينْ لأقولُ لكَ عزةً بالله أنى أنا التى لم أستطع معكَ صبراً، ولأن حُبكَ كان ذى ثلاثِ شُعب لا ظليلٍ ولا يُغنى من لهبْ..
حُبكَ وحبى كانا مُتنافران كقُطبى مغناطيسِ لا يجتمعان.. وسَل القاصى والدانى مُنذُ متى واجتمع الخير مع الشر ولم يفترقان وأنتَ تعلم علم اليقين أنى لستُ امرأةً عادية أنا من روح وريحان ونفس أبيةُ عاصية على الكسر أو الخِذلان.
أنا امرأة قوية تمشى على استحياء ليتبعها بدراً ويتغزل فيها قمراً وتلعب بجوارها النجوم فى أمان.
أما أنتَ إن كُنتَ قوياً ورجلاً شرقياً كما تقول فـقل لهُم لماذا تركتُكَ أنا؟.. وإن لم تُحسن القول سأقول لأنكَ ببساطة تزهدُ فى امرأةً تُجاهر بحلمها ونبضها وحرفها ودمعها دون سكون وتعلم مُستقرها ومُستودعها وفى قلب من تكونْ.
كم سمعتُ كغيرى من نساء العالمين السُذج الطيبين الكثير من معسول الكلام، وأنى سيدة قلبكَ ورياحنة روحكَ و.. و.. و.. حتى إنى أصبحت اليوم أكثر نُضجاً.
لأصدُقك القول.. أرح نفسكَ فـ لستُ أنا سيدة قلبكَ ولن أكون، أنا سيدةُ قدرى الجميل.. وأنت سيد غروركَ المفتون
أنت سيد هواكَ وقد خاب من اتخذ إلههُ هواهُ وأضلهُ الله على علم.
أنا أمرئها حدسها أقوى من يقينك أنت.
أتذكر كم قلتُ لى يوماً أن العشق لا يأتى إلا بالجنون وفيكَ أنا جُننت، وأن الكذب جريمة وخيانة وأنت ببشاعتكَ خُنت، وأنكَ لن تكون يوماً ما سبب وجعى وبقسوتكَ كُنت، وأن مثلى زهرة تبتسم للصباح لن تهون عليكَ وبإهمالِكَ هُنت.
آه.. ثُم آه من أى سلسلة بشر تنحدر أنت يا رجُل؟ من أى رحم أتيت؟.. فى أرض نزلت؟ وأى دين أسلمت له وجهك؟ ماذا أكلت أو شربت حتى تكون فظ القلب عديم الإنسانية هكذا؟
قد أوجعتنى حتى صرخت أحدٌ أحدْ وأبكيتنى حتى أبيضّت عيناى من الحُزن وشتعل الرأس شَيبا !
كم استغرقتُ الكثير من الوقت كى أستعيد قلبى المنسى لديك لأُعيد لكَ إهمَالِك
حتى أصبح قلبى قاسى كجُرحكَ وبارداً كالموتى، وحالكَ مثل الليالى التى لا يسطع فيها القمر
ما عدتُ طفلى الصغير الذى كنتُ أُدللك ، وقسى قلبى عليكَ يوماً بعد يومٍ حتى أهملك وهلكتُ مع من هلك، وفقد حُبى بعد أن كان قلبى يحتويك ويشملك، وحنينى إليكَ يُداعبكَ ويطمئِن عليك ويسألك.
لم أعد سُكنك الآمن والمستقِر، وإن فررتُ فلن تجد منى مفر ولن تجد فى هذه الأرض مثل حُضنى عندما أضُمك فتنفطر السَماء وينشق القمر وتبكيكَ الليالى الجميلة التى كانت تجمعنا مع أحلى سهر.
أنا التى أحببتُكَ أكثر من نفسى ، وأنت الذى أحببتنى أقل من أى شىء يُذكر أو يُشار إليه بالبنان.
تباً لقلبكَ المغرور.. ألذلك أخذتنى فراشة بريئة وأحكمت على قبضتُكَ وحلقتَ بى لتفلتنى من بين يديكَ؟ لأسقُط فى مداركَ وأرتضم بأعيُنكَ ونظراتكَ الحادة المُخيفة وأترنح كسكارى الليالى وأزقة الحوارى؟..!
والآن دعنى أقول لك إما حُبّ صادقّ بلا إشراك.. وإما سلامّ عليكَ إلى يوم يُبعثون.