مرّ بنا منذ أيام، أعلن على الملأ: سوف أعمل بمهنة الحواة، لطالما شغُفت بهذا العمل.
قلت: لكنك تعمل بوظيفة محترمة، تغنيك مشقة الحياة وتحجب عن ناظريك سوءات الفقر، أشاح بيده رافضاً حديثى، مؤكداً: أنت لا تعلم شيئا .
صبيحة اليوم، رأيته على رأس الشارع، يفرش بساطاً كبيرا من قماش مزركش الألوان، عليه بضعة صفائح و أشياء غريبة مما يحملها الحواة، كان يقف عارى الصدر، يحرّك ساعديه فى الهواء، متحسسا عضلاته، التى نبتت فجأة بعد أن كانت ضامرة!
ثم أخرج حبلاً طويلا، من إحدى صفائحه، و بصوت كالرعد، زعق في الحضور: من يثق فى عنفوانه و قدرته، يتقدم ليُحكم وثاقي بهذا الحبل، أليس منكم رجل رشيد؟!
حديث استفز شاباً نحيلاً، بزغ من بين الجمع، التقط الحبل وسط سخرية الحاوى والجمهور، بمهارة أحكم ربطه حول جسد الضحية، دقيقة تلتها أخريات، امتدت لساعات طويلة، حاول فك وثاقه، دار حول نفسه، بجواره على الأرض قبعته السوداء، ثم انهمرت دموع عينيه، مستجديا المارة إطلاق سراحه .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة