تعتبر الوحدة الصحية هى الملاذ الأول لسكان قرى ومراكز محافظة دمياط التى يقع 70% منها فى مناطق قروية ولا يجد سكان تلك القرى سبيلاً لعلاج أطفالهم وذويهم وخاصة فى الأوقات المتأخرة من الليل إلا بالوحدة الصحية. لكن واقع الحال بالوحدات الصحية فى قرى المحافظة يعكس تلك الحالة المتدنية للخدمة الطبية المقدمة بتلك القرى على الرغم من أن الحالة الإنشائية لمعظم الوحدات الصحية بالمحافظة أكثر من ممتازة إلا أن المشكلات الموجودة بها من نقص الأطباء وعدم توافر الأدوية وغياب الرقابة تسببت فى غياب الدور الحقيقى لتلك الوحدات وبخاصة فى القرى.
ففى دمياط يوجد 97 وحدة صحية بها حوالى 300 طبيب وأكثر من 1300 ممرضة أصبح دورها مقتصر فقط على التطعيمات واستخراج شهادات المواليد والوفاة فقط، ولا تقدم أى خدمات طبية تذكر كما يوجد 3 مستشفيات كبرى تم تحويلهما إلى وحدات صحية لا تقدم أى خدمات مثل مستشفى غيط النصارى التابعة لمركز دمياط والتى تقع على 5 طوابق وهو نفس الحال لمستشفى العمارة التابعة لمركز كفر سعد والذى تم عرضها على جامعة دمياط لكلى تكون مستشفى تعليمى فضلا عن مستشفى التكامل بالسنانية التابعة لمركز دمياط والذى تم اقتطاع جانبا منها كقمسيون طبى وهكذا تتنوع مشكلات الوحدات الصحية فى مختلف قرى المحافظة.
يقول إبراهيم كامل موظف وأحد أهالى مركز كفر سعد، إن الوحدات الصحية لا تقوم بواجبها ولا تقدم أى خدمات طبية ما يضطر المرضى للتوجه للمستشفيات المركزية والعيادات الخاصة.
وأكد كامل أن ذلك يرجع لعدة أسباب أهمها غياب الأطباء ونقص المستلزمات الطبية وإغلاق الوحدات طوال الليل على الرغم من وجود نبطشيات، فبعض الوحدات الصحية بكفر سعد بها نقص شديد فى أطباء الرعاية الأساسية التى وصلت إلى نسبة إلى 50 % لذلك نجد أن هناك وحدات صحية تعمل لساعات محددة فى اليوم بالتناوب ووحدات لا تعمل سوى 8 ساعات فقط، ووحدات تعمل بدون طبيب.
وكشفت الحملات التفتيشية التى قامت بها إدارتى المتابعة بديوان عام محافظة دمياط ومديرية الصحة عن تزايد ظاهرة غياب الأطباء عن الوحدات، واكتشاف وجود أكثر من 20 ممرضة على قوة وحدة صحية واحدة بمركز كفر سعد.
بينما عبر محمد البهنسى عن استيائه من سوء حالة الوحدة الصحية بقرية البصارطة بسبب عدم اهتمام مديرية الصحة بها مؤكدا طالبنا بتوفير كرسى لعلاج الاسنان وعندما تجاهلتنا الصحية قمنا بتوفير كرسى لمرضى الاسنان بالوحدة الصحية لكن الإهمال تسبب فى تلف الجهاز عقب شهرين من تشغيله مطالبا مسئولى مديرية الصحة فى دمياط بتوفير ما تحتاجه الوحدة الصحية من أدوات طبية، ومعدات وأطباء مقيمين بالمستشفى، خاصة فى الباطنة والنساء والتوليد والأسنان.
ويضيف المهندس سعد صقر أحد اهالى قرية الرحامنة أنهم طالبوا مرارا لتحويل الوحدة الصحية إلى مستشفى تكاملى وخاصة مع وجود موافقة سابقة من وزارة الصحة على تحويلها لمستشفى تكاملى وتم تخصيص 600 الف جنيه لترميمها.
وتابع صقر الوحدة الصحية بالرحامنة تواجه العديد من المشكلات حيث يوجد بها غرفة عمليات معطلة وعنبر حريم وآخر رجال ولكنهم معطلين بسبب الروتين والفساد الإدارى مطالبا بتحويلها لمستشفى قروى تخدم باقى القرى المجاورة.
ويضيف محمود عبد السلام أن مستشفى التكامل بالسنانية تعانى من مشكلات عديدة، تتمثل غالبيتها فى نقص الأطباء، وتعطل الاجهزة الطبية واشتكى المرضى من عدم وجود أجهزة وأدوات طبية جديدة وبحالة جيدة، ووجود أدوات طبية غير معقمة بعيادة الأسنان فى كثير من الوحدات الصحية.
من جانبه قال الدكتور رمضان الخطيب وكيل وزارة الصحة، إن عدد الوحدات الصحية فى محافظة دمياط 97 وحدة صحية تخدم الوحدات القروية المختلفة بمحافظة دمياط. مضيفا تغلبنا على مشكلة نقص الاطباء بإعادة توزيع الاطباء على الوحدات الصحية التى تعانى من نقص الاطباء والتمريض كما تم توجيه ادارة التموين الطبى بسد عجز الادوية فى الوحدات الصحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة