«التار ولا العار يا نعيش مرفوعين الراس يا بلاش منها عيشة خالص، الناس كانت بتعايرنا ووشنا كان فى التراب، اتفقت أنا وأخويا وابن عمنا إننا لازم ناخد بالتار ونرفع راس العيلة ونقطع لسان الناس، هى جت كده معانا أول ما شفناه مدرناش إيه اللى حصل غير أنه واقع فى الأرض غرقان فى دمه وخلصان، دلوقتى نقدر نعيش وسط الناس وإحنا رافعين راسنا»، هذه كانت كلمات ياسر فتحى عبدالحميد، تاجر موبيليا بأوسيم، من داخل قفص الاتهام، أثناء نظر جلسة محاكمته هو وشقيقه الأصغر وابن عمه بتهمة قتل عامل بسبب خلافات ثأرية بين عائلتهم وعائلة المجنى عليه.
ويضيف المتهم، أنهم من منطقة ريفية على خط الوجه القبلى بأوسيم، مضيفا أن قريتهم تحمل نفس العادات والتقاليد بالصعيد بفكرة الأخذ بالثأر، موضحًا أنه توجد خلافات ثأرية بين العائلتين، لافتًا إلى أن أهل القرية كانوا يسخرون منهم بسبب عدم أخذهم بالثأر ويعايرونهم، مشيرا إلى أنهم لم يستحملوا معايرة أهل القرية لهم فقرروا أن يأخذوا بالثأر من المجنى عليه ليردوا اعتبارهم أمام القرية.
ويستكمل المتهم، أنه اتفق مع شقيقه الأصغر «رضا فتحى عبدالمجيد» 23 سنة صاحب محل للمنظفات الكمييائية «صابون»، وابن عمه «إسلام أشرف عبدالمجيد» 22 سنة سائق، على أن يتجمعوا ويحضروا أسلحة بيضاء وينتظروا المجنى عليه أثناء عودته من عمله فى الليل، وينقضوا عليه لقتله أخذا بالثأر، مضيفا أنهم بالفعل تجمعوا وأحضروا أسلحة بيضاء وانتظروا المجنى عليه فى طريق عودته، وما إن شاهدوه قاموا بالانقضاض عليه، موضحًا أنه قام بضرب المجنى عليه على رأسه بالسلاح الأبيض «سنجة»، وأسقطه على الأرض غارقا فى دمائه، موضحا أن باقى المتهمين انهالوا بالضرب على المجنى عليه، مسددين له الطعنات المتفرقة بجسده؛ لافتا إلى أنهم انصرفوا بعد أن تأكدوا من أنه فارق الحياة تمامًا.
ويستكمل شقيق المتهم، أنه غير نادم على ما ارتكبوه، موضحًا أنهم ليسوا مجرمين، وأن ما ارتكبوه لا يعد جريمة جنائية، بل هو أخذ بالثأر والقصاص العادل الذى شرعه الله، مضيفًا أنهم الآن يستطيعون أن يعيشوا مرفوعى الرأس بين الناس.
بدأت تفاصيل تلك الواقعة، بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة أوسيم، بلاغًا من الأهالى يفيد بسقوط كريم ندا فى العقد الثالث من العمر، قتيلا بسبب الخلافات الثأرية مع إحدى العائلات بالقرية، وأن المتهمين بعد ارتكابهم واقعة القتل فروا هاربين.
على الفور تم تشكيل فريق بحث لضبط المتهمين، حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من «ياسر فتحى عبدالمجيد» 26 سنة تاجر موبيليا، و«رضا فتحى عبدالمجيد» 23 سنة صاحب محل للمنظيفات، وابن عمهم إسلام أشرف عبدالمجيد 22 سنة سائق.
وبإعداد الأكمنة، تمكن ضباط مباحث قسم شرطة أوسيم من ضبط المتهمين الثلاثة وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة فى الواقعة.
وبمواجهتهم بالواقعة، اعترف المتهمون الثلاثة بارتكاب الجريمة، بسبب وجود خلافات ثأرية بين عائلتهم وبين المجنى عليه.
محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بالعباسية، برئاسة المستشار أحمد محمد دبوس، قضت بالإعدام شنقًا على شقيقين، و10 سنوات على آخر، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، لشخص على خلافات ثأرية معهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة