قرأت لك.. "فقه الانتظار" يشرح طبيعة الصراع الداخلى للتيارات الدينية الإيرانية

الجمعة، 20 أبريل 2018 07:00 ص
قرأت لك.. "فقه الانتظار" يشرح طبيعة الصراع الداخلى للتيارات الدينية الإيرانية كتاب فقه الانتظار ـ محمد السيد الصياد
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى كتابه "فقه الانتظار.. التيارات الدينية الإيرانية والصراع على الحق المطلق للفقيه فى الولاية"، شرح المفكر المصرى، والباحث المتخصص فى الدراسات الفكريَّة والأيديولوجيَّة، محمد السيد الصياد، جانبا ظل خفيا لسنوات طويلة بالرغم من جلائه وشهرته لدى المراقبين للشؤون الإيرانية وهو المقابل الفكرى والنظرى لنظرية ولاية الفقيه تلك التى تحكم إيران منذ دشنها الخمينى عقب نجاح الثورة الإيرانية بالعام 1979.

وتوصل الصياد، وهو فيلسوف كرس بحثه فى السنوات الأخيرة لدراسة الجوانب المتعلقة بالفقه الشيعى والحوزة الفقيه الإيرانية، إلى أن المقابل لفكرة ولاية الفقيه (فقه الانتظار) ليس ضعيفا جماهيريا أو حوزويا أو حتى تاريخيا بل يصدر من قبل مؤيديه على أنه أصل التشريع وجوهره، فى حين شكل الخمينى وطرحه حول ولاية الفقيه ـ بحسب هذه الفرق ـ قفزا على التاريخ الشيعى ومستقراته فى الدرس الحوزوى الفقهى والفلسفى.

كتاب فقه الانتظار (2)

غلاف كتاب فقه الانتظار

 

ولفت الصياد فى الكتاب الصادر حديثا عن المعهد الدولى للدراسات الإيرانية، إلى أن الحوزة الإيرانية بشقيها فى مشهد وقم، ما تزال تموج بالأفكار والثراء المعارفى فى الفقه السياسى ولا يمكن الجزم بأن ولاية الفقيه قد حسمت الخيار الفقهى والفلسفى داخل الحوزة أو داخل طوائف المقلدين الشيعة فى العالم، بيد أنها وجدت المساحات الكافية فى المؤسسات الرسمية للنظام.

مع ذلك توصل الكتاب إلى أنه على مستوى رجال الدين والجماعات الدينية والمقلدين، يوجد جماعات دينية وتيارات فكرية تختلف كليا مع نظرية ولاية الفقيه وما زالت تتمسك بالفقه الشيعى التقليدى (فقه الانتظار) باعتباره أولا معبرا عن حقيقة التشيع وممارسة الأئمة والفقهاء الأولين وثانيا باعتباره منجاة من الفشل السياسى والدينى لنظرية ولاية الفقيه.

وقسّم الصياد كتابه إلى ستة فصول تلتها خاتمة وسبقتها مقدمة تناولت تاريخ الفكر السياسى الشيعى منذ عهد الأئمة ونشوء المرجعية الشيعية مرورا بعهد الصفويين والقاجاريين والبهلويين حتى بزوغ نظرية ولاية الفقيه بقراءتها الخمينية.

كتاب فقه الانتظار (4)

كتاب فقه الانتظار

واعتمد الكتاب على منهج "فقه الانتظار"، ذلك الذى ظل معتمدا تاريخيًّا وحوزويًّا فى الدرس الفقهى والفلسفى، حتى جرى تغييره والقفز عليه على يد الخمينى ومحمد الشيرازيّ، فكان ذلك بمثابة انقلاب فى الفكر السياسى الشيعى المتوارث تاريخيًّا.

وتناول الفصل الأول المدرسة الأخبارية وموقفها من فقه وفلسفة الانتظار، وكيف شكّلت مظلة ومرجعية لتيارات الانتظار فى العصر الحديث. ولا يعنى ذلك خفوت المدرسة الأصولية الانتظارية بقدر ما يعنى بروز المدرسة الأخبارية الانتظارية.

وشرح الفصل الثانى أصل نشأة المدرسة الشيرازية تلك التى انبثقت عن المدرسة الأخبارية الأمّ، بَيْد أنها كانت حركية لا تقليدية، ثورية لا انتظارية، وركز الكتاب على نظريتها السياسية وسبب ابتعادها عن ولاية الفقيه الخمينية وتأسيسها نظرية شورى الفقهاء التى تقلق السلطة الإيرانية حتى اليوم.

بينما اقترب الفصل الثالث من المدرسة التفكيكية الإيرانية وكيف تَفرَّدَت بالمشهد الفلسفى الإيرانيّ، وتمددت حتى شملت فلاسفة من خارج إيران كحسين فضل الله وغيره، ثمّ أجابت الدراسة عن إمكانية أن تحلّ المدرسة التفكيكية محلّ المدرسة العرفانية.

 

كتاب فقه الانتظار (3)
كتاب فقه الانتظار

 

وفى الفصل الرابع تناول الباحث الجماعة الحجتية، وهى من أكثر الجماعات غموضًا فى تاريخ إيران الحديث، ومن أهمّ الجماعات الدينية بوصفها جماعة كبيرة ومنظَّمة وهرمية، ولها قيادات مركزية وقيادات مناطقية. وركز الكتاب على منهجها الدينى والسياسى وموقف النظام الإيرانى منها، وكذلك موقعها وانتشارها ودوائر نفوذها. وركز الفصل الخامس على المهدوية كعقيدة تتجاذبها التيارات الشيعية كافة، وتوظفها دينيًّا أو سياسيًّا، وأثر ذلك على البيئة الدينية والسياسية الإيرانية، وتناول الفصل السادس موقف النظام الإيرانى من كل التيارات السابقة، ومن جميع المراجع المعارضين للطرح الخمينى.

وخلص الكتاب إلى أن التيارات الدينية فى إيران كثيرة ومتشعبة ومعقدة فى معالمها وتشابكاتها الفكرية والعقدية، وقد تباين موقف النظام الإيرانى ن تلك الفرق والتيارات ومرجعياتها، حسب الظروف والواقع الذى يفرض نفسه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة