أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 إبريل 1971..السادات يتلقى تقريراً غاضباً من القوات المسلحة حول موافقته على «الاتحاد الثلاثى»

الجمعة، 20 أبريل 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 إبريل 1971..السادات يتلقى تقريراً غاضباً من القوات المسلحة حول موافقته على «الاتحاد الثلاثى» السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لجأ التكتل الذى كان يعارض الرئيس السادات إلى المدفعية الثقيلة فى المواجهة، وهى القوات المسلحة، والتلويح بها، وذلك حسب رأى محمد حسنين هيكل فى كتاب «أكتوبر 73 - السلاح والسياسة».
 
كان التكتل المعارض يضم أرفع قيادات الدولة والتنظيم السياسى «الاتحاد الاشتراكى»، وجميعهم ممن عملوا إلى جوار جمال عبدالناصر، واستخدم كل أوراقه فى صراعه مع السادات للإجهاز عليه، وفى المقابل كان السادات يناور بكل أوراقه السياسية للتخلص منه، وكانت قصة «الاتحاد الثلاثى» بين مصر وسوريا وليبيا هى الورقة التى فجّرت كل شىء، حيث استدعاها السادات فجأة، وتم التوقيع عليها بين رؤساء الدول الثلاث، مما أثار غضب ذلك التكتل المعارض.. «راجع: ذات يوم 16 إبريل 2018».
 
كان يوم 20 إبريل «مثل هذا اليوم» عام 1971 من الأيام الحاسمة فى تكتيكات المعسكرين، حيث قدّم فيه سامى شرف، وزير شؤون رئاسة الجمهورية، مذكرة إلى الرئيس السادات غطاها بخطاب مختصر بخط اليد، جاء فيه بالحرف الواحد: «أتشرف بأن أرفق طيه تقرير رأى عام من القوات المسلحة، برجاء التفضل بالنظر».
 
كان التقرير الذى ينشر «هيكل» صورة منه فى كتاب «أكتوبر 73 - السلاح والسياسة»، يتعلق برأى القوات المسلحة فى «الاتحاد الثلاثى»، وحسب البنود التى أثارها، فإن القوات المسلحة كانت ضد ما فعله السادات، وحدد التقرير وجه معارضتها فى 36 نقطة، أبرزها: التساؤل عن الحكمة فى إعلان الاتحاد فى المرحلة الحالية، وكيف يؤمن البعث السورى الذى تسبب فى الانفصال وهدم الوحدة الأولى «1958-1961»، وأفشل الوحدة الثلاثية مع العراق سنة 1963.. سوريا مرتبطة بمخطط أمريكى يهدف إلى جرنا إلى معركة ونكسة أخرى.. الرئيس القذافى صغير السن، ويفتقر إلى الحكمة والخبرة، وقد يترتب عليه مستقبلًا جرنا إلى مشاكل داخلية وخارجية، وبالتالى إفشال الاتحاد.. هذه العملية فيها تحويل لاهتمامات الجماهير، بما فيها القوات المسلحة، إلى مواضيع غير المعركة.. التعليق على «17 نيسان» و«الفاتح من سبتمبر» بما يمس هيبة مصر لأن هذه التواريخ لا تعبر عن النطق المصرى لها.. الاتفاقية خداع استراتيجى.. وسوريا تريد تدمير مصر ولن تحارب معنا.. واحتمالات تكتل عربى رجعى وسحب المعونة السعودية.. مصر هى التى تتحمل العبء كله.. لا ثقة إطلاقًا فى حزب البعث.. أصبحنا دولة تابعة.. لمن ولاء القوات المسلحة؟.. ستحصل إسرائيل على حس هذا الاتحاد على أسلحة جديدة، ونبقى لا طلنا حلًا عسكريًا ولا حلًا سلميًا.. إزاى يتم اتحاد بين دول متشككة فى بعضها.. ما تأثير هذه العملية على السودان، وهو مهم جدًا لمصر؟.. كيف سيترجم العدو معنى الاتحاد، وما تأثير الاتحاد على سيناء؟.. مصر ستتحمل الخسارة وليس المكسب.. لا مكاسب من هذه العملية فى عالم يحسب كل شىء بالماديات. 
 
يؤكد «هيكل» أن هذا التقرير كان شبه إنذار أولى بقنابل الدخان والغاز المسيل للدموع، لكن الرئيس السادات كان واثقًا، والسبب أنه حصل على تأكيدات من قائد الحرس الجمهورى الفريق الليثى ناصف بأنه «كجندى ملتزم سوف يقوم بواجبه مع الشرعية الدستورية، وإن كان يرجو من الرئيس أن يبذل كل جهده حتى لا تصل الأمور إلى درجة الصدام بينه وبين الجماعة».
 
وحصل على نفس التأكيد من الفريق محمد أحمد صادق، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وكان الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية فى التكتل المضاد، وحسب «هيكل» فإن السادات «تلقى شبه الإنذار فى هدوء، وكتب على غلاف التقرير بخط يده تأشيرة طالت حتى أنه استكمل نهايتها فى أعلى الصفحة وفوق بدايتها، ورسم سهمًا يقود من البداية إلى النهاية، كانت تأشيرته وأهمية نصها أنها كانت انعكاسًا لثقته المتزايدة بنفسه».. كتب السادات: «لابد من حملة توعية فورا تعتمد على: سوريا الجبهة الشمالية وفيها الطيران والردع.. هجمة الرجعية العربية فى المنطقة بقيادة الملك حسين المؤيد بسلاح أمريكا.. تآمر العراق والأردن والسعودية على سوريا كخطوة نحونا.. نظرية فكى الكماشة: سوريا ومصر لبن جوريون، حتى لو لم يحارب السوريون «5 فرق» خيال مآتة..الأسد موثوق فيه، وليس كبقية حزب البعث.. الدستور سيأتى فيه الرد على كل شىء.. الإعلان الآن ضربة سياسية بعد أن ظنت إسرائيل أنها قد جمدت الوضع السياسى وتستعد لتشكيله.. لا يجب ذكر شىء عن الهجرة.. ويجب ألا يكون منطقنا هو السيطرة والتعالى».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة