خالد صلاح يكتب: رئيس المخابرات الأمريكية وزعيم كوريا الشمالية

الجمعة، 20 أبريل 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: رئيس المخابرات الأمريكية وزعيم كوريا الشمالية الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
هل شعرت بالدهشة حين أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن اللقاء السرى الذى جرى بين رئيس المخابرات الأمريكية مايك بومبيو وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون؟
 
هكذا بكل بساطة، كان ترامب يتبادل الشتائم بالأمس القريب مع كيم، ثم يتبادل الزيارات السرية مع أكثر عواصم الأرض عنادا للإرادة الأمريكية فى الشرق الأقصى.
 
هكذا بكل بساطة، يتصل مايك بومبيو، المرشح الآن لمنصب وزير الخارجية، بصديقه العزيز رئيس المخابرات فى كوريا الجنوبية ويطلب منه ترتيب لقاء مع الزعيم الكورى الشمالى، وبنفس البساطة يتصل رئيس المخابرات فى كوريا الجنوبية، برئيس المخابرات فى كوريا الشمالية، ويقول له بنفس البساطة، إن رئيس الـ«سى آى إيه» يريد أن يلتقى السيد كيم فى لقاء سرى، فيعرض رئيس المخابرات فى كوريا الشمالية بكل بساطة، الأمر على الزعيم كيم جونج الذى يوافق على الزيارة أيضا بنفس البساطة.
 
وفيما سار كل شىء فى تكتم مذهل، خرج الرئيس ترامب ليطلع العالم فى تغريداته على ما دار سرا، كأن الرئيس الأمريكى يعتبر الزيارة فى حد ذاتها إنجازا سياسيا كبيرا، وفى المقابل سكت كيم جونج ولم ينف أى من المعلومات التى قالها ترامب، وكأنه يعتبر كذلك أن الزيارة انتصار سياسى لنظامه، فالأمريكيون اليوم هم الذين يسعون لزيارته فى بيونج يانج، وهم الذين يطمحون فى بدء مفاوضات علنية من خلال قمة بين كيم وترامب، لا يعلم إلا الله متى تنعقد، وعلى ماذا تتفق.
 

ما الذى نفهمه من هذا المشهد؟

أولا: إن الاتصالات بين أجهزة المخابرات الغربية وبين البلدان المعادية لمصالح أمريكا تجرى على مستويات عليا، وأن المخابرات الأمريكية تلعب على خطوط أخرى سرا غير تلك التى تلعب عليها علنا، وزارة الخارجية أو الدبلوماسية العلنية والصحف الأمريكية الأكثر صخبا.
 
ثانيا: نفهم أيضا أن المفاوضات السرية والعينية، الاستخباراتية والسياسية لا تجرى إلا مع الأقوياء، فما يملكه كيم جونج يدعو للتفاوض أكثر مما يدعو للحرب، ويحفز على الحوار أكثر مما يحفز على القصف الجوى، كما جرى فى سوريا مثلا، لو كانت سوريا قوية كما هو الحال فى كوريا الشمالية، لطار إليها رئيس المخابرات الأمريكية، وما طارت إليها الصواريخ الأمريكية.
 
ثالثا: إن كل هذه الأموال التى أنفقها كيم جونج على التسلح لم تصل به إلى شىء أبعد من التفاوض، وكل ترسانات الصواريخ والقدرات العسكرية الأسطورية للولايات المتحدة الأمريكية، لم تذهب بأقوى بلدان الأرض أبعد من التفاوض أيضا.
 
قل لى أنت بالله عليك، لماذا لا نتفاوض أولا، وننفق مليارات التسلح على الفقراء من الناس على وجه هذه الأرض.
 

 
القصف الامريكى لسوريا
 
مقال خالد صلاح رئيس المخابرات الأمريكية وزعيم كوريا الشمالية
 

 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة