اختارى الرياضة الصح وحافظى على صحتك.. أطباء: رفع الأثقال والمصارعة تضر بخصوبة المرأة وتؤثر على الهرمونات.. والسباحة لعبة "المزز" والعارضات تقسم الجسم وتقوى المبايض

"خصر سميك، بنية ضخمة، صدر ومعالم أنثوية غارقة بين العضلات البارزة"، مواصفات بسيطة لامرأة رفعت شعار "ألعب مصارعة وأشيل حديد"، وهى واحدة من كثيرات فضلن ممارسة ألعاب القوى عن بعض الرياضات غير العنيفة الأخرى كالسباحة والتنس، تلك السيدات قد اتجهن لـ"مقابلة الوحش"، محاولات ممارسة رياضة يصنفها البعض بأنها "غير أنثوية"، ولا تسلم الكثيرات منهن من الانتقادات من ممارستهن لـ"رياضات الرجال" على حد اعتقاد البعض، ولكن هل تقف أزمة تلك الألعاب عند هذا الحد؟

"

"احنا نقدم كمال أجسام"، لا تستمعى لنصيحة "هنيدى" غير المجدية لك كأنثى، فممارستك للعبة رياضية أمر سليم، لكن عليك أولا أن تعى أن الرياضات ليست متساوية فى الفائدة والضرر، فهناك رياضات تفيد فى بناء الجسم وتقويته، ولكن بوجهها الآخر تزيد من الحمل البدنى الواقع على جسمك الأنثوى وعضلاتك، مما يجعل لها أضرارا جانبية عليك معرفتها.

رفع الأثقال للسيدات

ومن جهته بدأ الدكتور صابر سليمان الغرباوى، استشارى أمراض السمنة والنحافة والعلاج الطبيعى، حديثه بالتأكيد على أن الأطباء لا يدعون محترفات الرياضات العنيفة إلى التوقف عن ممارستها، ولكن ينصح كل من تفكر فى احتراف لعبة أو رياضة جديدة أن تقرأ هذا الكلام أولا، لتعى مخاطر ومميزات كل لعبة تريد إحترافها.

مصارعة ورفع أثقال.. شكلك "رجالى"

وخص د.صابر بالذكر فى حديثه لـ"اليوم السابع"، السيدات والفتيات اللاتى مارسن ألعاب القوى ذات الحمل البدنى الكبير على الجسم والعضلات، وأشهرها لعبتى المصارعة ورفع الأثقال، مشيرا إلى أن السيدات اللاتى تمارسن هذه النوعيات من الرياضات العنيفة ولسنوات طويلة يحدث لأجسامهن تغيرا ملحوظا شكليا خارجيا أو داخليا.

وبعيدا عن التغير الشكلى الملحوظ للجسم الأنثوى الخارجى للاعبة المصارعة ورفع الأثقال، فيوضح استشارى العلاج الطبيعى، أن تلك الرياضات تؤثر بشكل واضح على الانحناءات الداخلية للجسم أيضا، فهى تؤثر سلبا على عظام الحوض والأربطة المفصلية للجسم، كذا تؤثر سلبا وتضغط بحمل زائد بداية من عضلات الرقبة والعمود الفقرى وعضلات الظهر، وحتى عظام الكعب.

الخصوبة فى خطر.. خلى بالك

وأرجع "صابر" تغير العضلات للاعبات ألعاب القوى إلى أن كثافة عظام السيدات أقل منها فى الرجال، وهو ما يجعل الرجل أكثر قدرة على تحمل الأوزان الزائدة عن المرأة، وتابع: "الضغط على العضلات يؤثر بالسلب تدريجيا على وضع المبايض والرحم داخل الكيس البطنى، مما يترتب عليه تأثيرا ملحوظا على القدرة على إنتاج البويضات، وكذلك القدرة الإخصابية للسيدة".

رفع الأثقال

الهرمونات "تصرخ"

التأثير على الهرمونات الأنثوية أحد أهم أخطار تلك الألعاب، حسب تعبير "صابر الغرباوى"، فتلك الألعاب تؤثر مباشرة على الغدد الهرمونية، خاصة غدد الأنوثة، فتقلل من نسبتها مقابل نسبة الهرمونات الذكرية "التستيرون"، حتى الغدة اللبنية لم تسلم ويضطرب هرمون "البرولاكتين" بالجسم.

السباحة "راحة" وفوائد وخصوبة وروقان

وعلى النقيض، يؤكد الدكتور صابر الغرباوى أن الرياضات الأنثوية كثيرة، والخيارات مفتوحة يمكن للمرأة أن تختار بينها، ولعل أهم تلك الرياضات الشهيرة السباحة، فسباحة السيدات رياضة "أنثوية"، تساعد على تقسيم الجسم ومنحنياته بشكل جميل وجيد، ومفيد للعضل ولا حمل زائد فيها يؤذى العضلات ولا الهرمونات.

وفى نفس السياق، وعن نفس الرياضة الأنثوية المميزة، يحدثنا استشارى العلاج الطبيعى، مؤكدا أن السباحة مقوية لعضلات الحوض والرحم والمبايض، كما أنها تضمن قواما ممشوقا لأن وضع الرقبة العمودى فيها على الجسم يكون سليما، وكذلك وضع الجزع العمودى على الساقين، وبالتالى فهى السبب فى المشية السليمة “cat walk” أو خطوة عارضات الأزياء الشهيرة، والتى يكون فيها الجسم مستقيما للغاية، بالإضافة إلى أن السباحة رياضة تقوى المبايض والجزء السفلى من الجسم بشكل عام لدى المرأة، وبالتالى تحسن العمل الهرمونى لهرمونات الأنوثة بشكل عام، وينصح بممارستها للسيدات.

السباحة للسيدات

خلى بالك.. أنت الأكثر عرضة للكساح وأمراض العظام فى الكبر

ومن جهة أخرى، جاء رأى الدكتور سيد خشبة، أستاذ أمراض العظام والطب الرياضى، رئيس الهيئة المصرية للطب الرياضى والإصابات، مؤيدا لسابقيه، مؤكدا أن ممارسة ألعاب القوى فى مصر لا يخضع لمعايير صحية سليمة، فالألعاب العنيفة تحتاج رعاية طبية وإشراف دقيق، خاصة إذا كانت تمارسها السيدات، فتحتاج كل لاعبة إلى فرق طبى مكون من طبيب عظام متخصص فى الطب الرياضى، وأحمال، وكذا طبيب متخصص بالنساء والتوليد، وآخر متخصص فى أمراض الغدد، وعدم الالتزام بمثل تلك القواعد الصحية البديهية هو ما جعل ممارسة السيدات للألعاب العنيفة أمر يحتمل الكثير من الخطورة والضرر على اللاعبة.

وتابع الدكتور سيد خشبة حديثه أن الضرر الناتج عن الحمل الزائد على عظام السيدات التى تتميز بكثافتها المنخفضة، قد يؤدى إلى حدوث تشوهات فى تركيبة العظام ذاتها، وزيادة حجم العضلات بشكل مبالغ فيه فى الذراعين والأكتاف والصدر لدى اللاعبات السيدات، فتختفى المعالم الأنثوية وتبرز العضلات بمبالغة واضحة.

وأشار أستاذ العظام والطب الرياضى إلى أن الضغط على العضلات الكاسية للعظام سبب تشوه منحنيات جسم المرأة التى تمارس المصارعة وحمل الأثقال، مما يهددها مستقبلا بالإصابة بالكساح وأمراض العظام المزمنة.

كمال الأجسام للسيدات

طبيبة نساء وتوليد: المهم الأعصاب حديد.. ولكن احذرى الأحمال الثقيلة

ومن زاوية أخرى، جاء رأى طبيبة النساء والتوليد بمستشفى الجلاء التعليمى الدكتورة سامية محمد حسن، مختلفا عن سابقيها من الأطباء، فقد أكدت فى البداية أنه لا اختلاف على أن ممارسة الرياضات العنيفة للسيدات أمر حساس، ويحتاج إلى ضوابط كثيرة حتى لا تعانى أضرارا بدنية ونسوية كثيرة، فلا شك أن الدهون هى من تكون الاستروجين أو "هرمون الأنوثة" اللازم لانضباط الهرمونات الأهرى بجسم المرأة والمرتبط بشكل واضح بخصوبتها وقدرتها الإنجابية.

وتابعت "سامية" حديثها مؤكدة أن القدرة الإنجابية والخصوبة تتحكم بها الأعصاب وهى "المركز" المتحكم فيها، لذا إذا كانت اللاعبة تعانى تغيرا شكليا خارجيا دون تأثر الأعصاب فلا خوف، وعادت لتؤكد خطورة الأحمال البدنية الثقيلة على المرأة، موضحة أن رفع الأثقال قد ينذر باحتمالية السقوط الرحمى، لزيادة الحمل و"الحزق"، ما يجعل المرأة أيضا عرضة للتبول اللارادى، ونقص نسب الاستروجين بشكل عام فى جسم اللاعبة يزيد من فرص صعوبة حملها، أو تعرضها لحمل مرهق، وكذا مشكلات فى تكوين وزيادة حجم البويضة من البداية.

رياضة رفع الأثقال للسيدات