مسئول إيرانى يعترف: طهران تخسر السوق العراقى والسعودية تحل محلها

الثلاثاء، 17 أبريل 2018 08:00 م
 مسئول إيرانى يعترف: طهران تخسر السوق العراقى والسعودية تحل محلها إيران تعترف بفشل استراتيجيتها بالعراق
كتب: محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ما يبدو أنه اعتراف إيرانى بالإخفاق والفشل فى أحد أكثر الملفات حساسية بالنسبة لصناع القرار فى طهران، أقر مسئول إيرانى كبير بأن بلاده أولت أهمية للسلاح والسياسة فخسرت الاقتصاد لصالح السياسات الجمركية السعودية التى استطاعت الاستحواذ على السوق العراقية بالكامل.

 

لماذا تفوقت السعودية؟

يمكن القول إن السعودية تفوقت على إيران فى العراق لأنها كانت الطرف الأكثر حرصا على مصالح العراقيين وليس على مصالحها هى، وقد تنبه العراقيون لذلك عندما وجدوا أن الرياض تسهم فى مؤتمر إعادة إعمار العراق وأن إيران لا تدفع شيئا وفطنوا إلى أن طهران تريد أن تحلب بغداد فقط من دون أن تدفع نظير ذلك أدنى مقابل.

 

 

واستعادت السعودية وجودها فى العراق منذ فبراير بالعام الماضى فى أعقاب زيارة وزير الخارجية السعودى عادل الجبير لبغداد تزامنا مع تقدم القوات العراقية فى معركة استعادة الموصل من تنظيم داعش، وكانت هذه الزيارة بمثابة المنحى الذى نقل العلاقات بين الرياضو بغداد من مكان إلى مكان.

 

ومنذ ساعتها نجحت الدبلوماسية السعودية فى استخلاص موقف عراقى أكثر اصطفافا لمحيطه العربى بعد سنوات من عواصف السياسة وبعدها أيقن صناع القرار فى بغداد أن السعودية لا تريد إلا مد يد العون والعمل من أجل عراق أفضل، وأن كل ما تريده هى وكل دول الخليج ومصر بطبيعة الحال هو الاستقرار للعراق وعودته للحضن العربى والتعاون من أجل محاربة الإرهاب والقضاء عليه.

 

فضلا عن ذلك قررت السعودية استصلاح مليونى هكتار فى كل من محافظتى الأنبار والمثنى، وهو ما يوفر ستين ألف فرصة عمل للعراقيين، بدأت شركات سعودية تتحرك نحو الاستثمار فى حقل عكاز للغاز بمحافظة الأنبار غربى البلاد، وجرى الحديث حول افتتاح عدة مصانع فى مدن مختلفة.

 

وقبل نحو شهرين خصصت الرياض مليار دولار لإعادة إعمار العراق و500 مليون لدعم الصادرات السعودية للعراق، وشكلت تلك السياسات حلقة متصلة من العوامل التى أدت إلى الموقف الراهن الذى تفوقت فيه الرياض على طهران ببغداد.

 

إقرار إيرانى

من جانبه قال رئيس هيئة الصناعة والتجارة الإيرانية رضا تجريشي، إن إيران بدأت تخسر السوق العراقية، وأصبحت السعودية تحل محلها. وأضاف المسؤول الإيرانى فى تصريحات نشرتها وكالة "إيلنا" العمالية الإيرانية أن "الاتفاق بين السعودية والعراق حول خفض الرسوم الجمركية أدى إلى فقدان السوق العراقية بالنسبة للشركات الإيرانية".

 

رضا أمیدوار تجریشی
رضا أمیدوار تجریشی

 

وانتقد تجريشى ـ وهو رجل اقتصاد إيرانى يشار إليه بالبنان فى الداخل الإيرانى ـ بشدة الإنفاق العسكرى الإيرانى فى العراق فى الوقت الذى أصبحت فيه "منافع العراق الاقتصادية من نصيب السعودية"، بحسب منطوق قوله لمراسل الوكالة.

 

واتهم المسؤول الإيرانى بغداد بعدم التعامل بشفافية فى علاقاتها التجارية مع طهران، موضحا أن رفع الرسوم الجمركية من قبل الحكومة العراقية على البضائع الإيرانية والحد من إصدار أذون دخول الشاحنات الإيرانية المحملة بالبضائع إلى العراق، زاد من تكلفة الصادرات الإيرانية وأصبحت غير منافسة فى الأسواق العراقية.

 

وطالب رئيس هيئة صناعة وتجارة الشباب الإيرانية رضا أميدوار تجريشي، وزارة خارجية بلاده بالتواصل مع العراق لحل هذه المشاكل وقال إن سياسات العراق التجارية مع إيران باتت تشكل خسائر كبيرة للتجار الايرانيين.

 

إجراءات عراقية

وكانت الحكومة العراقية قد اتخذت قرارات منذ عامين تقضى بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع الإيرانية التى تدخل السوق المحلية، ما أدى إلى انخفاض تصدير البضائع الإيرانية إلى العراق.

 

 

وتعتبر إيران العراق ثانى أهم أسواقها بعد الصين وسجل تقرير للبنك الدولى بتالعام 2012 العراق كثانى أكبر مستور من إيران بعد الصين لذلك تعتبر إيران واحدة من الموردين الرئيسيين للإسمنت والسيارات وعدد آخر من المواد الاستراتيجية.

 

وفى تصريحات له قبل أشهر قال عبد الرضا شيخان، أمين جمعية صناعة الإسمنت الإيرانية، إنه تجرى مشاورات لإزالة قيود الاستيراد على الإسمنت من إيران للعراق، وسيتم حل هذه المشكلة قريباً، غير أنها لم تحل، بعد أن زادت الحكومة العراقية رسوما جمركية على البضائع الإيرانية.

 

ويعنى هذا فى المحصلة النهائية أن المملكة العربية السعودية أحرزت نصرا فى جولة الاقتصاد ضمن جولاتها مع إيران فى عدد من الملفات بالعراق، وهو ما اكده خبراء ومراقبون لتطورات وتفاعلات العلاقات الإيرانية ـ السعودية التى تجرى على صفيح ساخن فى البلاد التى يحكمها حزب الدعوة حليف إيران التقليدى فى العراق.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة