أحياناً قد يخطيء البعض فى إيجاد مفهوم صحيح للتنشئة السليمة للطفل فيعتقد إن كثرة إصدار الأوامر وإهانة الطفل والضرب عند الخطأ والصراخ فى وجهه هى الطريقة الأمثل لنتيجة فورية، وقد تأتي تلك الأمور بنتيجة مؤقتة فيظن الأب بذلك إنها الطريقة الصحيحة والمناسبة لتربية أبناءه .
ذَكَرت إحدىَ الدراسات الخاصة بتربية الأبناء أن معظم الحالات التى يتعرض فيها الطفل للضرب تحدث نتيجة للكبت الذي يتعرض له الأب ، فيتم تفريغ ذلك الكبت فى صورة عنف وإهانة موجهة ضد أبناءه ، وهذا ما يسمى بالعُنف المضاد ، فيولد لدي الطفل عنف مصاحب لعدوان ، فيبحث الطفل عن لذه تعويضية لتفريغ طاقة العنف بداخله قد تظهَر فى صورة إنتقام من الأخرين .
فإن إستجاب الطفل لمطالبك عند ممارسة العنف ضده تذكر انها حيلة وقتيه يستخدمها الطفل لضعف قدراته وقلة حيلته ، ثم يقوم الطفل حينها بتخزين صوره سلبيه مشوهة عن الأب والأم بأنه يجب على الطرف الأقوى دائماً أن يستخدم وسائل العنف والقسوة ضد أي شخص أضعف منه فينشأ الطفل مكتسباً ذلك المبدأ الذي علمه إياه والديه.
ثم تزداد خطورة المشكله تعقيداً حينما يبلغ الطفل سن المراهقة ويشعر بأنه شخص أقوي قادر على مواجهة الحياة ، فتبدأ علامات العنف والقسوة بالظهور عند المراهق ، وأول من يبدأ المراهق بتطبيق تلك النظريه عليهم هم والديه بإعتبارهم المعلم الأكبر للعنف والقسوة ، فيتفنن المراهق فى إبتكار أساليب جديدة للعنف ضد أبويه أولاً ثم الأخرين ثانيا .
فأعود واُذَكِر الأم والأب بقانون هام قد ذكرته من قبل ولكن قد ظهر مجال لتطبيقه الأن وهو قانون الزرع والحصاد فما زرعته لابد وأن تحصده ، فتذكر إنك إن زرعت الحب فى قلب طفلك ستحصد رعاية ومحبة وإهتمام منهم فى شيخوختك وإن زرعت قسوة ستحصد ندم لن يعود بفائدة أبداً ، إنه الأن إختيارك أنت .