في الأيام الماضية انتابتني حالة من الحزن والأسي نظراً لوجود أشياء تقشعر لها الأبدان وأقل ما يمكن أن يقال عليها لاتعبر سوي عن مرض نفسي ، ألا وهو الاختراع المريض المسمي بلعبة الحوت الآزرق والتي سببت العديد من حالات الانتحار في العديد من البلدان مثل تونس ، مصر ، بنغلاديش ، بلغاريا ، البرازيل ، إيطاليا ، السعودية ، الجزائر ، المغرب ، فرنسا ، الهند
فما هي هذه اللعبة ؟ ما سبب تسميتها بهذا الاسم ؟ ما الهدف من نشأتها ؟ كيف يتم استهداف شريحة الشباب والمراهقين في هذه اللعبة ؟ وكيف يتم انتقاء الشباب لهذه اللعبة ؟ كيف نحمي ابنائنا واخواتنا الصغر من هذه اللعبة؟
أولا : هذه اللعبة نشأت في روسيا علي يد أحد طلبة علم النفس المعروف بأسم فيليب بوديكين وسببت العديد من حالات الانتحار في روسيا والتي بلغ عددها 160 حالة انتحار وتم فصل هذا الشخص المريض من الجامعة وايداعه في السجن في عام 2006 وللاسف هذه اللعبة مازالت تعمل حتي الآن وتسبب كل يوم حالة انتحار جديدة
ثانياً: عن تسمية اللعبة فتم اختيار اسم الحوت الازرق لهذه اللعبة نظراُ لانتشار انتحار هذه الفصيلة من الحيتان علي مقربة من الشاطئ.
ثالثاً: الهدف من نشأة هذه اللعبة هو هدف يعبر عن مرض نفسي مستوطن في نفس منشأ هذه اللعبة وهذا المرض هو اشد خطورة من كافة الأمراض العضوية لانه يدفع شريحة كبيرة من الشباب والمراهقين ومن يعانون من القلق والاكتئاب إلي إنهاء حياتهم وان مخترع هذا اللعبة يود ان يوضح من خلالها ان هذه الشريحة من الشباب والمراهقين والمرضي النفسيين هي ليس لها فائدة الا يعد هذا مرض متفشي بداخل هذا الشخص بأن يقتنع أنه لا يوجد فائدة للشباب والذين يعدون مستقبل كافة الآوطان .
في هذه اللعبة يتم اقناع من يلعبها انه لابد ان يمر بمزيد من التحديات تبلغ 50 تحدي علي مدار 50 يوم ويطلب من اللاعب طلبات مخيفة للغاية مثل ان يقوم اللاعب برسم حوت علي ذراعه بآلة حادة وان يستيقظ في اوقات غريبة مثل ان يستيقظ الساعة الرابعة فجراً ويقوم بنقش الرمز الخاص بالمجموعة المدعوة بمجموعة الموت وهو f57 وان يشاهد أفلام مرعبة ويستمع إلي موسيقي تدخله في حالة من حالات الاكتئاب ويطلب من اللاعب ان يقوم بتصوير نفسه علي اسطح المنازل ويقوم بتصوير افراد عائلته أثناء النوم وفي النهاية يطلب من اللاعب ان ينهي حياته وإذا رفض اللاعب يتم تهديده بقتل جميع عائلته حتي يقوم اللاعب في النهاية بالتخلص من حياته.
رابعاً: في هذه اللعبة يتم اختيار الشباب من خلال متابعة الحسابات الخاصة بهم علي مواقع التواصل الاجتماعي ومراقبة البوستات والهاشتاجات الذي يقومون بكتابتها علي هذه الوسائل ويتم اختيار من تحوي حساباتهم ما يعبر عن القلق او الانطوائية او من يعانون من التوتر ويتم اقناع الشباب بأنهم أقوي من الآلم وإذا استمروا في هذه اللعبة لن يحدث لهم شيئاً حتي يجعلوهم ينساقوا وراء هذه اللعبة ويتعمقون فيها حتي يؤدوا بهم إلي النتيجة المحتومة.
خامساً: وهذه أهم النقاط وهي كيفية حماية أبنائنا واخواتنا الصغار من هذه اللعبة التي تمثل شكل من اشكال السرطان المجتمعي.
في الخطوة الآولي علينا أن نحاول أن نصادق أبنائنا ونخصص لهم الوقت المناسب للتحدث معهم والإجابة علي ما يدور في اذهانهم حتى وإن كانت هذه التساؤلات قد تبدو بسيطة او تافهة من وجهة نظر الآباء والامهات فبالإجابة عن هذه التساؤلات قد نقودهم إلي تشكيل وعيهم وجعلهم لا يلجأون لمثل هذه الأشياء الخطيرة .
الخطوة الثانية:علينا أن نحذر أبنائنا من خطورة هذه الوسائل التكنولوجية والتي انتشرت بشكل سريع وقطعت أواصر الود وسببت المزيد من الاكتئاب والحزن وقتلت روح الابداع بنفس الاجيال الجديدة
الخطوة الثالثة: علينا أن نعلم ابنائنا أشياء مفيدة تحل محل الأشياء الضارة بهم وهنا تأتي خطوة مراقبتهم ومعرفة ما هو الشيء الذي يبرع طفلك فيه فإذا كان يحب القراءة فعليك أن تشجعه علي ذلك ، أو قد يكون طفلك يهوي رياضة معينه فعليك أن تشجعه عليها فالعقل السليم في الجسم السليم او قد يكون هاوي لاحدي الآلات الموسيقية فعليك ان تشجعه فهذه الاشياء إذا فعلتها مع طفلك فقد تكسبه كصديق لك وقد تحميه من مخاطر هذه الوسائل التكنلوجية .
الخطوة الرابعة : اسمحوا لي أن أوجه رسالة إليكم أيها الآباء والأمهات وهى لا تعاملوا ابنائكم بعنف حتي لاتقودوهم إلى الجلوس منفردين ومتابعة مثل هذه الوسائل الضارة.
وفي النهاية نود أن نشير إلى شئ مهم وهو التحذير من جانب المدارس من استخدام هذه الوسائل وتدريب الشباب علي إحلالها بشئ آخر فهناك تجربة رائعة تم عملها في البرازيل لحماية الشباب والمراهقين من اخطار لعبة الحوت الازرق وهذه التجربة هي عبارة عن لعبة تدعي الحوت الوردي وهي لعبة لتدريب الاطفال والشباب المراهقين والمرضي النفسيين على الأشياء المفيدة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة