تتسم العلاقات المصرية - الإماراتية بأنها نموذجا يحتذى به فى العلاقات الاقتصادية، حيث تصدرت الإمارات فى قائمة الدول المشاركة فى مشروعات تنموية وشراكة اقتصادية فى مصر وخاصة منطقة قناة السويس.
ويأتى تأسيس شركة " التحدى لأعمال التكريك البحرى بشراكة ما بين الجرافات البحرية الإماراتية، وهيئة قناة السويس، كتتويج للعلاقات الاقتصادية المصرية الإماراتية فى النقل البحرى .
وسميت الشركة الجديدة باسم "شركة التحدى" وهو نفس الاسم الذى أطلق على تحالف دولى قادته الشركة الإماراتية فى مشروع حفر قناة السويس الجديدة قبل 3 سنوات .
وقال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، لـ"اليوم السابع"، إن العلاقات المصرية الإماراتية نموذج لتعاون الدولى وهناك تحركات إيجابية لجذب مزيد من الاستثمارات الإماراتية فى مصر، وسنقوم بجولة جديدة فى دول الخليج نتوقع أن تتوج بمزيد من الاستثمارات الإماراتية فى منطقة قناة السويس.
وأضاف: "كان يمكن أن نلجأ إلى شركات تكريك دولية للمشاركة فى أعمال الموانئ ولذلك رأينا أن نطلق هذه الشركة لاستفادة من الخبرة البحرية لقناة السويس وإمكانيات الجرافات الإماراتية".
بدأت الشركة المصرية الإماراتية برأس مال يبلغ 200 مليون جنيه ويتوقع زيادته مع انتشار أعمال الشركة خلال العامين المقبلين، خاصة وأنها تعمل فى 5 مشروعات بحرية بالموانئ المصرية .
وتزامن إطلاق الشركة مع أنباء عن عزم المملكة السعودية حفر قناة بينها وبين إمارة قطر، وقال مميش، إن هيئة قناة السويس لم تتلق أى عروض لحفر هذه القناة، ونحن لنا أكبر خبرة فى الشرق الأوسط فى شق القنوات الملاحية.
وقال المهندس ياسر زغلول رئيس مجلس إدارة شركة التحدى، إن الشركة لها هدف ربحى بالتأكيد ولكن لنا جانبا تنمويا فى تطوير البحيرات الطبيعية فى مصر، وأيضا توفير فرص عمل جديدة بالمنطقة .
وأضاف زغلول: "الشركة استكمالا للتعاون بين مصر الإمارات وخاصة وأن اكثر العاملين بشركة الجرافات اكتسبوا خبرتهم بالعمل فى قناة السويس، وأيضا لدينا رؤية الشركة بأن تكون الخيار الأفضل للعميل، بالالتزام بالحفاظ على البيئة وتدريب عمالة جديدة، وأيضا التركيز على أسواق العمل المجاورة فى أعمال التكريك البحرى وثم تصبح خيار أفضل على مستوى العالم ".
تعمل الشركة الجديدة فى مشروعات توسعة المجرى الملاحى لميناء دمياط، والمرحلة الثالثة من تكريك وتطهير بحيرة المنزلة ومنطقة موانئ العين السخنة بالسويس وهى أيضا منطقة استثمار إماراتى بمصر.
ووقعت مصر والإمارات اتفاقية لتطوير موانئ دبى بالعين السخنة قبل نهاية العام الماضى، لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع منطقة السخنة العالمية لمساحة 30 كيلومتر مربع.
واتفاقية مجموعة موانئ دبى العالمية كان تنفيذا لاتفاقية الشراكة الموقعة بين مصر والإمارات خلال منتدى الشباب بشرم الشيخ فى نوفمبر 2017 الماضى، بشأن تأسيس شركة تنمية رئيسية بالمشاركة بين الهيئة الاقتصادية لقناة السويس وموانئ دبى العالمية لتنفيذ المشروع، تساهم فيه المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بنسبة 51% وموانئ دبى العالمية بنسبة 49% مع احتفاظها بحق الإدارة.
وتهدف الشركة، إلى تطوير ميناء العين السخنة بمساحة تقريبية 22 كيلومترًا مربعًا، تستهدف خلق فرص عمل مباشرة تُقدّر بنحو 500 ألف فرصة عمل وإقامة منطقة تنمية على مساحة 75 كيلو متر مربع، للمنطقة الصناعية واللوجستية، فضلًا عن منطقة سكنية بمساحة 20 كيلو متر مربع تستوعب ما يقرب من 650 ألف نسمة.
دعم إماراتى
ودعمت الإمارات الاقتصاد المصرى بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار فى إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت 12 مليار دولار، ثم توقيع اتفاقية خلال شهر أكتوبر 2013 بقيمة أربعة مليارات وتسعمائة مليون دولار شملت منحة بقيمة مليار دولار وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى إضافة إلى المشاركة فى تنفيذ عدد من المشروعات التنموية فى قطاعات اقتصادية أساسية فى مصر.
وأعطى الحاضرون إشارة البدء وتدشين أعمال الشركة فى مصر، واستقل الفريق مُهاب مميش وضيوفه الكراكة "أرزنة" وهى أحدث كراكة ماصة حاملة تم تدشينها مؤخراً بشركة "IHC" بهولندا لتنضم لأسطول شركة الجرافات البحرية الإماراتية، ويبلغ طول الكراكة 109 أمتار وعرضها 25 متراً وغاطسها 7.3 متر وتبلغ طاقة التحميل 6000 متر مكعب ببئر الكراكة، ويصل أقصى عمق للتكريك 35 متراً وتبلغ سرعتها 14 عقدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة