السجاد اليدوى.. صناعة عريقة تتداعى تحت وطأة الحرب فى أفغانستان

الأحد، 15 أبريل 2018 11:05 ص
السجاد اليدوى.. صناعة عريقة تتداعى تحت وطأة الحرب فى أفغانستان صورة أرشيفية
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هوت مبيعات قطاع صناعة السجاد العريقة فى أفغانستان إلى النصف خلال العام المنصرم مع تصاعد وتيرة الحرب ضد متشددى حركة طالبان وفرض باكستان المجاورة قيودا على حركة التجارة عبر الحدود.

 

ولا يزال السجاد اليدوى الأفغانى الذى يقبل عليه المشترون لخصائصه الجمالية ومنافعه أحد الصادرات الرئيسية لأفغانستان. لكن نسبته من الصادرات انكمشت من 27 بالمئة إلى ستة بالمئة خلال أقل من عقد.

 

وأضرت الحرب والفقر وقيود النقل فى بلد لا يطل على أى بحار بمبيعات صناعة يقول خبراء أنها تعود إلى 2500 عام على الأقل. ويحكى التاريخ أن الإسكندر الأكبر بعث بسجادة من المنطقة إلى والدته.

 

وفى مصنع بالعاصمة الأفغانية كابول تغزل نساء على أنوال فيما يفرز رجال يرتدون أقنعة أكواما من الصوف.

 

وقال ديلجام منان قاسمى وهو مدير مصنع فى مركز السجاد والمفروشات فى أفغانستان "دعونا الكثير (من المشترين)... لكنهم يقولون "لا. مستحيل أن نأتى بسبب الدماء والمشاكل الأمنية‘. هذه هى المأساة".

وتصاعد العنف فى كابول إذ شهدت المدينة هجمات العام الماضى تراوحت بين انفجار شاحنة راح ضحيته 80 شخصا على الأقل إلى تفجير سيارة إسعاف ملغومة أودى بحياة مئة آخرين وهجوم على فندق أسفر عن سقوط 20 قتيلا.

وتقول الإدارة المركزية للإحصاء فى أفغانستان أن السجاد كان يحتل المركز الرابع فى قائمة صادرات البلاد بعائدات بلغت 38 مليون دولار فى السنة المالية 2016-2017. وكان أكثر من 85 بالمئة من هذه الصادرات من نصيب باكستان.

وتراجعت عائدات الصادرات أكثر من النصف مقارنة بمستواها قبل عام وهو 89.5 مليون دولار. وكان هذا بدوره يمثل تراجعا عند مقارنته بما وصلت إليه الصادرات فى أوقات السلم قبل ثمانى سنوات إذ بلغت 150 مليون دولار.

والمبيعات المحلية ليست أحسن حالا لأن عددا قليلا من الأفغان هم من يمكنهم شراء السجاد الذى يتراوح سعره بين 70 و250 دولارا للمتر المربع وهو ما يفوق متوسط الدخل الشهري.

ويترك الاعتماد على باكستان وموانئها الباعة الأفغان نهبا لتغيير الضوابط الحدودية بشكل متكرر بسبب الاتهامات المتبادلة بين البلدين الجارين بعدم وقف هجمات المتشددين عبر الحدود.

وقال قاسمى أن معبرا حدوديا رئيسيا فى تورخم ظل مغلقا لمدة 40 يوما العام الماضي.

وتصرف قاسمى ليبيع سجاد المصنع الذى يديره فى أفغانستان إلى مشترين استراليين وبريطانيين وألمان من خلال فتح معارض فى هذه البلدان. لكن تكلفة الشحن الجوى تفوق تكلفة البيع التى يتحملها أى بائع باكستانى بثلاثة أمثال، إذ يمكن لنظيره الباكستانى استخدام موانئ بلاده للتصدير.

وأشار قاسمى إلى أن هذا الفارق الكبير يجعل هامش الربح هزيلا مما يضطره للبيع بأسعار أعلى ودفع أجور أقل للعمال.

وتضرب صناعة السجاد بجذورها فى بلدان عربية وآسيوية عديدة لكن معظم السجاد الأفغانى يشتهر باللون الأحمر الداكن وبكونه يدويا ومغزولا بعقد كثيرة كما أنه يدوم لفترة أطول مقارنة بالسجاد الذى تنتجه الآلات باستخدام خامات صناعية وليست طبيعية.

وفى سوق تشيكن ستريت الشهيرة فى كابول، يقول تاجر سجاد يدعى إحسان أن عدد الزبائن الأجانب يتناقص باطراد.

وأضاف "كان الوضع جيدا قبل عشرة أعوام ثم أصبح على ما يرام قبل ثمانية أعوام... لكن العمل توقف فى العامين الماضيين".

ويعرض إحسان فى متجره سجادا يدويا منقوشا من صوف الخراف والإبل ويعود تاريخ بعض القطع إلى 50 عاما.

وقال "كنا نبرم صفقتى بيع أو ثلاثة أو خمسة فى اليوم. لكننا الآن قد نبرم صفقة واحدة كل أسبوع... لا أحد يأتى إلى هنا بسبب غياب الأمن".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة