أمجد المصرى يكتب: نقطة نور..!!

الأربعاء، 11 أبريل 2018 12:00 ص
أمجد المصرى يكتب: نقطة نور..!! هاتف أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قليلٌ من التفاؤل لا يضر أبداً.. وسط أجواء تسيطر عليها روح الخوف والانقباض النفسى وبعد انتشار خبر انتحار أحد الشباب المصرى بسبب لعبة الحوت الأزرق القاتلة وتصاعد تلك الطاقة السلبية من الفزع المُبرر لتعم كل ارجاء الوطن وتصبح الماده المثارة إعلامياً وفى كل مواقع التواصل بشكل كبير.. وسط كل هذا الصخب المقيت تقودنى الصدفه مجدداً لزيارة معرض الإسكندرية للكتاب ومتابعة بعض الندوات المصاحبه له فى مكتبة الإسكندرية لتسعد العين بمشهد رائع لا يمكن أن يمر على أى كاتب أو مفكر أو مهتم بشئون الشباب والوطن فهذا الطابور الطويل جداً من الشباب صغير السن مبتسمى المُحيا وهم منتظرين عبور البوابات الإليكترونية لدخول المكتبة وحضور الندوات الثقافية والفنية والعلمية الموجودة فى برنامج المعرض لا يمكن إنكاره.. 
 
مشهد مثل هذا يجعل القلم يكتب وحده دونما ترتيب أو إعداد مسبق فهذا هو الشباب المصرى الذى تحدثنا عنه كثيراً وإسرافنا فى اتهامه بالانسحاب والانعزال والسقوط فريسة لليأس والبعد عن كل ما هو اجتماعى وسياسى وتعلقه بتوافه الأمور على شاكلة كرة القدم والأغانى رديئة المستوى.. هذا هو الشباب المصرى الصغير يقف فى طابور طويل ليتمتع بهذا الزخم الفكرى العظيم المصاحب لمعرض الكتاب حيث الندوات المتنوعة التى تناسب كل الأذواق والاهتمامات.. !!
 
فى مشهد مثل هذا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم يحتاج إلى إجابة شافية متأنية.. " لماذا لا يستمر هذا الزخم الفكرى التنويرى طوال العام ؟؟ " مجرد سؤال قد يحمل فى اجابته املاً وحلاً عظيماً لجزء كبير من مشكلة الشباب المصرى اليوم فهذا المهرجان الراقى الذى يقدم وجبه دسمه من الفكر والأدب والعلم والثقافة قد استطاع أن يجتذب آلاف الشباب ليغيروا من نمط حياتهم اليومى رغم قرب الامتحانات ويهجروا المقاهى والغرف المغلقة والهواتف وما بها من العاب وبرامج مفخخة ولو لبعض الوقت ليعيشوا أياماً وساعات مفيدة داخل قاعات ودروب المكتبة والمعرض فلماذا لا نجعله معرض دائم ونستغل هذا الصرح العظيم المعطل فى اغلب ايام العام أو على الأقل الغير مستغل بكل طاقاته وقاعاته وأمكانياته المختلفة ليصبح قبله للشباب ومنبراً فكرياً دائماً يجدون فيه البديل المناسب والمفيد لملء الفراغ الذى يعيشون فيه واثراء عقولهم بفكر سليم وفن راقى بين شعر وادب وموسيقى وغناء ومعارض فنيه وتشكيلية على أن يظل كل هذا بالمجان وتتحمله الدولة وهى راضية قانعة بان هذا العمل والإنفاق هو نوع من الاستثمار الايجابى فى البشر والتجاره الرابحه للوطن ومستقبله. 
 
وجوه باسمه مبشرة بالخير والأمل تملأ جنبات مكتبة الإسكندرية فى هذا العرس الثقافى التنويرى وانعكاسات ايجابيه تملأ ارجاء المكان فتشعر كأنك فى فرح حقيقى حيث الشباب يتابع ندوات دسمه وثقيله فى المستوى ويخرج مبتسماً سعيداً بما حصل عليه من علم وثقافه فالأصل اذاً أن شبابنا بخير ولكنه فقط يحتاج إلى جرعات مضاعفه ومستمره من هذا الثراء الفكرى الراقى فى مكان عظيم مثل مكتبة الإسكندريه حيث لا مجال لخداعه فكرياً أو تزييف وعيه وارادته وانما يكون الأمر كله تحت السيطره الكامله للدوله وجهات الثقافه والفكر فى البلاد..!!
دعوه للمسئولين فى الإسكندريه وفى وزارة الثقافه المصريه وللساده نواب برلمان الشعب أن يستمر هذا الزخم وان لا ينتهى بأنتهاء فترة المهرجان فشباب مصر اغلى ما لدينا ولا يُعقل أن نحرمه من هذا النهر الجارى من الفكر الراقى تحت مسميات الاجراءات الروتينيه أو ضعف الميزانيات فحين يقتنع الشباب وتتفتح عقولهم داخل هذه المنابر الفكريه لن تحتاج إلى ميزانيات ضخمه لمحاربة الإرهابأو علاج السلبيات فى المجتمع فالفكر والثقافة والنور هما الدواء الشافى لكل هذا.. انشروا النور فى ربوع الوطن فخفافيش الظلام تخشى ضوء الشمس.. حفظ الله شباب مصر.. حفظ الله الوطن.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة