يكتنف الغموض مصير أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش الإرهابى، ما بين تقارير تتحدث عن مقتله وأخرى تؤكد أنه لا يزال حيا. ورغم هزائم داعش المتتالية وخسائره الفادحة فى سوريا والعراق، إلا أن القوات التى تحاربه سواء من التحالف الدولى أو الحكومتين السورية والعراقية أو حتى القوات الروسية فى سوريا لم تستطع أن تعلن بشكل مؤكد مقتل البغدادى أو القبض عليه.

وتقول مجلة نيوزويك الأمريكية فى تقرير نشرته بعنوان "هل البغدادى ميت أم لا يزال حيا"، إن زعيم داعش قد ظهرت لقطات له فى شريط فيديو انتشر مؤخرا يصور وفاة جنود أمريكيين تعرضوا لكمين فى النيجر فى أكتوبر الماضى، لكن مكان الرجل ومصيره لا يزال لغزا.
والفيديو الأخير الذى نشره داعش بعنوان "هجوم الشجعان على جيش الأمريكيين" يصور مشاهد درامية للقوات الأمريكية الخاصة وهى تحاول التعامل مع هجوم مفاجئ لـ50 من المسلحين الذين يعتقد أنهم على صلة بداعش قرب قربة تونجو تونجو فى النيجر غرب أفريقيا. وتضمن هذا الفيديو لقطات الظهور الأول للبغدادى والوحيد له فى يونيو 2014.

حيث أعلن البغدادى فى 29 يونيو 2014 نفسه حاكما لدولة خلافة عالمية فى خطاب ألقاه بمسجد النورى فى مدينة الموصل العراقية. ومع هزيمة التنظيم على يد القوات المحلية والدولية فى الأشهر الأخيرة، لا يزال البغدادى مختبئا. وفى ظل غيابه تظهر مزاعم متناقضة حول مكانه وصحته واحتمال موته بشكل روتينى.
وفى واحد من أحد التحديثات الرسمية عن البغدادى. قال أبو على البصرى، مدير الاستخبارات ومكافحة الإرهاب فى وزارة الداخلية العراقية ورئيس خلية الصقور الاستخباراتية النخبوية، فى تصريحات لصحيفة الصباح الحكومة إنه يعرف تماما المكان السرى الذى يختبئ فيه الزعيم السرى لداعش. وأضاف أنه لا يزال موجودا اليوم بمساعدة المتعاونين معه فى منطقة الجزيرة السورية، وهى منطقة صحراوية يحيط بها نهر الفرات ودجلة فى العراق. وقال إنه كان يعانى من تدهور جسدى ونفسى بسبب إصابات لحقت به جراء الغارات الجوية العراقية، والتى ربما تفاقمت بسبب مرض السكرى أيضا.

وفى نفس اليوم، نقلت "سى إن إن" عن مصادر أمريكية أن البغدادى أصيب فى ضربات جوية، لكنهم أشاروا إلى تعرضه للإصابة فى مايو قرب مدينة الرقة السورية التى تم استعادتها من داعش فى أكتوبر الماضى.
وفى يونيو الماضى، قالت وزارة الدفاع السورية أقوالا مشابهة مع قيادة حلفائها أن الجيش السورى حقق هجوما وانتصارات على الإرهابيين فى الرقة. وقالت الوزارة إنها تعتقد أن الطائرات الحربية السورية قد قتلت بالفعل البغدادى فى ضربة جوية فى 38 مايو استهدفت مسئولى داعش فى الضاحية الجنوبية لمدينة الرقة.
وظلت الولايات المتحدة متشككة فى المزاعم السورية.. وقالت إيران التى دعمت جهود هزيمة داعش فى سوريا والعراق إن البغدادى ميت بالتأكيد دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتقول نيوزويك فى النهاية إن ظهور البغدادى فى الفيديو الأخير الخاص بقتل الجنود الأمريكيين فى النيجر لم يقدم إجابات على الأسئلة المتعلقة بمكان البغدادى ومصيره، رغم أن الولايات المتحدة رصدت 25 مليون دولار مقابل رأسه.