مهمة فرنسية فى طهران.. وزير الخارجية الفرنسى يخير الدولة الشيعية بين النشاط الصاروخى أو الاستثمارات.. أمين الأعلى للأمن القومى يستقبل "لودريان" بالزى العسكرى.. وإعلام طهران يصف الزائر الفرنسى بـ"الوقح"

الإثنين، 05 مارس 2018 06:29 م
مهمة فرنسية فى طهران.. وزير الخارجية الفرنسى يخير الدولة الشيعية بين النشاط الصاروخى أو الاستثمارات.. أمين الأعلى للأمن القومى يستقبل "لودريان" بالزى العسكرى.. وإعلام طهران يصف الزائر الفرنسى بـ"الوقح" لودريان وزير الخارجية الفرنسى
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بحقيبته الدبلوماسية التى تحمل العديد من القضايا الساخنة، ومهام أوروبية محددة، وصل وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان إلى إيران، فجر اليوم، الإثنين، فى زيارة تعد الأولى لمسئول إحدى البلدان الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووى الإيرانى فى عام 2015 منذ تهديد الرئيس الأمريكى بالانسحاب منه، زيارة تستغرق 24 ساعة طال انتظارها وارجئت وتغيير موعدها مرات عدة، بسبب حجم القضايا الخلافية المثارة بين طهران من ناحية وأوروبا والولايات المتحدة، وفى مقدمتها برنامج طهران الصاروخى.

وأظهرت الأوساط السياسية الإيرانية امتعاض من زيارة لودريان إلى إيران، حيث جاءت فى وقت يسعى فيه ترامب اقناع الأوروبيين -الذين يشاركوه الرأى فى خطورة البرنامج الصاروخى الإيرانى - بإدخال تعديلات على الاتفاق النووى، حيث أمهل الرئيس الأمريكي الأوروبيين والكونجرس حتى 12 مايو المقبل، لمعالجة عيوب جسيمة في الاتفاق النووى وإلا سينسحب منه.

 

لودريان
لودريان

 

 

وعشية الزيارة استبق المسئول الفرنسى زيارته بتهديد صريح وتلويح بعقوبات دولية على طهران، وقبل ساعات من دخول الأراضى الإيرانية وزير الخارجية الفرنسى إلى الأراضى الإيرانية، أعلن أنه سيجرى حواراً صريحاً ومتشدداً بشأن دورها الإقليمي وبرنامجها الصاروخي، ملوّحاً بوجه طهران بعقوبات على إيران إذا لم تعالج مخاوف حول هذا البرنامج.

 

لودريان مع نظيره الايرانى فى طهران
لودريان مع نظيره الايرانى فى طهران

 

أوروبا تتمسك بالاستثمار فى طهران

وبالتوازى مع التهديد، حاولت الخارجية الفرنسية من طمأنة طهران على تدفق الإستثمارات الأوروبية داخلها، وقالت بأنها متمسكة بالاتفاق النووى وشددت على مواصلة الاستثمارات الأوروبية فى هذا البلد، وذكرت الخارجية فى بيان لها قبيل زيارة المسئول الفرنسى "الاتفاق النووى يؤمّن ضمانات صلبة في مواجهة أي احتمال لاستخدام البرنامج النووي الإيراني لأهداف عسكرية". وأضافت "في موازاة ذلك، من المهم بالنسبة إلينا، كما بالنسبة إلى إيران، مواصلة الاستثمارات الأوروبية في هذا البلد".

 

 

مباحثات لودريان فى وزارة الخارجية
مباحثات لودريان فى وزارة الخارجية

 

شمخانى يبعث رسالة إلى باريس بالبدلة العسكرية

وفى طهران حيث، عقد وزير الخارجية الفرنسى لقاءات مع مسئولين إيرانيين اتسمت بالحدية، وتسابقت الأوساط السياسية فى إيران على إبداء ردود أفعال حيال تصريحات لودريان،  واستهل لقاءاته بأمين المجلس الاعلى للامن القومى الإيرانى، الذى تعمد ارتداء "بزته العسكرية" رغم أنه عادة يلتقى بمسئولين أجانب بزى مدنى، ويرى محللون بالشأن الإيرانى أن على شمخانى حاول إيفاد رسالة عبر "البزة العسكرية" فحواها "تمسك طهران ببرامج السلح العسكرية، لاسيما البرنامج الصاروخى الباليستى".

 

وأبلغ على شمخانى وزير الخارجية الفرنسى خلال الإجتماع فى طهران إن برنامج إيران للصواريخ الباليستية لا يشكل تهديدا لأى دولة لأن طبيعته دفاعية محضة، وحول الاتفاق النووى، أكد المسئول الإيرانى أن دم نجاح الاتفاق النووي من شأنه الاساءة الى مصداقية الاتفاقات الدولية ومنطق المفاوضات في التوصل الى حل للقضايا الدولية". وأضاف، ان سياسة أوروبا في تقديم تنازلات لامريكا من أجل البقاء في الاتفاق هي سياسة خاطئة وبمثابة تأثر واستسلام أمام لعبة ترامب النفسية".

 

كما لفت شمخانى فى اللقاء، إلى امتعاض طهران من احتضان باريس لجماعات إيرانية معارضة للنظام، قائلا ان "عدم مواجهة باريس للمجموعات الارهابية المتواجدة في هذا البلد والتي لديها اليد في اغتيال آلاف الابرياء من الإيرانيين، يتناقض مع مسؤولية فرنسا الدولية في مواجهة الارهاب ولن يعزز من وتيرة العلاقات المتنامية بين البلدين".

وفى السياق نفسه، شدد المتحدث باسم القوات المسلحة مسعود جزائرى على إن بلاده ستمضى قدما فى برنامجها الصاروخى رغم الضغوط الغربية، وأضاف "البرنامج الصاروخى الإيرانى سيستمر دون توقف وليس من حق القوى الأجنبية التدخل فى هذا الأمر".وقال أيضا إنه من غير المسموح لأى مسؤول إيرانى "بحث هذه القضية مع أجانب".

 

 

أمين المجلس الأعلى للامن القومى ووزير الخارجية الفرنسى
أمين المجلس الأعلى للامن القومى ووزير الخارجية الفرنسى

 

متشددون ينظمون احتجاجا على زيارة المسئول الفرنسى

من جانبهم نظم أنصار المتشددون وقف احتجاجية امام مبنى وزارة الخارجية في طهران احتجاجا على زيارة وزير الخارجية الفرنسي وتصريحاته ضد طهران، كما نظم طلبة جامعيون وقفة احتجاجية في مطار"مهرآباد" الدولي بطهران ليلة أمس الاحد، رفضا للزيارة، وبحسب وكالة فارس حمل المحتجون لافتات اعربت عن امتعاضهم ازاء الموقف الفرنسي من برنامج الصواريخ الايرانية.

ورفع المتظاهرون لافتات أخرى مكتوب عليها "إيران ليست ليبيا" و"على امريكا وفرنسا ازالة قواعدهما العسكرية من المنطقة" و"اخرجوا الصواريخ الفرنسية من المنطقة من اجل استقرارها" و"فرنسا تتكسب من المفاوضات النووية" معلنين احتجاجهم على السلوكيات الفرنسية التي وصفوها بالمغرضة والمعادية. كما حمل المحتجون اكياسا من الدم كحركة رمزية احتجاجا على إرسال فرنسا كميات من الدم الملوث الى ايران في اعوام سابقة.

 

 

احتجاجات مناهضة لزيارة وزير الخارجية الفرنسى الى طهران
احتجاجات مناهضة لزيارة وزير الخارجية الفرنسى الى طهران

 

إعلام إيران يهاجم وزير الخارجية الفرنسى وتصفه بـ"الوقح"

وهاجم بشدة الإعلام الإيرانى وزير الخارجية الفرنسى، وعلى صدر صفحتها هاجمت الصحيفة زيارة لودريان، الذى وصفته بالوقح، وكتبت تحت عنوان "الضيف الوقح"،  الأوروبيين يسيئون إلى المضيف الإيرانى، ومرة أخرى سافر مسئول أوروبى إلى إيران، وقبل دخوله الأراضى الإيرانية، هددها بفرض عقوبات مستخدما ادبيات سيئة وغير محترمة، على حد تعبيرها.

 

فيما وصفت صحيفة "حمايت" فرنسا بالشرطى السئ، وقالت على صدر صفحتها "باريس ترتدى مجددا إلى زى الشرطى السئ"، وكتبت أن وزير الخارجية الفرنسى أعرب عن قلقله حيال برنامج إيران الصاروخى، وهدد إيران بالعقوبات مجددا.

 

وفى صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثورى الإيرانى،  وصفت لودريان بالخادم الفرنسى لترامب، وكتبت على صدر صفحتها تحت عنوان "خادم ترامب الفرنسى فى طهران"، "بعد ارجاء وتغيير موعد الزيارة لمرات، جاء وزير الخارجية الفرنسى إلى إيران لكن بلهجة ومزاعم أمريكية".لافتة إلى أن تصريحاته فرنسا تثبت أن استقلال باريس عن واشنطن لا معنى له.

 

 

صحيفة ايرانية تههاجم لودريان
صحيفة ايرانية تههاجم لودريان

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة