عالمة مصريات فرنسية ترصد التشابه بين نصوص الفراعنة والكتب المقدسة فى "عالم الرعامسة".. كلير لالويت: سيتى الأول يشترك مع المسيح فى وصف "الراعى الصالح".. وربطت بين التشبيه القرآنى ورمسيس فى "يداه مبسوطتان"

الأحد، 04 مارس 2018 10:20 ص
عالمة مصريات فرنسية ترصد التشابه بين نصوص الفراعنة والكتب المقدسة فى "عالم الرعامسة".. كلير لالويت: سيتى الأول يشترك مع المسيح فى وصف "الراعى الصالح".. وربطت بين التشبيه القرآنى ورمسيس فى "يداه مبسوطتان" عالم الرعامسة ورمسيس الثانى
كتب ــ أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"كان جلالته حاكما شابا، بطلا لا مثيل له، ذراعاه قويتان، قلبه شجاع، قوته مثل قوة الإله منتو، فى عهده، هيئته كاملة مثل هيئة أتوم، ويسعد المرء لرؤية جماله" هذا جزء من مدح للملك رمسيس الثانى الذى يعد أحد أشهر الشخصيات فى تاريخ مصر والعالم. 
 
عالم الرعامسة
 
 تظل الحضارة المصرية القديمة محورا أساسيا  فى فهم التاريخ الإنسانى، ورافدا مبهرا  لكل محبى القوة والجمال والسحر والغموض، وفى الغرب يتخصص الكثيرون فى دراسة علم المصريات ويمنحون حياتهم كاملة للبحث فى خبايا وأسرار ما قام به أجدادنا القدماء، ومن ذلك ما فعلته الفرنسية كلير لالويت، الأستاذة بجامعة السوربون، وعضو المعهد الفرنسى للآثار الشرقية،  وصاحبة عدد مهم من الكتب منها "الفراعنة فى مملكة مصر، طيبة، الأدب المصرى القديم، وهنا فى كتابها "عالم الرعامسة" والذى صدرت ترجمته عن المركز القومى للترجمة وقام بها حسن نصر الدين وراجعها عاطف عبد السلام.
 
وفى الكتاب تقول  كلير لالويت "ينتمى عالم الرعامسة، والذى يبدأ بعصر رمسيس الأول ويستمر فى الأسرتين الـ 19 والـ 20، حيث حكم مصر 11 ملكا باسم رمسيس، فى الفترة بين عامى 1314 و1085 قبل الميلاد لأقدم حضارات العالم وأكثرها ثراء".
 
الرعامسة
 
وتقول عالمة المصريات "هذه الفترة تسمح بفهم أوضح للعالم المعاصر فى أصوله الضاربة الجذور... عالم مضى لكنه دوما حاضر، فقد شيد الرعامسة فى كل مكان من شط البحر المتوسط وحتى قلب إفريقية الكثير من الآثار العظيمة التى لا تزال موجودة".
 
ومن الأجزاء التى ناقشها الكتاب صورة الملك فى ذلك الزمن، حيث أرَّخت الكتابات والنقوش الموجودة على جدران المعابد صورًا وصفية بطولية وإنسانية وأسطورية للملوك منها ما ورد بعد ذلك فى النصوص السماوية مثل التوراة والإنجيل والقرآن.
 
رمسيس الثانى
 
تقول كلير لالويت  "مع أن الكثير من صور الرعامسة يمكن أن نجدها عند الفراعنة الأسلاف (منذ بدايات تاريخ الوادى"  فإن تعبيرهم وصل أعلى مستوى من البنية الثقافية التى تدمج الملك مع الكون المخلوق، الفكر الملكى (الذى تطور وتغير منذ ألفين من السنين)".
 
من ناحية الشكل جمع رمسيس كل الهيئات الكونية التى تنتمى لعالم الحيوان أو للقوى الطبيعية أو الظواهر الكونية، فالملك المحارب يتقمص هيئة الحيوانات القوية الشرسة مثل (السور والأسد والفهد) أو حيوانات الصيد مثل (الصقر وابن آوى) أو حيوانات أسطورية  "العنقاء" .
 
سيتى الأول
 
ومن السمات التى كانت ترتبط بالملوك الرعامسة اليقظة المستمرة وهى من عمل الأمير الذى يبحث عن خير شعبه، عند رمسيس الأول "القلب يقظ بلا توقف"  وسيتى الأول "واقفا ويقظا فى شجاعة وقوة مثل أمه موت".
 
كذلك كان يوصف الملك بـ "الراعى الصالح"  وسيتى الأول هو "الراعى الصالح الذى ينشط جيشه وهو أب وأم لكل البشر" ورمسيس الثانى هو "الراعى الصالح للشعب" ومرنبتاح الذى يطمئن الشعب عندما يأتى الأعداء على حدود مصر: "أنا راعيكم الصالح وأحرسكم كما يؤمن الأب الحياة لأولاده بينما أنتم مذهولون كالطيور".
 
تقول الباحثة الفرنسية "إن هناك صورة شائعة فى التصور السامى،  وسوف نراها فى العهد الجديد حتى تطلق غالبا على السيد المسيح، قديما نراها بالفعل فى عصور ما قبل الرعامسة فى النصوص، ومن بين الأمثلة الأولى نجد كتابات ترجع للأسرة العاشرة "خيتى الثالث، حوالى عام 2100 قبل الميلاد".
 
كذلك يؤكد الكتاب "أن الصورة التى نجدها بكثرة هى صورة الشمس بأذرع ممتدة نحو البشر، وتنتهى بأيد مبسوطة حاملة الأعطية للبشر، وسوف تظل هذه فى عهود الرعامسة، صورة سامية تماما، نراها عند اليهود والمسلمين، وفى ترنيمة من الترانيم المكتوبة على صفحة بردى يهودية مكتشفة حديثا فى كمران (بالقرب من البحر  الميت) نقرأ هذه الجملة لمعبرة "لا تبعد يدك الخيرة عن شعبك حتى يوجد شخص متحد معك، والذى يقف من أمامك فى الإحسان" وفى القرآن بالمثل صورة اليد المحسنة الإلهية مذكورة بتعبير قريب من النصوص والصور المصرية " بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة