محمود حمدون يكتب : حدث فى مكتب البريد

السبت، 31 مارس 2018 10:00 ص
محمود حمدون يكتب : حدث فى مكتب البريد   مكتب البريد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وقف الطفل بجوار أمه أمام مكتب البريد , لقصر قامته الشديد كطفل دون الثامنة , شبّ على أطراف أصابعه ليرى الدنيا من أعلى مستطلعا موظف يختفي خلف ساتر من زجاج , بعصبية مستترة صاح الموظف : ماذا تريد ؟

-  أن أرى ما تفعل  .

بضجر ووعيد خفي , نظر الرجل للمرأة , فنهرت صغيرها , جذبته من يده ليتوارى خلفها  .

طال الوقت , اشتد الزحام , لم يعتد الصبي الهدوء بمكانه كثيرا , فعاد سيرته الأولى يقفز ممسكا بحافة الساتر الزجاحي , تأرجح بلهو , اختلّ توازنه , ثانية واحدة , سقط بالحاجز الزجاجي , تناثرت أوراق وطاشت أقلام .

صرخت المرأة ملتاعة على صغيرها , اضطرب الطابور الطويل , محاولات لافاقة الصبي , صحا من غفوته وصفرة تغطي وجهه , نظرة رعب تستقر بأعماق عينيه , تبخّرت حينما رأى نظرة حنان تنساب من وجه أمه ,

فأمسك بيديها وتشبث بملابسها . بينما الموظف وبعض مساعديه يرفعون آثار الكارثة , تعليمات بانتظام الطابور من جديد وتهديد بوعيد أن الوقت قد أزف للانصراف .. دقيقة وكان كل شيء كالسابق , ضجر ثم ملل تسرّبا لنفس الصغير فتشبث بحافة الساتر الزجاجي ثم تأرجح لهوا ..







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة