شهدت لجان التصويت بالانتخابات الرئاسية فى مصر، إقبالاً ملحوظًا من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة على مدار أيام التصويت الثلاثة، معبرين بالأفعال لا الأقوال عن حرصهم الشديد على الإدلاء بصوتهم وتمسكهم بحقهم الدستورى فى التصويت، فما هو سر هذا الإقبال الكبير؟، وكيف نترجم هذه الرسالة؟
.jpg "رجل مسن يتوجه للإدلاء بصوته في الانتخابات")
رجل مسن يتوجه للإدلاء بصوته في الانتخابات
ما سر الإقبال الكبير لكبار السن على التصويت؟
يفسر د. سعيد طارق أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، الإقبال الكبير من كبار السن بأنهم يتميزون بالحكمة ويريدون للبلاد الهدوء والاستقرار، ولا يريدون اضطرابات ولا مشاكل، ورأوا أنه بعد ثورة 30 يونيو تحقق للبلاد الاستقرار الأمنى، ولذلك هم حريصون على الإدلاء بصوتهم، للحفاظ على هذا الاستقرار.
دكتور سعيد صادق
ما سبب إقبال ذوى الاحتياجات الخاصة على التصويت؟
تكمن إجابة هذا السؤال فى الحقوق التى نالها ذوى الاحتياجات الخاصة فى الآونة الأخيرة، من إقرار البرلمان أول قانون خاص بهم فى ديسمبر 2017، إلى جانب تخصيص عام 2018 لذوى الاحتياجات الخاصة، بعد عامى الشباب والمرأة، فضلاً عن تأكيد الرئيس السيسى فى العديد من المناسبات على ضرورة الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة ودمجهم فى المجتمع.
ويعتبر أساتذة علم الاجتماع إقبالهم على التصويت فى الانتخابات بكثافة محاولة للتأكيد على مشاركتهم بعد أن شعروا بحرص الدولة على إدماجهم فى المنظومة الوطنية. وعندما وضعتهم الدولة فى الاعتبار أحبوا أن يثبتوا فعلاً أنهم جديرين بأن يكونوا عنصرًا فاعلاً ورئيسيًا فى المنظومة الوطنية وهو شيء عظيم جدًا.
رجال الجيش يساعدون رجل مسن ذهب للإدلاء بصوته على كرسى متحرك
ويفسرون ذلك أيضًا بأنهم كانوا يشعرون بأنهم مهملين جدًا قبل ثورة يناير، حتى أنهم احتشدوا فى تظاهرات بعد الثورة أمام ماسبيرو، وقالوا بوضوح "انتوا بتنسونا"، وفى 2012 ترشح أحدهم للانتخابات من أجل المطالبة بحقوقهم. وما حدث فى السنوات الأخيرة أنه بدأ تسليط الضوء عليهم من قبل الإعلام والدولة، مما جعلهم يرغبون فى التعبير عن صوتهم، وهم شريحة كبيرة لا يستهان بها وعددهم يقترب من 12 مليون مواطن.
ما هى الرسالة التى يوجهها ذوى الاحتياجات الخاصة للمجتمع من خلال مشاركتهم؟
لا ينبغى أن نكتفى فقط بفهم السبب فى الإقبال الكثيف لذوى الاحتياجات الخاصة على التصويت فى الانتخابات، وإنما ينبغى أيضًا أن ننظر إلى الرسالة التى يوجهونها للمجتمع من خلال حرصهم على عدم التنازل عن حقهم الدستورى فى التصويت.
دكتورة هالة يسرى
وترى الدكتورة هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع إن هذه المشاركة الكثيفة من ذوى الاحتياجات الخاصة فى الانتخابات الرئاسية تقول رسالة واضحة مفادها نحن منكم وإدماجنا فى صناعة القرار أمر هام جدًا، مشيرة إلى أن اهتمام الدولة بهم يجب أن يدفعنا نحن كمجتمع إلى تغيير ثقافتنا ونظرتنا وتعاملنا مع ذوى الاحتياجات الخاصة، وكذلك القطاع الخاص فى إطار منظومة الإتاحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة