أمين المراكز الإسلامية بأوروبا فى حوار لـ"اليوم السابع": تجربتنا فى "العشرية السوداء" بالجزائر دفعتنى لتأييد سياسيات مصر.. "داعش" يستقطب المتأزمين نفسيًا واجتماعيًا.. منهجية القاهرة الدينية وسطية وتنشر السلام

الجمعة، 23 مارس 2018 01:31 ص
أمين المراكز الإسلامية بأوروبا فى حوار لـ"اليوم السابع": تجربتنا فى "العشرية السوداء" بالجزائر دفعتنى لتأييد سياسيات مصر.. "داعش" يستقطب المتأزمين نفسيًا واجتماعيًا.. منهجية القاهرة الدينية وسطية وتنشر السلام الزميل إسماعيل رفعت والشيخ مهاجرى زيان
حوار – إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ نلتزم بمنهج الأزهر الوسطى وننسق مع المؤسسات الدينية المصرية

ـ الإرهاب يستهدف الدول لا الأشخاص لصناعة سلطته على فتات الدول

ـ اليمين المتطرف بأوروبا يقصينا ويستخدم إعلام غير منضبط

ـ الإسلام يتحمل عبء محاربة التشدد وحده وقد أثبت نجاحا فى المواجهة

ـ معظم العائدين من داعش يصلحون للاندماج بعد اكتشافهم خديعة التنظيم

ـ داعش تستقطب غير المتدينين فى سن 21 للفتيات و25 للذكور

ـ  الإحباط وجهل المراهقين يدفعون إلى التشدد ودورنا كشفها ومعالجتها

ـ سنعقد لقاءات فى كل دول أوروبا للتوعية والتدريب ومحاربة التشدد والجهل

يشرف على عمل الكثير من المراكز الإسلامية الأوروبية بـ28 دولة أوروبية، والتى تصل إلى 60 مركزا إسلاميا، تنشر الإسلام السنى، ويعمل بمعظمها عرب مهاجرون وخاصة من الشمال الأفريقى، تونس، والجزائر، والمغرب، وله تجربه فى مواجهة أزمة انتشار التشدد ومحاولات إقصاء اليمينيين للأقلية المسلمة، الشيخ مهاجرى زيان الجزائرى الأصل، وأمين عام الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، زار مصر مرتين لحضور مؤتمرات دينية تعزز السلم وتنبذ الإرهاب، كان آخر مؤتمر "صناعة الإرهاب وحتمية المواجهة" الذى نظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وكان لنا معه الحوار التالى.

2
 

 

كيف ترى الدور المصرى فى نشر ثقافة السلم وتجنيب العالم أى صدامات؟

- لم أكن أعرف عن مصر الكثير، ولم أزورها قبل سبتمبر الماضى قط، لكن عرفت الأزهر، وعرفت حالة السلم التى تتسم بها مصر، وفوجئت بواقع يستحق المتابعة والمساندة والتعاون لدى حضورى مؤتمرى سيناء عاصمة السياحة الدينية، ومؤتمر صناعة الإرهاب وحتمية المواجهة، وحضورى إلى هذا البلد الذى تأثرت به كثيرا وأصبحت واحدا ممن يتحملون المسئولية، ويسعدنى التعاون مع المؤسسة الدينية بمصر والتبعية المنهجية للأزهر، وأرى أن مصر تحارب من أجل السلام، وتحافظ على حالة السلم، وقد شاهدت فى مواقفها ما يستحق الاحترام والدعم، والتأييد، وجبت شوارعها ولم أجد فوضى ولا حروب ولا إرهاب مع يروج البعض، ولنجاح الدور المصرى، ووسطية توجه مؤسساتها الدينية أوصانى الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى بالتعامل مع علماء مصر كونهم علماء ثقات ومشهود لهم، ولثقته أن مصر لا ترشح إلا من يدعمون السلام والانتماء للأوطان.

2018_2_7_13_41_48_7
 

 

 

هل تمكنت من تقييم الدور المصرى بهذه السهولة والانحياز إلى منهجيتها؟

ـ نعم فما رأيته فى بلدى الجزائر خلال العشرية السوداء التى طالت الجميع وخلفت قتلى ومفقودين تجعلنى أتحسس مواقع السلم، وأدافع عنها، فقد فقدت الجزائر 100 إمام ضمن الشهداء، وفرضت علينا الظروف أن نتخلى عن الخلاف والحمد لله كانت وستكون آخر مواجهة تهدد الوطن حيث استوعبنا جميعا الدرس ونعمل من أجل السلام الذى تتبناه مصر، والوسطية التى تنتهجها، ولا أنسى أن والدى وكان قائدا فى مدرسة الشرطة كان يتغيب عنا ولا نراه إلا بعد فترات طويلة خلال الأزمة الجزائرية وأعرف جيدا كم كانت المعاناة.

 

 

هل وجدت فى الملتقيات الدينية بمصر ما يحقق نفعا للأقليات المسلمة؟

ـ نعم، فإن مؤتمر صناعة الإرهاب وحتمية المواجهة لم يتحدث عن الحالة المصرية، بل تحدث من منطلق المصلحة الإنسانية وأن الجميع فى خندق واحد فى مواجهة الحملة الإرهابية لإبادة البشرية على يد صناع الموت المفزع والذى نسميه إرهاب.

 

 

ما هى التحديات التى تواجه الأقليات المسلمة فى الغرب؟

- تواجه الجالية المسلمة فى المهجر تحديات كثيرة، بل بعضها لا يمكن إدراك حقيقته إلا بالعيش فى أوساطها وتقاسم يومياتها، و لكن يمكن أن نقول إن أكبر تحدى انحراف الأبناء عقائديا وسلوكيا، فالبعض لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه.

 

إذا كانت التفجيرات تسقط شهداء فهل يتأثر كيان الدولة به؟

ـ الإرهاب يستهدف الدولة التى تعد أم للمواطن وبسقوط الدولة يضيع الناس، وتتفتت الأوطان، وتقوم كيانات مكونة من عصابات وهنا يجب أن ننبه على أن الإسلام دين عظيم ورسالة الله إلى كافة الناس، والأقليات المسلمة مطالبة بتعزيز التعايش الإيجابى.

 

هل هناك واجبات على الجاليات المسلمة المغتربة حيال دول الإقامة؟

ـ الجالية المسلمة مطالبة بالتمسك بدينها والتعريف بالإسلام المتسامح والتعايش، والانفتاح على المجتمعات التى تعيش فيها الأقليات، والحوار مع الأديان والثقافات المختلفة، حيث نواجه أزمة انتشار اليمين المتطرف الذي يستهدف الإسلام، بتسخير كل الإمكانيات الإعلامية المتاحة لديهم.

20180303050637637
 

 

نحن بصدد ظاهرة العائدون من داعش.. كيف يكون التصرف حيالها؟

ـ نعم علينا دور كبير، حيث إن أوروبا لها نصيب من هذه الظاهرة وللمراكز الاسلامية فى أوروبا دور فى مواجهة العائدين من داعش، لكن يوجد 4 أصناف للعائدين من "داعش" لبلدانهم، هى كالتالى، الصنف الأول: ليس لديه رغبة فى إعادة التجربة والمشاركة مع "داعش" مستقبلاً وليس لديه حماسة للانخراط فى القتال مجدداً بعدما اكتشف خداع التنظيم له.

 

والصنف الثانى: يريدون التكفير عن ذنوبهم و جرائمهم، شعروا بالندم من تجربتهم مع داعش ويحاولون منع أقربائهم ومعارفهم من خوض التجربة نفسها، والصنف الثالث: ما زالت فيه رواسب فهو يتحول إلى آلة دعائية تنشر أفكار متشددة بعد عودته إلى وطنه، وهذا الصنف يشكل خطورة على الدول الأوروبية، والصنف الرابع: ما زالت القناعات عنده راسخة فيبقى ملتزما بإيديولوجية العنف، وهؤلاء يعودون إلى ديارهم بنية تنفيذ هجمات، وهو الصنف الأشد خطورة والأكثر انتشارا.

 

هل ساعدت المراكز الإسلامية فى حل الأزمة وتتعامل معهم؟

ـ تجتهد المؤسسات والمراكز الاسلامية فى إيجاد الثقة بين العائدين والمجتمعات المحلية، والمساعدة فى الحد من التوجهات المتطرفة لدى الشباب، والسعى إلى دمجهم، وتعد هذه الخطوات التى يجب اعتمادها لضمان أمن الجميع فى المجتمعات الأوروبية.

 

 

هل هناك أسباب أخرى لانضمام الشباب الأوروبى إلى داعش؟

ـ نعم.. فمن أهم الأسباب الضغوط الاجتماعية والأسرية التى تفرز شخصية انتقامية عندها القابلية للقيام بالأعمال الإجرامية، حيث إن نسبة كبيرة منهم ممن يجذبهم التأويل المتشدد للإسلام، لأنهم يشعرون بالتهميش، وينحدرون من أسر تعانى مشاكل اجتماعية، كما أن عدد منهم يحملون الجنسية المزدوجة ويبلغ متوسط أعمارهم 25 عاما "الرجال" و21 عاما "النساء".

 

تحدثت عن تسبب الاضطرابات النفسية والاجتماعية فى الانضمام إلى داعش ما دليلك؟

ـ الواقع أثبت ذلك، ووجدنا بعض الحالات المحيرة التى شهدت التحاق بعض الشباب بداعش من أصول أوروبية لم يترددوا على المساجد ولم ينتسبوا إلى جماعات ولم يسبق لهم التدين، وذهبوا إلى داعش بصفة مفاجئة وهذا يعنى أنهم يعانون من مشاكل نفسية واجتماعية جعلتهم ينعزلون عن مجتمعاتهم، ويبحثون عن عالم آخر، وهو ما يسمى بـ"الأسرة و الجماعة  البديلة" كما يسميها علماء النفس، وبعضهم يتعاطى المخدرات، المراهقة.

 

 

كيف تواجهون ظاهرت الإسلاموفوبيا فى الغرب؟

ـ لا تستطيع جهة وحدها دفع آفة ظاهرة الإسلاموفوبيا، فالأمر منوط بجميع مكونات المجتمع الأوروبى، المؤسسات السياسية والتعليمية والإعلامية، وما يقع فى أوروبا من أحداث إرهابية سيكون له تبعات وعواقب وخيمة على علاقة الغرب بالإسلام.

 

 ما هى أهداف الهيئة الأوربية للمراكز الإسلامية؟

ـ الهيئة لها دور كبير ويجب تمكينها من أداء دورها الإيجابي فى المجتمعات الأوروبية، حتى تتمكن من العناية بالأئمة والخطباء و تطوير أدائهم لوعظ الجاليات المسلمة، وتحفيزها ومساعدتها على المشاركة الإيجابية فى التنمية المجتمعية والتعايش مع مكونات المجتمع الأوروبى، وتقديم نموذج متميز في التعريف بالإسلام وسماحته وسطيته، وتحصين الشباب المسلم فى أوروبا من الإنحرافات الفكرية، وتفعيل الشراكات المجتمعية مع الجهات المختلفة وتعزيز العلاقات الإسلامية الأوروبية وتقديم الدعم الدينى والاجتماعى والتربوى والثقافى.

 

 

ما هو المنتظر على الساحة الأوروبية للحد من التطرف؟

ـ نجهز لمؤتمر دولى حول مسلمو أوروبا فى مواجهة الإرهاب الاستراتيجية وآليات التطبيق بشراكة مع السلطات السويسرية قريبا، ونستهدف إقامة نشاط فى كل دولة أوروبية بين دورة ومؤتمر ويوم دراسى للحد من هذه الظاهرة، حيث إن الإسلام واجه الإرهاب بخطاب مستنير وقد ثبت ذلك.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة