أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد شمس الدين يكتب: أُمِّـــــى

الأربعاء، 21 مارس 2018 06:00 م
محمد شمس الدين يكتب: أُمِّـــــى أمومة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

أُمى لقد عَجَز البَيَانَ لِسانِى

لو دُمتُ عُمْرى مَاثلِاً فى حَمْدِكِ

ماذا أَقولُ عَن السَّماحةِ وَاصفًا

هَلْ لِى أُوَفِّى الدَّينَ؟ لستُ مُوَفِّيا

يا مَن سَهِدتِ ضَنًى عَلَى غُصنِ الصِّبَا

مِن كَوثرِ الأَضلاعِ أَغدقَ سَلسَلٌ

دِفئى أُحِسُّ به إذا لاقَيتِنِى

ومَسحتِ فَوقَ جَبِينى المُتَأرِّقِ

فأَنامُ فِى حِجْرٍ أَرَى فى أُنْسه

تَنتَابُنى هَزَاتُه بحَنانِها

لمَّا مَرِضتُ وَنَالَ مِن صَفْوِى الأَذى

إن غِبتُ وَيْحكِ سَاعةً لَم تَبرَحِى

وإذا سَخِطتِ فما لقَلبى سَلوةٌ

لو أنَّ ما لِى فى الحَياة سِوى الهَوَى

حاولتُ رَدَّ الحُبِّ أَعيانِى الهَوَى

فى يِوم عِيدِكِ تَنتشِى الدُّنيا مَعى

ماذا يَقُولُ الشِّعرُ يا أُمى هُنا

ضَنَّ الفُؤادُ عن الوِدادِ فَما حَنَا

كيف اقترابى مِنكِ فى بُعدِ الوَفَا

يا دُرةً بينَ النِّساءِ جَميعِها

لو ضاَق صَدرِى بالأَحِبَّةِ والعِدا

الناسُ عِندِى عَالَم فى شَأنِه

ماذا أَقُولُ إذا الوَفاءُ دَعانى

ما جِئتُ مِن بِر ولا إِحسانِ

صَفوَ الأُمومةِ فى بَنِى الإِنسانِ؟

عن كُل عَاطفةٍ سَرَت بكِيانى؟

وتَنَعمتْ عَينان نائمتان

رَوَّى حَنِينَ فُؤَادىَ العَطشانِ

فى ضَمةٍ شَوقًا إلى الأَحضان

بِيَدٍ تُطَمئِنُنى فكيف أُعانِى؟

بَيتًا فَسِيحًا حَانِى الأركَان

فَأَتُوه غَفلانًا عَلَى الأَلحَانِ

تَحْنانُ عَينيكِ الرَّؤُومُ شَفَانى

بالبابِ حتى ما التَقَى القَلبانِ

لِجَوَى الفِراقِ ولَوعةِ الحَيران

بَينِى وأُمِّى وَحْدَه لكَفَانى

فَنَذرتُ رُوحِى فى الهَوَى قُرْبانى

فى فَرحَةٍ فاضَت من الوِجدان

إن الحَبيبَ يَجِلُّ عَن تِبيانِى

مَهمَا أَفَضتُ برَحمتِى وحَنانى

مَهما بَلَغْتُ من الوَفاءِ مَعَانى؟

صاغَ الإِلهُ ومَالَها من ثَان

ما ارتَحتُ إِلا فِى هَواكِ الحَانِى

وهَوَاكِ أَنتِ عَالَمِى وزَمَانى

                   

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة