استجابة لدعوة "اليوم السابع" قراءها الأعزاء لتوثيق قصص كفاح أمهاتن كنوع من رد الجميل لهن، تزامناً مع الاحتفال بعيد الأم، شارك الدكتور جمال عطا الله، بقصة كفاح والدته، والتى شهدت نضالها معه هو وأشقاءه حتى أصبحوا رجالاً يفخر بهم المجتمع.
وقال عطا الله ابن قرية الشيخ مبارك بمدينة أبو قرقاص فى المنيا، ويعمل طبيباً نفسياً بمدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة، وحاصل على شهادة الدكتوراه فى علم النفس من جامعة عين شمس لـ"اليوم السابع": "بدأت قصة أمى الغالية نادية عبد اللطيف عبد الموجود، من وقت وفاة أبى رحمة الله عليه، وكان عمرى وقتها شهر واحد، وكنا 4 أولاد وبنتان، وكان عمر أمى وقتها 30 سنة، ومن عادات بعض قرى الصعيد عند وفاة الأب هو أن يقوم الأعمام بتربية الأبناء ولكن أمى رفضت وأصرت أن تقوم هى بهذه المهمة الصعبه بدون رجل بجانبها على الرغم من صغر سنها وكثرة عددنا".
وأضاف عطا الله: "بالفعل رفضت أمى الزواج أو أن يقوم أى من الأقارب بتربيتنا وبدأت تعمل فى الحقول والأراضى الزراعية حتى مرت الأيام وكبرنا واحداً تلو الآخر وحصل الأول عل دبلوم زراعى والثانى رفض التعليم وعمل بالزراعة والثالثة بنت رفضت التعليم حرصا عل المصروفات، والرابع حصل أيضا عل دبلوم وكان مؤهل أن يدخل معهد عالى ولكن الالتزامات المادية حالت دون ذلك، والرابعة بنت رفضت أيضا وقالت نعلم أخويا الصغير وهو أنا والآن عمرى 35 سنة وبفضل الله ثم وقوف أمى بجانبى ودعائها وعملها فى الأراضى الزراعية بأجر يومى".
وتابع: "تزوج كل أخوانى والحمد لله كل منهم له حياه مستقله ومنزل مستقل بعدما كنا جميعا فى غرفة واحدة وصالة وللأسف بدون حمام، ومن فى الصعيد يدرك ذلك أن قديما كان هناك منازل بدون حمامات وبفضل الله دخلت أنا للتعليم وبالتدرج ومع تشجيع أمى دخلت ثانوية عامة ومنها للجامعة".
واستطرد: "لكن حالت المصروفات مرة أخرى دون تحقيق حلمها أن أصبح فى كليات القمه نظرا لضرورة انتقالى من المنيا للقاهرة وعدم الاستطاعه بالالتزام المادى، فدخلت كلية آداب جامعة المنيا ومنها أنهيت الدراسة وبدعمها سافرت لجامعة عين شمس وأكملت دراستى وبفضل الله حصلت على دبلوم عالى ثم الماجستير ثم الدكتوراه، وأكرمنى الله بالسفر للخارج وكان حلم أمى زيارة بيت الله للعمره ولكن أراد المولى أن تؤدى فريضة الحج نظرا لعملى بمكة المكرمة".
واختتم: "هذه قصة أمى باختصار شديد حتى لا أطيل عليكم، ولكنها قصه مليئة بالكفاح من أم كانت لاتملك من الدنيا شىء وفى حرمان شديد حتى من الوجبات اليومية الضرورية".
الابن ووالدته
القارئ ووالدته
والدة القارئ فى منزلها
ولادة القارئ وأحفادها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة