من قال إن الخيال لا يصنع الواقع وأنه مع العلم شكل أداة مهمة لفهم الزمن ورسم المستقبل.. مؤخرًا أعلن رجل أعمال ملياردير أمريكى عن تقديم 10 آلاف دولار لمن يقوم "قتله" بشرط أن يحصل على فرصة الخلود.
من يقرأ الخبر، لا شك إن كان من عشاق السينما الأمريكية، أنه سوف يتذكر على الفور، العديد من الأفلام السينمائية، القديمة والحديثة منها، التى قامت على هذه الفكرة، وهى ببساطة، تكمن فى الاحتفاظ بذاكرة الإنسان، دون جسده، أى يتم نقل الذاكرة عبر المخ إلى جهاز إلكترونى يتميز بالحيوية، ومن ثم يتم نقلها إلى جسد آخر، وتنتقل تجارب وذكريات هذا الشخص إلى إنسان آخر، وهكذا، والهدف هو الخلود، والحصول على أطول فترة ممكنة من العيش، والعمل على إفادة البشرية من تجارب وقدرات هذا الشخص، الذى يضحى بجسده من أجل الحفاظ على مواهبه وأفكاره الإبداعية.
رأينا هذه الفكرة مثلا فى فيلم self less الذى تم عرضه فى عام 2015، وهو من بطولة رايان رينولدز، وبن كينغسلى، حيث يرغب الثانى، وهو رجل أعمال فى الحفاظ على ذاكرته من أجل الحفاظ على ثروته التى لا تعلم ابنته عنها شيئًا، وبعيدًا عن أحداث الفيلم، فإن الرابط المشترك بين الفيلم، والخبر الذى تم نشره خلال الأيام الماضية، هو أن الباحثين أو الراغبين فى تطبيق هذه الفكرة، هم الأثرياء، هؤلاء الذين تمكنوا من تحقيق ثروات طائلة، ويسعون للاستثمار فى أنفسهم، بل وفى أجسادهم.
العديد من الروايات التى لا تحصى، من بينها رواية "آلة الزمن" للكاتب هربرت جورج ويلز، وقد صدرت ترجمة عربية جديدة لها عن دار آفاق للنشر، فى القاهرة، نقلتها إلى اللغة العربية شهرت العالم، وهى أول رواية خيال علمى، صدرت عام 1895، وتدور حول انتقال رجل إلى المستقبل عبر هذه الآلة.
وبالتوازى، فهناك أيضًا العديد من الأفلام التى قامت على هذه الفكرة، مثل فيلم Transcendence والذى يدور حول عالم يسعى إلى صنع آلة تحتوى على علم وذكاء البشرية، ثم يتحول الأمر إلى صناعة تجارية.
ومؤخرًا، فى مصر، صدرت رواية "موسم صيد الغزلان"، التى تعتمد فى الأساس على مستقبل التكنولوجيا، ورسم المستقبل، وكيف يمكن للإنسان، وبخاصة الأغنياء، العيش لفترات طويلة، واستبدال أعضاء فى أجسادهم بدلا من أخرى.
الملياردير الأمريكى، الذى ذكرناه فى البداية، سام ألتمان، ويبلغ من العمر 32 عاماً، وانضم بإعلانه هذا إلى قائمة المنتظرين لدى شركة ناشئة تعد بتحميل محتويات الدماغ وتخزينها على جهاز الكمبيوتر لمنح الحياة الأبدية لمن يرغب فى ذلك.
المأزق فى تحقيق هذه العملية، هو أنه على الراغب فى تنفيذها، التوقيع على إقرار بالانتحار بمساعدة طبيب، ويتمثل المأزق فى أن القانون الأمريكى لا يسمح بهذه الحالة سوى فى خمس ولايات فقط من أصل 50.
ومن المؤكد، أن مثل هذه الفكرة، سوف تصطدم بالدين، إذا ما رغب أحد القيام بتأسيس مثل هذه الشركة فى إحدى الدول العربية، أو حتى سعى أحد الأشخاص إلى تنفيذها فى إحدى الولايات الأمريكية الخمسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة