أكرم القصاص - علا الشافعي

"أوقفوا تجارة المخدرات" شعار رفعته قرية الشعراء بدمياط لمواجهة تجار السموم.. الأهالى: 3 آلاف شاب يروجون للتجارة بالقرية.. دشنا المبادرة بعد وفاة أكثر من 20 شابا بسبب التعاطى وهجرة الأسر خارجها.. والأمن ينفى

الإثنين، 19 مارس 2018 09:00 م
"أوقفوا تجارة المخدرات" شعار رفعته قرية الشعراء بدمياط لمواجهة تجار السموم.. الأهالى: 3 آلاف شاب يروجون للتجارة بالقرية.. دشنا المبادرة بعد وفاة أكثر من 20 شابا بسبب التعاطى وهجرة الأسر خارجها.. والأمن ينفى مبادرة قرية الشعراء بدمياط لمواجهة تجار السموم
دمياط عبده عبد البارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دشن أهالى وشباب قرية الشعراء التابعة لمركز دمياط مبادرة "لا للمخدرات - أوقفوا تجارة المخدرات بالشعراء"، والتى تهدف إلى مواجهة ظاهرة انتشار المخدرات بالقرية.

وقال خالد سمرة صاحب المبادرة، وأحد أبناء القرية، لـ"اليوم السابع"، إن سبب تدشين الحملة أن الوضع الحالى للقرية يزداد سوءً وبخاصة بعد وفاة أكثر من 20 شابا بسبب تعاطى المخدرات فى الشهور الستة الأخيرة.

 

وأوضح سمرة، أن أكثر من 3 آلاف شاب من أهالى القرية يقومون بترويج للمخدرات، معبرًا عن استيائه من ازدياد انتشار المخدرات بالقرية، مؤكدا على أن هناك أسر تركوا منازلهم للعيش خارج قرية الشعراء بسبب انتشار ظاهرة تعاطى وتجارة المخدرات، مضيفًا أن هناك أسرا كثيرة قامت بإلحاق أبنائهم الصغار فى مدارس خارج القرية بسبب سوء البيئة المحيطة فضلا عن أن هناك آباء يقومون بإنفاق كل دخلهم على علاج أبنائهم من الإدمان.

 

وأوضح صاحب مبادرة "لا للمخدرات - أوقفوا تجارة المخدرات بالشعراء"، أن الأمر يزداد سوءا وبخاصة بعدما أصبح الشارع مسرحًا للإدمان ويقوم الشباب بتعاطى المخدرات فى الشوارع وهو ما يهدد سيدات وبنات القرية الذين باتوا يخافون السير بمفردهم فى الشارع، مطالبًا المسئولين بالتدخل لإنقاذ أهل الشعراء وخاصة بعدما وصلت تعاطى المخدرات وخاصة الهيروين إلى المنازل وبدأت البنات بتعاطيها.

 

طالب سمرة، بضرورة تفعيل دور صندوق معاجلة الإدمان بالقرية وتفعيل دور مكتب مكافحة المخدرات بدمياط، وكذلك تفعيل دور مركز الشباب والمدارس والتوعية بمخاطر الإدمان.

 

واختتم مبادرة "لا للمخدرات - أوقفوا تجارة المخدرات بالشعراء"، حديثه قائلا: "أعرف تماما أن الأمر ليس سهلا والموضوع عبارة عن شبكة من العناصر الإجرامية ولكننى على قناعة أنه لابد أن يكون لنا دورا، ونحاول جاهدين القضاء على الظاهرة".

 

وفى سياق متصل، وانتقد التابعى الغازى تاجر موبيليا، عدم تحرك المسئولين لإنقاذ القرية من تجار المخدرات، مشيرًا إلى أن سبب إطلاق الحملة هو القضاء على المخدرات بالقرية، متابعًا: "مواجهة المخدرات لن تنتهى بمجرد إرسال حملة أمنية كل فترة تلقى القبض على الشباب الصغار الذين يقومون بترويج المخدرات ولكن لا أحد يقترب من كبار التجار".

 

وأكد الغازى، على أن أسماء مروجى المخدرات بالقرية معروفة للجميع وأن هناك 20 تاجرا للمخدرات فى الشعراء وأكثر من 2000 صبى يقومون بترويج المخدرات، مناشدًا وزير الداخلية بتحريك إدارة المخدرات بوسط الدلتا لمواجهة تلك المشكلة.

 

وفى سياق متصل، أكد أحمد الأسمر أحد أهالى قرية الشعراء، على أن المشكلة كبيرة للغاية وتخطت كونها مشكلة تعاطى الشباب للمخدرات أو التجارة بها ولكن المشكلة فى أن سمعة القرية فى كل مكان نذهب إليه أصبحت سيئة وبمجرد أن يعرف أحد أننا من أبناء القرية تكون بمثابة وصمة عار.

 

وأضاف الأسمر، أن القرية عاشت سنوات من ازدهار صناعة الموبيليات وكان العمال يأتون إليها من كل صوب لها ولكن الآن الصناعة انهارت وكل من يأتى إلينا يأتى لشراء المخدرات، مطالبًا جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بالتدخل بخاصة وأن القرية يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، متابعًا: "نتفق على ضرورة القضاء على المخدرات وتطهير القرية من تجارتها وتعاطيها ولكن نختلف على كيفية تنفيذ ذلك سواء بالقبض على التجار والمتعاطين وإطلاق حملة للتوعية بمخاطر المخدرات".

 

وناشد الأسمر محافظ دمياط بتوجيه مديرية التربية والتعليم والشباب والرياضة للاهتمام بتوجيه النشء وتربيتهم وتوعيتهم بمخاطر الإدمان.

 

بينما قال أشرف الحواوشى، أحد أهالى القرية، إن المشكلة الحقيقية أن تجارة المخدرات قائمة منذ فترة طويلة ولها آليات لمواجهته منها الأمنى والاجتماعى، مضيفًا أن حلول الأزمة تتلخص بتعاون المجتمع المدنى مع رجال الأمن لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة التى بلغت حدا لا يمكن السكوت عليه، موضحًا أن قرية الشعراء أساس الصناعة بمحافظة دمياط ولكن حاليا أصبحنا وكرا لتجارة المخدرات ومنطقة جذب للمدمنين.

 

وأوضح الحواوشى، أن أكبر خطر يهدد قرية الشعراء هو المقاهى المنتشرة بكثافة داخل القرية، مشيرًا إلى أن المقاهى التى تقدم الشيشة للأطفال والصغار أصبحت أرضا خصبة لمروجى المواد المخدرة، مطالبا الأجهزة الأمنية بمتابعة تلك المقاهى والقضاء عليها قبل انتشارها.

 

وطالب الحواوشى، بتكثيف الحملات الأمنية للقضاء على انتشار المخدرات بقرية الشعراء وضبط مروجيها، مؤكدًا على أن متابعة الأهالى لأبنائهم هى الجانب الأكبر فى حل مشكلة انتشار المخدرات.

 

من جانبه قال العميد سعيد شكرى مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن دمياط، إن ما يشاع عن قرية الشعراء بأنها أصبحت بؤرة لتجارة المخدرات كلام غير صحيح ومبالغة، حيث أنها منطقة مثلها مثل عشرات المناطق على مستوى الجمهورية يوجد بها تجارة غير معلنة لترويج المخدرات، مشددًا على أن الأجهزة الأمنية توجه الحملات تباعا لضبط مروجى تلك المخدرات بالقرية، وأنه لا يوجد محل مثلا لبيع المخدرات ولكنها عائلات تروج تلك المواد بغرض التكسب منها لأنهم مجرد عاطلين لا عمل لهم.

 

وأوضح مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن دمياط، أن الأشهر الماضية شهدت توجيه أكثر من حملة سرية نجحت فى ضبط 50 تاجرا للمخدرات تم عرضهم على النيابة العامة التى احالتهم للمحاكمة.

 

وأكد شكرى، على أن ما يحدث فى الشعراء يحدث فى أى منطقة أخرى عبارة عن عاطل يشترى نصف كيلو بانجو ويتم تقطيعه وبيعه بالقطعة ولا يوجد تجار جملة للمخدرات بل هى حالات فردية بغرض التكسب لأن من يقوم بمثل تلك الأعمال عاطل ولا يوجد له مهنة.

 

وفى سياق متصل، قال اللواء مجدى أبو العز مدير أمن دمياط، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه قاد بنفسه 3 حملات على قرية الشعراء منذ توليه منصبه، مضيفا أن آخر تلك الحملات كانت منذ 10 أيام والحملة جاءت شديدة السرية، حيث تم تجميع قوات فى أماكن غير معلومة حتى لا يعرف أحد اتجاهها، كما تمت محاصرة مداخل ومخارج القرية، وعمل 7 تمركزات للتفتيش الذاتى لكل الداخلين والخارجين من القرية، سواء تجار المخدرات أو متعاطيها.

 

وكشف أبو العز، عن أن الحملة الأمنية الموسعة أسفرت عن ضبط 3 كيلو بانجو، و250 جراما هيروين، وبندقية خرطوش، وتنفيذ 49 حكم حبس، و2 حكم جنايات.

 

 


 

 


 

 

 


 

 

 

 

 


 

 


 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة