د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: سماء المجد

الجمعة، 16 مارس 2018 12:00 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: سماء المجد د. داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الجميع يبحث عن النجاح، وتتوق نفسه إليه، وكل إنسان يرى النجاح من وجهة نظره، فالبعض يرى أن النجاح هو الصَّيت والشُهرة، فى حين أن البعض الآخر مُوقن أن النجاح الحقيقى فى الثراء والمال، والآخر يُؤمن بأن النجاح فى العلم، وغيرهم يظن أن النجاح يكمن فى السلطة والنفوذ، والغالبية العظمى تُقصر نجاحها على تكوين الأسرة، وتربية الأولاد ، ولا خلاف على أن هناك بعض الناس من يجد أن النجاح فى دمج أكثر من عنصر من العناصر السابقة، وهكذا، تختلف آراء الناس فى هذا الأمر، ولكن ما يجتمعون عليه بشكل مُطلق ، هو الرغبة والبحث عن النجاح، وما يجتمعون عليه بشكل نسبى، هو الرغبة فى الوصول السريع إلى النجاح ، وهذا هو موضوع مقالى "الوصول السريع" .
 
لا خلاف على أننا دائمًا نخشى من الزمن، ونستشعر أن ساعته سريعة جدًا، ونخشى أن تسبقنا؛ لذا نأمل فى الوصول إلى ما تصبو إليه أنفسنا فى أسرع وقت ممكن، حتى نأخذ من الزمن قبل أن يأخذ هو منا ، ولكن ، ألم نلحظ أن ما يأتى سريعًا، غالبًا ما يذهب سريعًا؛ لأنه باختصار شديد، يتم وضعه تحت مُسمى "الظاهرة"، فالظاهرة هى ما تأتى فى غمضة عين، وتذهب فى غفلة من الزمن، فعندما يحدث شىء ما غير مألوف فى أى مجال أو مكان أو زمان، تتهافت الناس عليه، وتتداوله الصحف، ووكالات الأنباء والإعلام، وتلتف حوله الجُموع، ثم يبدأ نجمه فى الأُفول تدريجيًا، حتى يتوارى تمامًا عن الأنظار، مثل السُّحب التى تُعَبِّئ السماء بضبابها، ثم تتوارى تدريجيًا، وتصفو السماء ثانيةً، وكأن السحب لم تكن قد أسدلت أستارها عليها منذ دقائق معدودة.
 
وهكذا النجاح، فهو إن جاء سريعًا، لا يلبث أن يذهب سريعًا، أما إذا جاء بعد دراسة مُتأنية، وفكر مُتدبر، وسُلم تدريجى يصعد عليه الإنسان درجة درجة، فإنه يرسخ ويثبت ويصعُب إزالته، حتى لو قابلته العوائق والعثرات، فهى التى تتحول إلى ظاهرة، وتتلاشى سريعًا، أما هو، أى النجاح، فيظل رابضًا فى مكانه، يصعُب هزه أو اقتلاعه من مكانه، وعلى الإنسان أن يختار، إما أن يكون نجاحه مُجرد سحابة، تأتى بغيومها على السماء، ثم تحتجب دون أن تترك أدنى أثر، وإما أن يكون سماءً لا يمكن أن تتوارى أو تحتجب، مهما أتتها السحب، وفرشت غُيومها.
 
فالعبرة ليست بالمدة التى تحقق فيها النجاح، ولكن بالبصمات التى صنعت المجد، حتى صعد إلى عنان السماء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة